المجتمع المدني

“بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي: مؤسسات مدنية بعقلية أهلية”

كتاب يطلقه الدكتور كلود عطية من “مركز الصفدي الثقافي”
أطلق الدكتور كلود مايز عطية كتابه “بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي: مؤسسات مدنية بعقلية أهلية”، في “مركز الصفدي الثقافي”، بدعوة من “مؤسسة الصفدي” وجمعية العمل النسوي، وبالمشاركة مع “منشورات زبن الحقوقية”.
وقد حضر حفل التوقيع، إضافة إلى المدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، السيدة هلا فاضل ممثلة النائب روبير فاضل، ممثل عن النائب كاظم الخير، ممثل قائد الجيش العميد ابراهيم مرعب، رئيس بلدية مركبتا، مسقط رأس الكاتب، الشيخ مصطفى سيف، ورؤساء بلديات ومخاتير المنية والجوار، رئيس معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث، الدكتور عاطف عطية، رئيسة جمعية العمل النسوي السيدة صباح مولود، وحشد كبير من أساتذة المعهد وطلابه ومهتمون.
كلمة مؤسسة الصفدي
بعد النشيد الوطني، وقصيدة لعريف الحفل السيد لطيف عطية الذي وجه التحية إلى “راعي الثقافة الوزير محمد الصفدي، والرائد في التنمية من خلال مؤسسته التي تعمل على تمكين كل فئات المجتمع وتنمية القدرات والتوجيه وخلق فرص العمل”، ألقت مديرة القطاع الاجتماعي في “مؤسسة الصفدي” السيدة سميرة بغدادي كلمة “المؤسسة”، التي توجهت إلى الدكتور كلود عطية بالتهنئة على المجهود الكبير الذي بذله في سبيل الوصول إلى نتيجة هذا الكتاب، سواء على مستوى غنى المصادر من جهات محلية وأجنبية وبلغات متعددة، أو على مستوى المفاهيم المتعددة لكل جمعية وعامل في التنمية، مع إجرائه مراجعة على مفاهيم التنمية والتمكين والشراكة والإدارة المؤسساتية واللامركزية والحوكمة،… واعتبرت أن هذا الكتاب يصلح ليكون مرجعاً لأي فرد يريد أن يعرف ماذا يحصل في طرابلس والشمال من عمل تنموي، من خلال نتيجة البحث الميداني الذي أجراه د. كلود في كل من عكار والكورة وطرابلس والضنية وغيرها، محاولاً أن يعرف كيف تعمل المؤسسات سواء متفرقة أو مع بعضها البعض، من أجل المساهمة في التنمية المستدامة.
ولفتت بغدادي: إن كلود وضع إصبعه على الجرح في هذه الدراسة، فقد لفت إلى المشاكل التي تعيق تطور العملية التنموية والإدارة المؤسسية والتمويل والشخصنة والتنافسية بين الجمعيات، بدل أن تكون عملية تكاملية من ناحية الهيئات الممولة أو الدولة. فالشراكة الحقيقية مفقودة بين المجتمع المدني والدولة والهيئات الممولة.
وقالت: لقد استطاع كلود عطية أن يغطي في 600 صفحة كل عناصر العمل الاجتماعي من خلال المؤسسات، داعية إياه بعد إضاءته على نقاط ضعف العمل التنموي، الانطلاق نحو البحث عن التحديات لمعالجتها. وختمت موجهة الشكر إلى الجامعة اللبنانية التي تخرج أشخاصاً يساهمون في عملية التنمية.

كلمة جمعية العمل النسوي
ثم كانت كلمة للسيدة مولود التي أثنت على هذا الإنجاز للدكتور كلود عطية الذي “ناضل بما أوتي من فكر نيّر وقلب جريء ونوايا سليمة ليكتشف أدوار وواقع عمل مؤسسات المجتمع المدني الهادفة إلى التخفيف من معاناة المواطنين وتسليط الأضواء على العاملين من أجل الإرتقاء بمستوى إنسانية الإنسان في لبنان بالرغم من ضراوة الحاضر وبشاعته، في حين أننا أرباب ماض وتاريخ وأهل حضارات وتفوق وإبداع”. ولفتت إلى “أننا في جمعية العمل النسوي نؤمن أن العمل اليومي بأبعاده القصوى، سوف يأتي بثمار الأمل لكثيرين جارت عليهم قساوة الأيام حزناً واضطراباً.. موجهة الشكر للدكتور عطية على عمله الدؤوب مع الجمعية معتبرة أنه نموذج عن “اللبناني الوفي، المنفتح، الحر والمسؤول”.
وفي كلمة وجدانية لم تخل من التأثر، ألقى الدكتور عاطف عطية، إبن عم الكاتب، كلمة عبر فيها عن فرحته بهذا المولود الأول لكلود، معتبراً أن لامس بشكل كبير مقومات وخصائص المجتمع الأهلي والمدني، وعلاقتهما ببعضهما. واصفاً الموضوع بأنه جريء على الأقل في معهد العلوم الاجتماعية، لأنه يبحث في المؤسسات المدنية والأهلية ودورها في تقدم وتطوير المجتمع.
كلمة الكاتب
وقبل أن يوقع كتابه للحضور، توجه الكاتب الدكتور كلود عطية إلى الجميع بكلمة إلى كل من جمعية العمل النسوي ورئيستها صباح مولود “التي خطت مسار توجهي البحثي السوسيولوجي نحو مجتمع معقد بأيديولوجيات ثقافية، اجتماعية وفكري، لأبحث عن المجتمع المدني الذي يبحث عن وجوده في دولة، تبحث عن وجودها وتحررها من العوائق الاجتماعية الزبائنية والطائفية السياسية، والمالية الاقتصادية،… كما شكر كل الجمعيات الناشطة في شمال لبنان، التي استطاعت ان تحقق عدداً من المشاريع التنموية التي تلامس حاجات الناس والمجتمع، والتي تملك رؤية وتصوراً تنموياً يساهم في تزايد الاطر الحداثية الناظمة للعمل المدني…. ومن أهمها: مؤسسة الحريري، جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، مؤسسة رينيه معوض، وأخص بالذكر مؤسسة الصفدي، هذه المؤسسة التي أخذت حيزاً مهماً من هذه الدراسة لأنها من المؤسسات التنموية القليلة التي تدار بعقلية مدنية منفتحة، بعيداً عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيقة”. ثم تحدث عن العقلية الأهلية المترسخة في عدد كبير من الجمعيات الوهمية أو شبه الوهمية التي برزت مع انهيار القيم الإنسانية والطوعية، في نظام إجتماعي زبائني،… والأمثلة على هذا الواقع لا تعد ولا تحصى. ولفت إلى أن الجمعيات في الواقع رهينة الحاجة الدائمة للبحث عن مصادر التمويل أياً يكن مصدرها وأهدافها… وختم معبراً عن إيمانه بأن الحصول على الشهادات العليا هو لخدمة لبنان، مفتخراً بشهادته من الجامعة اللبنانية الوطنية وبأنه إبن معهد العلوم الاجتماعية وعلى رأسه الدكتور عاطف عطية المنفتح على كل شرائح المجتمع وعلى كل الأحزاب وكل الأديان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى