الأخبار اللبنانية

تصريح للوزير فيصل كرامي

رأى الوزير فيصل كرامي “أن ما يحدث في طرابلس خطير وخطير جداً” ولفت في حديث اعلامي الى أن الخطة الأمنية بطرابلس على ثلاثة مراحل نفذ منها المرحلة الأولى وهو الانتشار على مداخل طرابلس ولم تنفذ المرحلة الثانية وهي الانتشار والحسم داخل الأحياء وأيضاً لم تنفذ المرحلة الثالثة وهي معالجة الوضع الاقتصادي والمصالحة التي تحتاج الى حكومة فاعلة وليس حكومة تصريف أعمال”.
وأشار الى أن “التمويل في طرابلس يأتي الى كل الجهات وليس الى قادة المحاور فقط وتساءل من أين كل هذا السلاح وطرابلس الأفقر على طول البحر المتوسط.
وشدد كرامي على “أن دور المملكة العربية السعودية هو دور الراعي والجامع لكل اللبنانيين”.
وقال الوزير كرامي: “ان ما يحدث في طرابلس هو خطير وخطير جداً، وما يحدث مرتبط بتداعيات الأزمة السورية وهو حالة شاذة واستثنائية وهذه الحالة الشاذة تتطلب قرارات استثنائية وحزم أكثر في الخطة الأمنية.
الخطة الأمنية مكونة من ثلاثة عناوين: الأول، هو انشاء حواجز حول طرابلس لمنع ادخال السلاح الى المدينة وتم تحقيق هذا العنوان. أما الثاني فهو انتشار القوى الأمنية في مدينة طرابلس والقاء القبض على كل المسلحين والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه خلق هذه الحالة الأمنية، وهذا العنوان لم يتحقق، وما حدث هو الجولة رقم 17 بطرابلس ذهب ضحيتها أكثر من 15 قتيل وأكثر من 50 جريحاً وتضررت المدينة كما لم تتضرر بالسابق باقتصادها وأمنها، ولم نر اجراءات استثنائية وما نراه هو ذات الاجراءات السابقة. والعنوان الثالث الذي تحدث عنه وزير الداخلية مروان شربل المتمثل بايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتردي جداً، فهذه المرحلة تحتاج الى حكومة. ونحن نعاني من حرمان اقتصادي منذ 25 سنة أدى الى هذه الحالة من الفلتان الأمني ومعالة الوضع الاقتصادي أساسي وضرورية وهناك أمر آخر وهو في صلب الخطة الأمنية وهو مصالحة بين أهالي جبل محسن وباب التبانة أي بين العلويين والسنة بطرابلس عن كل الأحداث التي جرت حتى اليوم، وكل هذه المراحل والعناوين لا تنجز الا اذا توفر المال، والمال لا يتأمن الا بوجود حكومة فاعلة، أما في ظل حكومة مستقيلة لا يمكن أن يتم ذلك، من هنا لم يتم تنفيذ البند الثاني الذي هو الانتشار الجدي بطرابلس ولا المصالحة والانماء بوارد الحصول في ظل حكومة مستقيلة”.
ورداً على سؤال حول ما قامت به السلطة السياسية والقوى الأمنية لوقف الفلتان الأمني بطرابلس قال كرامي: “لقد زرت فخامة رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي ووضعته بأجواء ما يحصل بطرابلس، فقال لي أنه أعطى الأوامر والغطاء الكامل للقوى الأمنية وعلى رأسها قيادة الجيش للقيام بدورها ومعالجة ما يحدث من فلتان امني بطرابلس، لكن لدى الجيش اللبناني اعتبارات وهناك حساسيات كثيرة ومتعددة في الشارع والسلام منتشر بين الناس، لذلك الجيش يعالج ويراعي في ذات الوقت لأن الوضع حساس وبحاجة الى حكمة ولا شك ان الجيش يتصرف بحكمة كبيرة في الشارع فهو لا يريد ان يضحي بهذه المؤسة كما نحن أيضاً حريصين على هذه المؤسسة العسكرية، فالغطاء السياسي موجود، لكن المعالجة تتم ببطئ لأن الأمور بحاجة الى حكمة كبيرة والوضع حساس من الناحية الطائفية والمذهبية وحتى الاقليمية”.
ورداً على سؤال حول التمويل لقادة المحاور وهل توقف، أجاب الوزير كرامي: “التمويل ليس فقط لقادة المحاور بل كل الجهات تلقى التمويل، والسؤال من أين كل هذا السلاح وهناك اناس لا يجدون ثمن الأكل اليوم ومنطقتنا هي من أكثر المناطق فقراً على طول البحر الأبيض المتوسط، نعم طرابلس الأفقر، وهناك من يدفع المال لتستمر هذه المعارك ويدفع المال للتسليح”.
ورداً على سؤال حول ان كان المال من الداخل أو الخارج قال كرامي: “برأيي هذا المال ليس داخلياً لأنه كما يقال كلفة كل معركة وأنا لست خبيراً عسكرياً تقدر ما بين نصف مليون دولار ومليون دولار بالليلة الواحدة، فمن أين لك هذا وفهمكم كفاية”.
ورداً على سؤال عن وجود رسائل طلب توجيهها الأمير بندر بن سلطان الى الرئيس بشار الأسد عبر باب التبانة ـ جبل محسن، فأجاب الوزير كرامي بسؤال قائلاً هل هذه الرسائل بالايميل أو خطية هذا ما لا أعرفه”.
سئل عن زيارة النائب بهية الحريري الى طرابلس لايصال رسائل الأمير بندر، فأجاب الوزير كرامي: “نحن نعرف دائماً ان دور المملكة العربية السعودية هو دور راعٍ وجامع للبنان وللبنانيين وهو دور بناء ولولا المملكة وتاريخها في لبنان لما حصل اتفاق الطائف ولما تم الغاء اتفاق 17 أيار في مواجهة اسرائيل، فالمملكة كانت دائماً راعياً لكل الإتفاقات التي تفيد لبنان وتلغي الحرب فيه، لذلك ليس لدي أي علم بأي رسائل وأشك أن يكون دور المملكة دوراً سلبياً او دور فيه دماء أو اقتصاد منهار”.
ورداً على سؤال حول رؤيته لمأساة أهالي ضحايا عبارة أندونيسيا، أجاب كرامي: “ان يوم عودة الجثامين من أهلنا في طرابلس وعكار هو يوم حزين ومؤسف، وهذه نتيجة طبيعية للانماء غير المتوازن الذي حصل في لبنان خلال 25 سنة مضت، فالصبر والسلوان والاتكال على الله والتشبث بالأرض دائماً هو الذي ينقذنا ويصل بنا الى بر الأمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى