المجتمع المدني

لقاء مسكوني في دير مار الياس – أنطلياس

عقد لقاء مسكوني أمس الثلاثاء في دير مار الياس أنطلياس، ضم السادة المطارنة متروبوليت جبل لبنان المطران جورج خضر عن الروم الأرثوذكس، ورئيس أساقفة أنطلياس المطران يوسف بشارة عن الموارنة، ومتروبوليت بيروت وجبيل المطران كيرللوس سليم بستروس عن الروم الملكيين الكاثوليك، والقسيس سليم صهيون رئيس المجلس الأعلى للكنائس الإنجيليّة في سوريا ولبنان. قام بالمبادرة دير مار الياس أنطلياس بشخص رئيسه وخادم الرعيّة الأب المدبّر ريمون هاشم الأنطوني، بصفته رئيساً لقطاع رعايا الساحل المارونيّة رقم 1 التابع لأبرشيّة أنطلياس المارونية، والذي يضمّ رعية مار الياس أنطلياس وبصاليم وجلّ الديب والزلقا وعمارة شلهوب.
استُقبل السادة الأساقفة في الرعيّة من قِبل جمع من كهنة الرعايا من كل الطوائف المذكورة رعاياهم أعلاه وهم البرديوط الخوري بسّام عدوان عن رعيّة سيّدة النجاة الزلقا والخوري فالونتينو الغول عن مار عبده جلّ الديب والخوري طوني الحاج موسى عن السيدة بصاليم والخوري حبيب نعيمي عن مار جريس جلّ الديب، بالإضافة إلى كهنة من مختلف الطوائف كالخوري جريس سابا عن الأرثوذكس في رعية مار جريس أنطلياس والخوري ريمون قبطي عن رعية سيّدة الساحل للروم الكاثوليك أنطلياس والخوري سمير عن الأرثوذكس في رعية سيّدة البشارة جل الديب والخوري خاتشي كميسريان عن الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس والجوار والقسيس جورج مراد عن الكنيسة الإنجيليّة في الرابية بالإضافة إلى الأب طوني خضره رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) والأب جوزف عبد الساتر الرئيس السابق للدير.
إستُهلّ اللقاء بصلاة مسكونية ترأّسها المطران جورج خضر وشارك فيها السادة المطارنة وقرأ الإنجيل     رئيس المجلس الأعلى للكنائس الإنجيليّة في لبنان وسوريا وعلّق عليه المطران بستروس بكلمة روحيّة أشار فيها إلى أهمّية الوعي للوحدة التي تُعاش حاليًّا بين المسيحيين المستندين بعيشهم على الإيمان بإنجيل المسيح وبوصاياه، ودعا أيضًا إلى ممارسة الصلوات من أجل تحقيق دائم وترجمة دائمة لهذه الوحدة من خلال المحبّة.
وبعد الصلاة تقاسم الجميع لقمة المحبة حيث جرت الأحاديث التي تقرّب القلوب، وأثناء العشاء ألقى رئيس الدير الأب المدبّر ريمون هاشم كلمة جاء فيها: “بعدما التقينا وتحدّثنا وانتظرنا بعضنا البعض واكتمل النصاب، صلّينا واستدعينا الروح القدس وطلبنا منه أن يوحّدنا ويقرّب وجهات النظر فيما بيننا، ليقوّي رباط المحبّة ويرفع مستوى علاقتنا إلى مستوى الشهادة، فينظر إلينا العالم ويمجّد أبانا السماوي ويعلم بأنّنا فعلاً تلاميذ المسيح، نحن كهنة قطاع الساحل التابع لأبرشيّة أنطلياس المارونية، قمنا بهذه المبادرة المسكونيّة بعد أن اختبرنا، ولفترة طويلة، اللقاءات الّتي عُرفت بلقاءات “كهنة الطوائف”، وكانت مقتصرة على “لقمة محبّة” تُقام مرّة كل شهر في منزل أحد الكهنة، وعلى احتفالات سنويّة وأهمّها الصلاة من أجل الوحدة والالتفاف حول الشعلة المقدّسة وغيرها، في الواقع إنّ لقمة المحبة التي جمعتنا، وما زالت، في لقاءات مسكونية، أثّرت
وبشكل مباشر على سكّان المنطقة من مختلف الطوائف، ومدّت جسور الحوار والتلاقي فيما بينهم، وجعلت المنطقة مميّزة بروحها، وقلّصت من التوتّر الذي خلقه التزمّت الديني والمحدوديّة في التفكير والانغلاق ورفض الانفتاح”.
“على ذلك ندعوا أنفسنا ونشجع رؤسائنا على خلق لقاءات مماثلة في مختلف المناطق التابعة لأبرشياتنا لنصبح علامة تُعدي كلّ الكنائس المسيحيّة بمختلف طوائفها على الأرض اللبنانيّة وفي العالم”.
“إنّ هذا اللقاء لعزيز على قلبنا نحن أهل المنطقة وبخاصة كهنة القطاع وقاطني هذا الدير الذي صار رمز التلاقي والتحالفات والوحدة بعاميّته التي ما زالت حتى اليوم، حالة يحلم بها كلّ مناضل من أجل الوحدة ومن أجل عيشٍ يملك عليه الله بمحبّته وبرعايته وبخلاصه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى