المقالات

فجور السلطة الليبية – بقلم: محمد علي الحلبي

إذا سلمنا وفق منطق وضوابط اللغة بأن الفجور هو التمادي والتوغل في السلوكيات المنحرفة وغير السوية لكان أمامنا فيضٌ منه وتنوعات عديدة له تسعى البشرية لنبذها والتخلص منها في إطار التمسك بالقيم والأخلاق، ومعجم اللغة «العين»يعتبر الكذب من الفجور،ولو أردنا البحث عن شواهد للكذب فلن يضنينا التعب،بل وبكل سهولة سنجد في عالمنا اليوم وفي كل دقيقة كذبة إثر كذبة في كل مقولة ،أو خبر سياسي على تعدد أنواع السياسات المحلية، والإقليمية،وحتى الدولية،ويكاد أن يكون وطننا العربي النموذج الأكثر وضوحاً وجلاءً في هذا المجال فقياداته السياسية أبعد ما تكون عن النزاهة،وقول الصدق،والنطق بالحقيقة.
ألم يُسمع من عديدهم الكثير والكثير عن خطط التنمية القطرية،وعن التكامل الاقتصادي العربي من أجل الاكتفاء الذاتي،ونمو يحقق فوائض في الموازنات المالية تدفع لزيادة تعزيز قدراتنا العسكرية والاقتصادية، ضمن دراسات تطبيقية سريعة الحركة تسابق الزمن حتى فقدنا القدرة على الاستيعاب من شدة حراكها،بل وتُطالعنا من حين لآخر أرقام عن نسب النمو والناتج المحلي الإجمالي،وكذلك المردود الفردي المتصاعد المتأتي منه،وانخفاض مستويات الفقر،وأن المنضوين تحت خط الفقر لم يعد لهم وجود إنما أصيب الكثير بالتخمة من رغد العيش،وباتت الصدقات والزكوات  تخزّن فلم يعد من محتاج لها؟!……
ألم نقعد في زوايا بيوتنا لا بل  سعينا إلى أضيق منها فقبعنا  في زوايا ذواتنا للتحدث وبمرارة عن حقوق الإنسان،وما يتمتع به واحدنا من شرائعها يدفعنا خوف ممض وقاتل من أن يعرف الآخرون ما يدور في خلدنا فنعيش قسراً بين جدران أربعة نُحجز فيها إلى حين الرحيل الأبدي الأخير؟!…..
ألم نعش أحلاماً واسعة وسع الفضاء الرحب، لكن في كل يوم تتباعد المسافات بين الآمال لتصبح بعيدة الأمد لن ننالها مهما طال العمر؟!…..لقد هرب بعضنا من همومه اليومية الملحّة،وراحت تداعب خيالاته لقاءات الأخوة والأهل،ولكن عبثاً فكلما حاولوا تضييق المسافات بينهم كانت الآفاق تمتد وتتمدد بعيدة…بعيدة،فلا لقاء،ولا وحدة،بل صراعات نسيتها قبيلتا«عبس وذبيان»حول سباق الحصان«داحس»والفَرس«الغبراء»ولكل قبيلة في الميدان رمز رهانها،لكن أصحاب«الغبراء»وفي حيلة منهم منعوا «داحس»من الفوز ففازت«الغبراء»وكانت حرب«داحس والغبراء».
لقد نسي أولئك مصائبهم ، وتساموّا عليها،لكن وبعد قرون مضت لم ينس وبإصرار قادة أمتنا،ومازالوا يتمسكون بأحقاد حرب«البسوس»والتي دامت لأكثر من أربعين عاماً.

في هذه الأوضاع المضطربة، وفي ظل بعض القيادات بات الحديث عن الوحدة، بل عن التضامن، لا بل عن اللقاء في أدنى مستوياته…..هلوسة ترسمها عقول الغيارى على أمنهم، إنما برز مؤخرا على الساحة “عباقرة ” باتت نظرية المؤامرة ركنا أساسيا في عقولهم وأفكارهم  يصمون حتى الموقف الصحيح بالمؤامرة المحاكة المدبرة 0000 خيوطها نحن،والحوكة أعداء أمتنا الذين حفظنا أسماءهم عن ظهر قلب لكثرة تردادها،ومن كثرة ما أسبغ عليهم من صولات وجولات باتوا خوارق لكل المستحيلات.
ألم نرَ، وفي السياسات الخارجية كيف تُغلف المطابع وأساليب النهب بالكذب ومعسول الكلام؟!…..فمرّة الدعم،وأخرى الحفاظ على الحقوق،وثالثة دعم الحريات والديمقراطية،وحفظ الأمن والأمان،وأفضل قطر يكرس فيه عهر الكذب هو العراق الشقيق بعد الاحتلال الأمريكي،فالقتل اليومي مستمر تحت شعارات عدة تحوي كل أنواع الخسة والنذالة،والفساد يتفشى وتتوسع رقعته،والبطالة تتزايد،وتدني مستويات المعيشة يلف الكثيرين،والأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ، كل ذلك كان زورا وبهتانا  من أجل الحرية والديموقراطية وفجور الكذب على الساحة العربية ما زال مستمراً،فتعددت وتنوعت ابتكاراته،وفي استقراء للواقع الليبي وثورة شعبه التي باتت على مشارف النصر النهائي لأبنائها،وإزاحة النظام الذي دام لأكثر من 43 سنة….فالانقلاب العسكري الذي قام به «معمر القذافي»مع مجموعة من الضباط على نظام الحكم الملكي في1ايلول-سبتمبر-1969سمّي بثورة الفاتح،وفي مطلع الثورة قام«القذافي»بإجلاء القواعد الأمريكية والإنجليزية عن ليبيا،وأصدر قانوناً بمنع تناول الخمور،وعمل على تطبيق فريضة الزكاة،واستحدث تاريخاً هجرياً جديداً أعتمد  وفاة الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم بدء التاريخ،وليس الهجرة النبوية،وألغى الدستور لإعداد دستور جديد لكن للآن بقيت البلاد بلا دستور،واستمر في إخضاع شعبه وبلاده لنزواته الفكرية التي راحت تتنقل من الإسلام إلى الاشتراكية دون مضامين حقيقية لها ،ودعم لحركات التحرر،لكن في عام1976وتحديداً في24تشرين الثاني-نوفمبر-1976وانطلاقاً من كتابه الذي ألفه «الكتاب الأخضر»  وضمنّه رؤاه،وعقيدته،وأيديولوجيته  المبتكرة،والتي تبناها الملتقى العام للجان الشعبية في اجتماعاته التي صدر عنه في ذلك التاريخ بيانه الشهير،وفيه«يؤمن بما بشرت به ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة التي فجّرها المفكر الثائر،والقائد المعلم العقيد معمر القذافي تتويجاً لجهاد الآباء والأجداد من قيام النظام الديمقراطي المباشر،ويعلن تمسكه بالحرية،واستعداده للدفاع عنها فوق أرضه،ويعلن تمسكه بالاشتراكية،ويعلن التزامه بتحقيق الوحدة العربية الشاملة،ويؤكد سير الثورة الزاحفة وتثبيت مجتمع القائد والسيد الذي بيده السلطة،وبيده الثروة،وبيده السلاح،وقطع الطرق نهائياً على كافة أنواع الحكم التقليدية من الفرد،والعائلة،والقبيلة،والطائفة،والطبقة،والنيابية،والحزب،ومجموعة الأحزاب،ويعلن استعداده لسحق أية محاولة مضادة لسلطة الشعب سحقاً تاماً،واعتمد اللقاء القرآن الكريم شريعة للمجتمع في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية،والتي أضيف لاسمها صفة ” الكبرى ” بعد العدوان الأمريكي على حصن العقيد القذافي.

واليوم،وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود،ونضف على تلك القرارات العقدية والتعاقدية بين قيادة  “الثورة ” وجماهيرها،وآثار مرتسماتها التطبيقية على الواقع ،والتي تركزت في بنود أساسية:
1-    سير الثورة نحو السلطة الشعبية الكاملة بقيادة المفكر الثائر المعلم القذافي.
2-    مجتمع الشعب القائد بيده السلطة، والثروة، والسلاح، وهو مجتمع الحرية.
3-    قطع الطريق على كافة أنواع الحكم الفردية، العائلة، القبيلة، الطائفة، الطبقة، والحزب.
لكن إذا قلنا أننا لن تفاجئنا النتائج الحالية،فمسيرة الزيف كانت تتكشف يوماً بعد يوم:
1-    السلطة الشعبية ضاقت،وانحسرت لتتركز بيد القائد وأولاده…الأول منهم«سيف الإسلام»الذي كان يعدّ نفسه لخلافة أبيه بينما البقية قادة للكتائب العسكرية مهمتها الأولى والوحيدة حماية النظام«الثوري».
لقد سبق وقلنا عن التيه والضياع العربيين،   –  فلقد تطور علم الوراثة مقراً بأن الثورة تنتقل مع الجينات في سلالة القادة لكن تخلفنا أعمى بصيرتنا عن هذه الحقيقة العلمية   –  …الكل يذكر في بداية الثورة الحالية كان القائد ينفي عن نفسه أي صفة حكومية رسمية لأنه زعيم لكنه حرص على لقب عميد الحكماء العرب،لا بل وزّع الأموال الليبية على حكام إفريقيين يشبهونه،و يتطابقون معه في المضمون ليحمل عنهم ومنهم  لقب ملك ملوك إفريقيا.
2-    «مجتمع الحرية» والذي بيد مجموع مكوناته  سلطات الحكم  وكل أدواته حيث عدّ الأنموذج الواجب التمسك به وتبنيه وفي الوقت ذاته نشره وتعميمه عالميا ،لكن شابته شوائب عدة،فمن الأحداث الموثقة المذبحة التي قام بها النظام في سجن«بو سليم»عام1996وتحديداً يوم29/6عندما قتل فيه1200سجين، وينتمي أغلب السجناء لجماعات إسلامية في بلد كما ذكرنا اعتمد القرآن شرعة له،وفي عامي2009-2010طالب أهلهم بمعرفة مصيرهم فعرض النظام منح الأهل تعويضات تقدر بـ198ألف دولار للمعيل لأسرة ،و110آلاف دولار للأعزب  مقابل عدم مقاضاة أجهزة الدولة في الداخل. وأيضا فصحيفة(الأوبزيرفر)نقلت عن فريق من المحامين الليبيين مكوناً من60محامياً في مدينة مصراتة عثروا على أوامر بتجويع سكان المدينة التي حاصرتها قوات الزعيم،ومنعت شاحنات الطعام،وتؤكد الصحيفة أن الوثائق التي حصلوا عليها تدين نجل القذافي«سيف الإسلام»ورئيس المخابرات«عبد الله السنوسي»
الحديث عن السجون،ومعتقلي الرأي متعدد الجوانب،ومليء بالحكايات والقصص المؤلمة،ويكفي أن نعرف أن القانون الذي صدر في عام1972يحظر أي شكل من أشكال النشاط الجماعي القائم على أيدلوجية سياسية معارضة لمبادئ ثورة الفاتح من سبتمبر-أيلول-1969،والمادة الثانية تنص على توقيع عقوبة الإعدام بسبب تشكيل مجموعات يحظرها القانون،أو الانضمام إليها،أو دعمها،و إحدى مواده تنص على السجن المؤبد بسبب نشر معلومات«تعتبر»بأنها تسيء إلى سمعة البلاد،أو تزعزع الثقة بها في الخارج،والواضح والجلي في هذه المواد عموميتها وعدم تحديدها ،وبالتالي المساحات الواسعة لتفسيرها،لمحاكمة وتجريم الآخرين على آرائهم،وأقوالهم.
ولمزيد من المعرفة،فمنظمات حقوق الإنسان الليبية والدولية سجلت أكثر من300حالة موثقة قامت السلطات الليبية بإبلاغ ذويهم عن وفاة أبنائهم في ظروف غامضة،ولم تسلم جثثهم لأهاليهم،ومنظمة التضامن من أجل حقوق الإنسان أصدرت قائمة بأسماء258سجيناً فقد أقاربهم الاتصال بهم منذ اعتقالهم،والعميد الليبي«التهامي خالد»رئيس جهاز الأمن الداخلي وفي تصريح له اعترف بأن جهازه يحتجز330سجيناً رغم أن بعضهم أنهى الحكم الصادر ضده من المحاكم،،  ويستغرب الشاعر والكاتب الليبي«إدريس بن الطيب»ويصيبه الذهول الإعلان عن وجود مثل هذه الأعداد من المساجين على لسان«التهامي».والصورة المزعجة المرعبة أن منظمة(هيومن رايتس ووتش)وصلت أثناء بحثها إلى شواهد غير عقلانية وغيرمنطقية فقوات الأمن تفرض رؤيتها وحكمها الخاص على المحاكم الليبية، وفي ليبيا أكثر من15جهازا أمنيا  ورغم أن بعض المحاكم ألغيت كالمحكمة التي كانت تسمى ظلماً وبهتاناً بمحكمة الشعب إلا أنها استبدلت بمحكمة أمن الدولة،

أما الحديث عن الأمانة،وتعزيز الحرص على المال العام في إطار ومفهوم السلطة الشعبية«الثورية»والتي أقر لها الحق كل الحق بسيادة الشعب القائد الحامل للسلاح،والمالك لثروته وهي ضخمة وهائلة،والتي يقدرها البعض منذ ثورة الفاتح وحتى اليوم بمليارات مليارات الدولارات،فلقد جيّرت الأمانة والحرص على الدخل الليبي بقدرة قادر للقائد ،ومن طريف الحكايات أن العقيد استلم وأسرته في شباط2007شيكاً بقيمة30ألف دينار ليبي أي ما يعادل100ألف دولار حصته وحصة أسرته المكونة من6أفراد من ثروة النفط الليبي التي بدأت السلطة توزيعها،وعْدُّ مع عائلته من ضمن الدفعة الأولى من بين خمسة آلاف أسرة تم تصنيفهم
مؤخراً في عداد أسر المحرومين من الثروة بينما تتحدث تقارير صحفية لم تتأكد للآن صحتها عن أن ثروته تفوق130مليار دولار وفق تقارير أمريكية نشرتها الصحف الأمريكية،بينما جاء في صحيفة بريطانية أن«القذافي»يسعى مؤخرا لإخفاء ثروته التي قدرها الخبراء بنحو100مليار دولار،وجريدة  (التايمز)  نشرت تحت عنوان  أسرة القذافي تسعى لإخفاء3مليارات جنيه إسترليني مسروقة من عائدات النفط،وأنها أودعت في كانون الثاني-يناير-من هذا العام حوالي خمسة مليارات دولار أمريكي لدى إحدى الشركات الخاصة والمتخصصة بإدارة الثروات ومقرها حيّ«ماي فير» الفخم وسط العاصمة لندن،لكن الثابت والمؤكد أن الأسرة تمتلك عقارات واستراحات في إنكلترا وغيرها،ولديهم يخوت ووسائل للترفيه،وللراحة،وللاستجمام وابنه الأكبر«محمد»فثابت أنه يملك أكثر من4%من شركة المشروبات الغازية الليبية،والتي لديها مشروعاً مشتركاً مع شركة«كوكاكولا».بينما يعيش أغلبية العرب الليبيين في حالة بؤس،والصور التي تنقلها أجهزة الإعلام توضح المدى المتواضع عمرانياً وخدمياً في البلدات الليبية العديدة،
واستكمالا ً للموضوع،لابد من إلقاء نظرة عاجلة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي الليبي،فالأرقام تشير إلى أن قطاع الطاقة (النفط) يسهم بــ60%من إجمالي الناتج المحلي عام2005وعدد العاملين فيه لا يتجاوز3%من القوى العاملة،وكان من المفترض أن تكون ليبيا من أكثر الدول رخاءً في المنطقة حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي حوالي 11 ألف دولار في عام2004مقارنة مع4آلاف في مصر،وسبعة آلاف في الجزائر،و3آلاف في السعودية،لكن ليبيا تُعدّ من أدنى متوسطات الأجور في المنطقة مما يجبر غالبية الشعب الليبي على الالتحاق بوظائف خارج القطاع العام لجمع ما يكفيهم.
المرجع:دراسة للسيد أيمن جمعة
وبينما تسعى ليبيا لتشجيع الاستثمارات الأجنبية،والتي بلغت عام2004حوالي1,3مليار دولار توجه منها80%إلى القطاع النفطي  تثمرالباقي  من الدخل الليبي في استثمارات خارجية   ،فلصندوق الثروة32مليار دولار نقداً في عدة بنوك أمريكية،و500مليون دولار في أنشطة مصرفية وعقارات سكنية في لندن،ولمزيد من التدقيق وإيراد أرقام الخلل في التنمية الاقتصادية الوحيدة المصدر،فتصدير النفط بشكل94%من عائدات ليبيا من القطع الأجنبي،ويؤكد ذلك أن التنمية الفعلية ذات المصادر المتعددة كانت شبه معدومة،فنسبة البطالة بلغت30%تماثلها في النسبة الأمية في المجتمع،وبينما تدفقت الأموال الليبية الاستثمارية على إيطاليا فحجمها2% من رأسمال شركة فيات،7,5%في نادي(جوفينتس)لكرة القدم،إضافة إلى2%في مجموعة(فليمينكانيا)   للفضاء والدفاع،و7,5%في بنك (بوني كريديت) لكن لو بحثنا وبأدق مكبرات الرؤية عن استثمارات ليبية عربية تحقيقاً لشعار وحدة الأمة فلن نجد إلا أرقاما قليلة لها في الأردن ومصر ففي القطر الأول تركزت في مشروعين : فندق خمس نجوم ومساهمة في مصرف , أما قي مصر فكان ترداد الحديث عن رفع كبير للاستثمارات لتصل إلى 10 مليارات دولار كانت حديث محور اللقاءات الثنائية للمختصين بدون أي تطبيق ,   
إنه الواقع المؤلم الليبي بشتى أبعاده….انتشرت مآسيه، وطال زمانه، أليس من حق الشعب العربي فيه أن يثور على ماضٍ ضاعت فيه كل الأصول، وتحكم به الاستبداد والرعونة، والمغالاة في الطفرات غير العقلانية؟!…..وآخرها كان الإصرار على التمسك بالسلطة،ومحاربة المناضلين أصحاب الحقوق،وعن الحرب التي مضت أشهر على بدئها قال وزير التخطيط«عبد الحفيظ الزليطي»أن كلفتها بلغت نحو50مليار دولار أضيفت إلى التراجعات الاقتصادية المستمرة ناهيك عن الخسائر البشرية والتي قدرت بحوالي30ألف قتيل،و50الف جريح , والحرب هدمت وستكمل هدم الباقي من البنيتين الخدمية والاقتصادية عدا الآثار الاجتماعية التي ستخلفها  

النظام بات على أبواب السقوط،والثورة حققت نجاحات كبيرة،والأمل بأن يتناسى الجميع ما أمكن أحقادهم،وليتوحدوا تحت نظرية فكرية واحدة وهي بناء الدولة الليبية الحرة التي تنعم بوجود منظمات المجتمع المدني،والأحزاب الفكرية والعقائدية،وتنافسها الوحيد يتركز حول أسلوب بناء المؤسسات الرسمية،والتنمية المتعددة الأوجه والفروع،وأن يركز الجميع على مقولة المصلحة الليبية قبل كل المصالح تحسباً لما سيأتي من محاولات حصاد الدعم الغربي الجوي لحماية المدنيين ,وهنا ينبري بعض المحللين لاتهام الثورة بأنها مؤامرة أعدها الأعداء،والجواب وببساطة على هذا الإدعاء جواب العربي الذي سئل مرة:ماذا دعاك لشرب المرّ،فأجاب:لقد جرّبت الأمرّ.
كان الله في عون الليبيين، وعرب الثورات.

محمد علي الحلبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى