الأخبار العربية والدولية

زيارة الزعيم الكوري الشمالي لروسيا رسالة قوية وواضحة للغرب.. وتؤكد عمق العلاقات بين موسكو وبيونج يانغ

كتب: محرر الشؤون الدولية – ناجح النجار خاص الوفاق نيوز

عقب ناجح مصطفى النجار الكاتب الصحفي والمختص في الشأن الاقتصادي والدولي، على زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلى روسيا صباح الأربعاء واستقلاله قطار مدرع، في قاعدة مطار فوستوتشني الفضائية الواقعة في مقاطعة آمور الروسية، لافتا أنها رسالة واضحة للغرب واستعداد بيونج يانغ لدعم موسكو إلى أقصى حد ممكن.

وقال “النجار” في حديثه لـ موقع “الوفاق نيوز”: إنه ليس مستغربا هذه الزيارة؛ فكوريا الشمالية تدعم صراحةً روسيا في مواجهة الغرب لما لهما من مواقف وعلاقات متميزة وطيبة دائما معها، كما ناقش كيم مع بوتين أمور هامة مثل مساعدة كوريا الشمالية في بناء الأقمار الصناعية، التعاون الاقتصادي، والقضايا الإنسانية، والوضع في المنطقة، ومنها الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف: أن روسيا والصين هما الجارتان اللتان تدعمان كوريا الشمالية في ظل الحصار الغربي والعقوبات الأمريكية بسبب صناعة وتطوير الأسلحة النووية، كما أن كوريا الشمالية تمتلك حدود مشتركة مع ثلاثة دول، وهى الصين عبر نهر أمنوك، ومع روسيا عبر نهر دومان، ومع كوريا الجنوبية على طول المنطقة الكورية المنزوعة السلاح، كما تتميز بيونغ يانغ بثروات طبيعية مثل الفحم والنفط والرصاص والزنك والحديد والنحاس والذهب.

وتابع: ولكن للأسف وبالرغم من كل هذه الثروات في بلد لا يتجاوز الـ 130 ألف كيلو متر مربع؛ إلا أن القيادة هناك تنفق فقط على صناعة وتطوير السلاح النووي أكثر من الاهتمام بالمواطن والاقتصاد والنمو، حيث لا تحاول توفير له سبل عيش كريم مثل الجارة كوريا الجنوبية على سبيل المثال التي تعد من الاقتصادات الكبرى حاليا.

وعن وصف كيم الحرب الروسية الأوكرانية بـ “المقدسة”، قال الكاتب الصحفي ناجح النجار، “اعتقد أن تصريحات زعيم كوريا الشمالية لا تعني هنا أوكرانيا فقط؛ إنما تعني الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، لأنهم من يدعمون أوكرانيا بالسلاح وأحدث المعدات، وبالتالي فهو يعي أن روسيا لا تحارب أوكرانيا فقط بل الغرب أجمع”.

وأردف المختص بالشأن الدولي: وهو أعلنه زعيم كوريا الشمالية بأن بلاده تعرض دعمها الكامل غير المشروط لروسيا في حربها وللدفاع عن مصالحها الأمنية والقومية.

ووصل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون إلى روسيا عبر استقلال قطاره المحصن جيدا للتوجه إلى الحدود للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهى بالطريقة المفضلة لدى عائلة بيونغ يانغ الحاكمة، أي متخفيا بالسرية والحماية الذاتية عبر قطاره المحصن.

وقد أشار الرئيس الروسي إلى أن اللقاء يعقد في الفترة التي تحتفل فيها كوريا الشمالية بأعياد وطنية مهمة، وقال: “أنا سعيد جدا برؤيتكم، وخاصة في وقت الاحتفال بالمناسبات مثل مرور 75 عاما على تأسيس كوريا الشمالية، و70 عاما على الانتصار في حرب التحرير الكبرى، و75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية”.

من جانبه، أبلغ زعيم كوريا الشمالية الرئيس الروسي بأن بلاده تعرض “دعمها الكامل غير المشروط” لروسيا فيما وصفه بـ “قتالها المقدس” للدفاع عن مصالحها الأمنية.

وقال الزعيم الكوري الشمالي ” إن العلاقة مع روسيا ستشهد تعاونا فيما يتعلق بتطوير التقنيات الفضائية، العلاقة مع روسيا سترتقي إلى مستوى جديد بما فيه مصالح الشعبين، سنخوض المعركة إلى جانب روسيا ضد السياسات الاستعمارية”.

وأضاف كيم: سندعم دائما قرارات الرئيس بوتين والقيادة الروسية، سنخوض معا الحرب ضد الإمبريالية، نعقد الآن اجتماعا خاصا معكم في قلب القوة الفضائية روسيا، لقد تمكنا من رؤية حاضر ومستقبل القوة الفضائية الروسية بأعيننا.

وبعد مراسم الاستقبال التي جرت عند المدخل الرئيسي لمبنى تركيب واختبار الصواريخ الحاملة للمجمع التقني في مطار فوستوشني الفضائي، تجول كيم بصحبة بوتين في صالة تجميع الصاروخ الفضائي “أنغارا”، كما اصطحب بوتين ضيفه لمشاهدة قاعدة إطلاق الصاروخ الفضائي “سويوز” في المطار.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن واشنطن ستراقب عن كثب زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا، واعتمادا على نتائجها، قد يتم فرض عقوبات جديدة.

وقال ميلر: “سنراقب نتائج هذا الاجتماع عن كثب. أود أن أذكر البلدين بأن إرسال كوريا الشمالية أي أسلحة إلى روسيا سيعتبر انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى