د. سوسن كسحة للسياسيين: كم تتطلب منكم عملية إغراق سياسات الفساد والظلم والتهميش، من أجل فتح كوة أمل نطلع منها إلى حياة كريمة

اليوم وبعد مرور اسبوع على حادثة قارب الموت الذي هاجر على متنه العديد ممن هربوا من جحيم الفقر والبطالة واليأس بحثاً عن حياة أفضل، لا زال هناك أهالي تناشد العالم أن يهتز من أجل العثور على باقي الضحايا العالقين في البحر،،، فهل من مجيب!!!!!!
من أصدر حكم “الإعدام” بحق هؤلاء الشبان والشابات ومن بينهم أطفالاً لاقوا حتمهم قبل أن يترعرعوا ويكبروا فيضطرون للاصطفاف بطوابير البطالة في بلدٍ حرمهم أقل حقوقهم وفي مدينةٍ صُنفت الأفقر على البحر الأبيض المتوسط وهي تحتضن أغنى أغنياء العالم.
ألا هي كارثة ونحن واقفين عاجزين نشاهد أهالي الضحايا منهم من شيّعهم بأنين الوجع ومنهم الى حد الآن ينتظر العثور عليهم في أعماق البحر الذي اعتبروه أكثر أماناً من وطنٍ حَرمهم عيشهم بكرامة.
كانت أحلامهم بسيطة وصغيرة بحجم أطفالهم، كانوا يأملون في بلد جفت فيه الأحلام لتمتلئ بحيتان السلطة.
ببلدٍ لا يجد أولاده في مواجهة انسداد الآفاق سوى معاول الهرب صوب الهجرة السرية لكي يعانقوا أخشاب “قوارب الموت”.
ملايين من العبارات والهاشتاغ (#قارب_الموت ) يجب تحويلها الآن إلى (أنقذوا ما تبقى في البشر من إنسانية).
الرسائل التي سطرها قارب الموت يمكن اختصارها في عبارة واحدة كتبها ضحايا هذا المركب:
البكاء وراء الميت خسارة،
كان عليكم أن تبكوا ونحن أحياء،
أنقذوا الإنسان فيكم أولاً قبل فوات الأوان…
الجميع يبتلع لسانه خوفا من أن يبتلعه البحر، بحر حيتان الفساد ودينامية التجهيل والتضبيع، وتخطيطات هندسة الفقر.
لقد كانت عملية الإنقاذ بالغة وطويلة، تطلبت جهودا واصطحبت معها آلام وأوجاع، فكم تتطلب منكم عملية إغراق سياسات الفساد والظلم والتهميش، من أجل فتح كوة أمل نطلع منها إلى حياة كريمة.
كتبت الدكتورة سوسن كسحة