الأخبار اللبنانية

بالتعاون بين جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت وصحيفة الحياة ومؤسسة الصفدي:

افتتاح معرض “بلا عنوان” لرسام الكاريكاتور حبيب حداد في طرابلس

فتحت قاعة الشمال في “مركز الصفدي الثقافي” أبوابها مساء أمس لتختضن معرض إبن الميناء، رسام الكاريكاتور في صحيفة “الحياة” حبيب حداد، في باقة من أعمال اختارها الفنان من مراحله كافة. المعرض الذي يستمر حتى مساء يوم غد السبت، نظمته جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت بالتعاون مع صحيفة الحياة ومؤسسة الصفدي. وقد حضر الافتتاح إضافة إلى الفنان حداد الذي حضر خصيصاً من الخارج ليشارك في افتتاح المعرض، وزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالسيد عبد المنعم مرحبا، النائب مصباح الأحدب ممثلاً بعقيلته السيدة منى، مدير كلية الفنون في الجامعة اللبنانية الأستاذ علي العلي، رئيس الجمعية الدكتور الياس ديب وأعضاء الجمعية، وحشد اجتماعي وثقافي وطلاب جامعيون ومهتمون بفن الرسم الكاريكاتوري.
افتتحت ريما ابو بكر المعرض باسم “مؤسسة الصفدي”، فرحبت بالفنان حداد والدكتور ديب وأعضاء الجمعية والحضور في طرابلس “التي بدأت تستعيد عافيتها، وهي التي لم يتمكن اليأس أبداً من التغلب على إرادة أهلها بالعيش الآمن وحب الحياة”. أضافت: ولأن الحياة الثقافية هي مسبب رئيسي للفن، يتجدد لقاؤنا اليوم مع جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، لنقدم سوية شكلاً جديداً من أشكال الفنون وهو فن الكاريكاتير، أي “فنّ الكلام بالرّسم”. أضافت: إذاً هي رسالة ثقافية من نوع مختلف، إلا أنها استمرارية لتكريس التعاون المتين بين مؤسستينا، في أعمال ونشاطات فنية هادفة، وتأكيد على أن رسالتنا الثقافية مبنية على الحوار. وعن المعرض قالت: إن هذا المعرض يحمل شعار “الضحك وسيلة، الحقيقة هدف، والتقينات متعددة..”، إلا أن أساسها هو الإبداع. وتتجلى صور هذا الإبداع اليوم مع “بلا عنوان” للفنان الكاريكاتوري الكبير حبيب حداد، الذي ستتحدث رسوماته عنه. وختمت، موجهة بالتحية إلى جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت برئاسة الصديق الدكتور الياس ديب على ما تقدمه لنا من إبداعات في كافة المجالات الفنية، آملين استمرار التعاون فيما بيننا.
من جهته، بعد أن شكر الحضور على المشاركة معبراً عن اعتزازه بالتعاون القائم والمستمر مع “مؤسسة الصفدي” في مشاريع مستقبلية، اعتبر ديب أن ما يجمع فنان الكاريكاتور في عمله وسائط تواصل وتفاعل مختلفة. أي أنه يعرف تماماً أن المتلقي لرسالته الرشيقة ينتظر بشغف في الجهة الأخرى من الصورة، اما الصورة الذهنية فهي تعبر بين أنامله كما تنساب الريح بين اجنحة الفراشة بخفة… لتستقبل حقيقة ساخرة من أخطاء الواقع والمواقع.. أضاف: إن استراتيجية فنان الكاريكاتور تعتمد تارة على المشاعر الإنسانية الكبيرة وطوراً على منطق القيم والنعم، إنما هي فضاءات مفتوحة على الحرية، حرية متلقي الرسالة كي يقرأها وغيرها حسب كيفه ومزاجه. وقال: عند رسام الكاريكاتور، الضحك وسيلة والحقيقة هدف. اما تقنياته فهي متعددة وهو يستعمل الخط واللون والكلمة الخالطة(الخلاصة والخلاص)، للوصول بمهارة إلى اختصار القصة بعنوان صغير والرواية المتسلسلة بحلقة وصل، تعبر عن النفس الإنسانية. وعن الفنان حبيب حداد قال الدكتور ديب: يقدم لنا في معرضه “بلا عنوان” معايير هذا الفن كي يرتقي به إلى مصاف الفن العالمي، ولا عجب في ذلك أن انتقلت رسومه من صفحات جريدة الحياة إلى كبريات الصحف الأوروبية. وكان قد بدأ مسيرته في مجلة المستقبل الصادرة في باريس في الثمانينات. واستتبع قائلاً: حبيب حداد في “بلا عنوان” يترك للمشاهد حرية الحياة. ثم ختم موجهاً التحية إلى الحضور على المشاركة وخص بالشكر مؤسسة الصفدي على الاحتضان الدائم.

ثم تحدث الفنان حبيب حداد في كلمة وجدانية، عبر من خلالها عن فرحته الكبيرة بتواجده في طرابلس والميناء التي “مهما بعدت عنها جسدياً، فإن قلبي وفكري دائماً معهما، وقد عملت من خلال علاقاتي في الخارج مع زملائي الفنانين على حماية صورتهما قدر المستطاع، وحاولت جاهداً أن أفسر لهم بان لبنان والشرق الأوسط ليسا بؤرة ارهابية، بل مهد حضارات عريقة”، موجهاً الشكر الكبير إلى “مؤسس هذا الصرح العظيم الوزير محمد الصفدي الذي أقول له ما أردده دائماً: من بنى صرحاً ثقافياً، بنى إنسان الغد”. كما شكر صديقه الدكتور الياس ديب وكل من اهتم بإنجاح المعرض الذي قال عنه: إنني أعتبر الرسم الصحافي (الكاريكاتور) هو رسالة إنسانية وصرخة استغاثة، وأنا لا أهدف إلى إضحاك الناس من خلال أعمالي، بل لدي رسالة أؤديها، وأتمنى أن يأتي من بعدي من يكمل هذه الرسالة، إنها رسالة محبة وتواصل بين الشعوب.
ثم جال الجميع في أرجاء المعرض الذي ضم 120 رسم كاريكاتوري في صورة شاملة عن تجربة هذا الرسام الذي أبدع في الكاريكاتور إلى حد الفرادة لجهة جمعه بين بداهة الفكرة التي تلتمع بها الرسمة والذكاء في الأسلوب والشكل. وقد تولى الفنان حبيب حداد مناقشة رسوماته مع الحضور، فتضمن المعرض محطات عن فلسطين والعرب والعالم، ولبنان الذي خصص له حيزاً كبيراً، وأيضاً مقتطفات من رسوماته في الإعلام الدولي الذي عمل معه، وهو لم ينسى البيئة التي اعتبر أنها غير محصورة في لبنان فقط، بل يجب أن نكون نصيرين لها في كل أصقاع العالم.
وقد تم على هامش المعرض، توزيع كتيب يتضمن إضافة إلى محتويات المعرض، كلمة “الحياة” للأستاذ محمد فرحات بعنوان “للرصانة فنها اللطيف”، وشهادة باسم الكاتب السياسي أ. سمير عطالله بعنوان “زنة ألف مقال”، و”نصوص، رؤوس ورسوم” بقلم الدكتور نسيم خوري، إضافة إلى كلمة لرئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت د. الياس ديب “كاريكاتور بلا عنوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى