المقالات

ما الهدف من التعيينات الأمنية السورية الجديدة؟ -بقلم: حسان الحسن

بعد عام ونيف على إندلاع الأزمة في سورية، ورغم كل ما تتعرض إليه من ضغوطٍ إقتصادية ومالية،

ورغم تصاعد موجة العنف التي وصلت مؤخراً إلى حد استهداف أربعة من كبار المؤسسة العسكرية فيها، أثبت الجيش السوري تماسكه وقدرته على صد كل الهجمات التي استهدفت أمن بلده واستقراره، والمترافقة مع حملةٍ إعلاميةٍ احترافيةٍ ودعمٍ دوليٍ مادي ولوجتسي غير مسبوق، في محاولةٍ للنيل من معنويات هذا الجيش وزعزعة ثقته بقيادته من خلال بث الإشاعات التي تتحدث عن حصول إنشقاقات في صفوفه وسقوط مدن في يد المجموعات المسلحة.
غير أن الوقائع الميدانية تؤكد أن القوات المسلحة السورية لاتزال قابضة على زمام الأمور في البلد، ولم تفلح الإدارة الخارجية للمجموعات المسلحة من إقامة أي منطقة آمنة لها، ولم تحقق في الضربة التي استهدفت فيها القادة العسكريين هدفها الذي كان يرمي إلى شل يد المؤسسة العسكرية.
وجاءت التعينات الأمنية مؤخراً لتؤكد مرة جديدة أن ديمومة عمل المؤسسات الأمنية غير مرتبطة باشخاص رغم هول الخسارة التي تكبدتها باغتيال أربعة من قادتها.
وتؤكد مصادر واسعة الاطلاع أن إجراء التعيينات المذكورة تمت لأمرين:
أولاً- ملء بعض المراكز الشاغرة
ثانية- تشكيل طاقم أمني من الصقور مؤهل للتكامل مع عقلية  وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، المعروف بصلابته وحنكته العسكرية.
كذلك اسقطت هذه التعيينات زيف كل الإدعاءات التي تتحدث عن حصر قيادة الأجهزة الأمنية في يد طائفة معينة، فجاءت على النحو الآتي:
اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي (سني)
اللواء عبد الفتاح قدسية نائبا للمملوك (سني)
اللواء ديب زيتون رئيساً لجهاز أمن الدولة (علوي)
اللواء علي يونس رئيساً لجهاز الاستخبارات العسكرية (علوي)
اللواء رستم غزالة رئيساً لشعبة الأمن السياسي (سني)
وتوقعت المصادر أن تسهم هذه التعيينات في الاسراع باجتثاث البؤر الإرهابية الموجودة في سورية، خصوصا أن التعيينات المذكورة تمت وفق معايير الكفاية والأقدمية والخبرة، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي الشأن الميداني، أشار مرجع مطلع على حيثيات الواقع الميداني السوري إلى أن وحدات الجيش تمكنت من تطهير غالبية المناطق في دمشق من المسلحين، ولاتزال تلاحق فلولهم في بعض الأزقة والبساتين، مشيراً إلى أن العملية الأمنية في العاصمة شارفت النهاية.
إما عن الوضع في مدينة حلب، فلفت المرجع إلى أن المجموعات المسلحة تسللت إلى ثلاث مناطق تقع على أطراف المدينة، استطاع الجيش تطهير أحداها، وعمل على إجلاء منطقة صلاح الدين من المدنيين، تمهيداً لاقتحامها.
وكشف أن الأجهزة المختصة تتعامل بطرقٍ جديدةٍ مع المسلحين، مشيراً إلى أنها اعتمدت اسلوب الحسم السريع، بدلاً من طريقة “الجراحة الموضعية” التي لجأت إليها في المرحلة الفائتة، متوقعاً أن يلاقي المسلحون في حلب المصير عينه الذي حلّ برفاقهم في دمشق.
ويختم المرجع بالقول: ” إن التعيينات الأمنية الجديدة، واعتماد طريقة “الحسم السريع” يحملان في طياتهما رسالة قوية مفادها: أن القيادة في دمشق عازمة على مواجهة اي اعتداء على سورية، ولن تؤثر في عزيمة جيشها ومؤسساتها كل اشكال الضغوط … فهي ماضية في عملية مكافحة الإرهاب حتى النهاية واي تكن الاثمان”.

موقع المردة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى