المقالات

مدرسة :” أنا هيك !” \ كتبت: رندة منقارة

        في سنة ١٩٩٥ تم القبض على لص أميركي يدعى (ماك ٱرثر ويلر)وهو يحاول سرقة بنك في عز النهار. عند التحقيق معه وسؤاله عن لماذا لم تضع أية وسيلة تنكر على وجهك ،قال صارخا منهارا: "لقد وضعت على وجهي قناعا " ،لكن الشرطة فاجأته الفيديوات التي في كاميرات المراقبة ،فأجاب بكل ثقة وأريحية بأنه كان يضع على وجهه عصير الليمون واعتقد بأن ذلك سيمنع التعرف على وجهه و ترصده بالكاميرات.
هذه الحادثة كانت سببا في اطلاق نظرية نفسية باسم الرجل ،مفادها أن الأشخاص متدنيي الذكاء وقليلي الكفاءة ،دائما عندهم إحساس بجنون العظمة ويشعرون بالثقة من قدرتهم الضعيفة لأقصى حد .

    من الصعب جدا لا بل من المستحيل المكرب ، أن تجادل أو تفكر بفتح نقاش ، إذا لم نقل أن تجرب  إقناع تلك الإدارة بمظلومية ابنك أو بمحاولة استرحامه بعلامة أو  بلفتة  بسيطة ترفع معنوياته في أمر  أو قبول رأي أو اعتراض، كأنك أمام لوح خشبي  أو حجر عمود  أو مأمور سجن ، لا يتزحزح من أمام ترسانته الخرسانية ولا يلين لأي معذرة ...وقبول المعذرة من اللطف والإيمان .

إن أهل طرابلس قد استأمنوكم على أولادهم ليس غباء ولا استهتارا ولا هوانا وضعفا، بل شعورا منهم بأنكم مدرسة أمينة محترمة ، تعلم اللغة الفرنسية بشكل قوي ليس إلا ،فدفعوا لذلك مالهم وتعبهم وعرقهم حتى يفتخروا باسم مدرستكم ،فبماذا كافأتموهم؟!

من تاريخكم القديم كانت القسوة وعدم الرحمة حتى الضرب ، بالمساطر الخشبية تخيف الأطفال ، وتسكت أهاليهم ؛ فعندتم وابتعدتم عن جادة الحق وتكبرتم حين شعرتم بالاكتفاء ، حتى رحتم  تطلقون أحكتمكم التعسفية على التلاميذ خبط عشواء : فهذا يرسب على علامة وهذا يطرد بلا سبب حقيقي وهذا يسفه أمام التلاميذ وهذا يعامل كأنه نكرة...والناس صامتون ن ن ..

لكن أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه ! فهذه الشعرة التي قسمت ظهر البعير ! للأسف كانت القصص الفرنسية  التي توزع منذ القديم ، في مدرستكم ، تحمل العلاقات _ بلا صور _ لكنها توحي بكل شيئ وحتى تحكي عن كل شيئ غربي معاش يوميا هناك ،  على أساس أن النية هي تقوية اللغة عند الطالب فما الذي تطور اليوم ؟؟

الذي تغير هو أن الأهل والعالم انفتح على أهمية دور المدرسة في أدلجة وتأسيس الفكر الغربي المدفوع لكل مؤسسة تدخل في هذا المجال ! فلم يعد الأمر خافيا    .

  إن مهنة التعليم من أخطر المهن، فإذا أردت أن تغلق سجنا ،افتح مدرسة وإذا أردت أن تهدم جيلا فافسد مدرسة ومعلمة ، وإذا أردت أن تعيش فوق المئة عاما ، فعلم  انسانا.أليس كاد المعلم أن يكون رسولا ؟؟ بل هو رسول فعلا ! فسيدنا جبريل رسول ومعلم وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول ومعلم !  ونحن فوق كل ذلك  لسنا بلهاء و لا معدومي العقيدة ولا قليلي التربية نفسيا أو اجتماعيا أو ذوقيا ولسنا ضعفاء ولا فقراء العقل والمادة ، فعلام كل هءا التعالي ؟!

إن عملية التعليم أبعد ما يجب أن تكون عن الجبر والعنف والتسلط ، وليس العلم قراءة وكتابة، بل هي نقش في النفس وتسليم للروح ونحن لن نسلم أرواحنا لتدنيس أولادنا بصور إباحية مأجورة ، صار الغرب ينزل لأجلها إلى الشوارع معترضين على سياسة وزارة التربية في تعليم الجنس والشذوذ للصغار !!

      أما ٱن لليل هذه المدرسة أن ينجلي ؟؟مدرسة قديمة بكل مقاعدها وديكورها

وكأنها من عصور لم تغير طابعها وبكل طرق تدريسها ووجوه معلماتها القديمة جدا والتي لا تتغير أبدا , بالوجوه والأسماء ! فإذا قالت المديرة عن هذه الصور التي فيها يقبل الرجل رجلا مثله :”هذ ا طبيعي ” فافرح أن جاءتك الفرصة لتتحول إلى مدرسة تشبهنا قبل أن يحدثك لا قدر الله ولدك عن التحول !! اربح دينك وضم إليك ابنك ولا تضعف أمام اللغة الفرنسية ، التي لن تصلح لك ابنك إن فسد ، بل ستضره أكثر حتى يغرق !!لا قدر الله …

لا تبع دينك بدنياك فالمدارس الخاصة كثيرة ...أنت الرابح وهم الخاسرون في الدنيا والٱخرة !
منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى