الأخبار اللبنانية

الشيخ عبد الناصر جبري: أميركا تسعى إلى تفكيك المنطقة وأزمة سورية ستتّجه نحو تركيا والخليج

مقابلة أجرتها جريدة “الثبات” مع  أمين عام حركة الأمة الشيخ د. عبد الناصر جبري: بين الإسلام السياسي الذي يُراد له الإساءة، وبعض المسلمين الذين يشوّهونه، مشهد العالم العربي والإسلامي، على سواده، ليس قاتماً بالنسبة إلى سماحة الشيخ عبد الناصر جبري، يقول: “عندما نقرأ الحاضر والواقع الحالي، لا يمكننا إلا رؤية سواد مستقبلنا المنظور، لكن نحن الشرقيين اتكالنا الأول والأخير على الله تعالى، الذي عوّدنا ألا يترك الإنسان فريسة الظلم والجهل.

واليوم نشعر أن جنوح الناس بالعموم نحو الماديات، مرده إلى وجود مافيا مركزها اليوم أميركا وغرب استعماري مدعوم من أفكار شيطانية صهيونية، وبرأينا هذه المنظومة هي وراء معظم مشاكل العالم، وهي اليوم وراء التلاعب بعالمنا العربي – الإسلامي، وشخصياً كنت أتوقع أن تبدأ هذه الفوضى الخلاقة من لبنان، وأن تستخدم “إسرائيل” قنابلها الذكية المحدودية الذرية كما استخدمتها أميركا في مطار بغداد، لكن مع تعثرهم في عدوان حرب تموز 2006، استبدلوا تحقيق مآربهم، فبدأوها من المغرب العربي، وها هي الفوضى عارمة في تونس، وفي ليبيا وفي مصر؛ أم الدنيا كما نقول”.

أحداث سورية ستنتقل إلى الخليج وتركيا

لا نستطيع أن نعطي صورة متفائلة على المدى المنظور عن الوضع في سوريا، لأني أرى شخصياً أن الموضوع سينتقل إلى تركيا، وأن الحروب الداخلية قد تنتقل إلى دول الخليج.

نسأل الشيخ جبري: برأيكم، هل صمد النظام السوري لو لم تدعمه الأكثرية الساحقة من السُّنة، يجيبنا: “الشعب السوري لا يزال داعماً للنظام، و متمسك بدولته ويرفض الفوضى.

ماذا عن المشهد الدولي؟ هل انتقلنا من الأحادية الأميركية إلى التعددية المناطقية؟

يرد الشيخ جبري: “الخسارة الاستراتيجية لأميركا بدأت تتنامى، لكننا نرى أن أميركا التي تسير نحو التفكك تسير وفق ما سارت عليه أوروبا في أوائل القرن العشرين، فالأخيرة قبل أن تسقط إمبرطورياتها سعت إلى تقسيم المنطقة للحفاظ على قوتها، واليوم أميركا المتجهة إلى التفكك، تسعى إلى تفكيك المفكَّك وإلى تجزئة المجزَّأ، من أجل أن تبقى الأقوى رغم تفككها..

هل الفوضى الأمنية في المنطقة ستنتقل إلى لبنان، مع سيبان هيبة الدولة والكلام المتعاظم عن تأجيل استحقاقات دستورية؟

يقول الشيخ جبري: “الاشتباك الغربي مع المقاومة ودول الممانعة التي تريد الحفاظ على مصالحها ومصالح شعوبها، ليس محصوراً برنامجه في سورية، نحن نرى أن هذه الحملة الاستعمارية الصهيونية على المنطقة هدفها ليس المقاومة العسكرية فقط، بل النيل من المقاومة الفكرية، كما المقاومة الثقافية، لأن وفق رأينا الزناد لا يكفي، فمنطقتنا لا تشكو من السلاح للدفاع عن نفسها ولا من الزنود، المنطقة تشكو من فقدان أهل العقل الذين عليهم توجيه البوصلة لخير شعوب هذه المنطقة، والمسألة بدأت من العراق، وهي تأخذ المنطقة قطراً قطراً وبلداً بلداً، واليوم نرى أن المقاومة في غزة أصبحت ضعيفة، لأن الشريان القوي الذي يدعمها مشغول بنفسه، وأقصد بذلك سورية، والمقاومة في لبنان أيضاً مشغولة بلبنان”.

يحذر الشيخ جبري من تفجير الوضع اللبناني من خلال بوابة المخيمات الفلسطينية أو غيرها من المناطق، يقول في هذا المجال: “نعيش هذا القلق، سيما أن طلائع التفلت الأمني بدأت تظهر في طرابلس والبقاع، وما ينادى به من البعض هي بداية لتحريك “الفوضى المنظمة”.. وقد تنتقل هذه الفوضى السياسية إلى فوضى أمنية، ونحن ندعو كل الناس للوقوف في وجهها، لأن النار حينها ستأكل الأخضر واليابس، ولا يمكن لأحد ضبطها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى