الأخبار اللبنانية

“كلام نصرالله الأخير نابع من حرصه على المصلحة الوطنية”

“كلام نصرالله الأخير نابع من حرصه على المصلحة الوطنية”
أبو زينب لـ “البناء”: سلاح المقاومة خارج البحث والمساومة

المرحلة المقبلة سيسودها التفاهم بين الأفرقاء الفاعلين
“البناء”-
أكد عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب جهوزية المقاومة لصد أي عدوانٍ قد تقدم عليه “إسرائيل” ضد وطننا، معتبراً أن التهديدات “الإسرائيلية” والتحذيرات الأميركية للبنان تندرج في سياق الحرب النفسية ضد اللبنانيين، في نوعٍ آخر من استهداف سلاح المقاومة.
ولفت إلى أن السلاح المذكور هو خارج البحث على طاولة الحوار المرتقبة، مشيراً إلى أنها مخصصة للتفاهم على استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتقيه شر عدوانٍ على أراضيه.
وأعلن أبو زينب أن الكلام الذي توجه به الأمين لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير للبنانيين نابع من حرصه على التعاون والمحبة، والحفاظ على المصلحة الوطنية، مؤكداً أن الحزب لن يتوقف عند حرتقات بعض الساسة الذين أصبحو من الفعل الماضي.
ورأى أن المرحلة المقبلة سيسودها التفاهم والانفتاح بين الأفرقاء الفاعلة على الساحة اللبنانية، آملاً في عدم إضاعة هذه الفرصة من التلاقي.
حاوره: حسان الحسن
بيان  الأمانة العامة لقوى 14 آذار انتقد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير، واستغرب غياب الدولة ساعة وقوع إنفجار حارة حريك، وكان النائب السابق مصطفى علوش مشاركاً في الاجتماع، وأعلن أن تيار المستقبل يتبنى كل ما يصدر عن الأمانة العامة، هل تعتبرون هذا خروج على التفاهم الذي كان سائداً مع “المستقبل”؟
هناك بعض الأطراف يبحثون دائماً عن دور، المراحلة الراهنة تجاوزت الفعالية السياسية لفريق 14 آذار، ولم يبق منهم إلا بعض الأشلاء السياسية، فهي تعتقد أنها تلفت الأنظار إليها من خلال إطلاق بعض الخطب النارية، ومعظم هؤلاء أصبحوا في حكم الفعل الماضي.
اما الفعل الحاضر فهو لأجواء الهدنة والانفتاح والايجابية التي تحاول أن تعممها القوى الفاعلة في هذا البلد، نحن وضعنا مساراً للتعاون مع الأفرقاء كافة، وهذا لا يعجب بعض المتضررين، فسنتجاوزهم ولن نقف عن بعض الحرتقات التي ستسقط أمام الخط العريض الذي يسير فيه الوضع العام.
ذكرت قناة المستقبل ان الانقسام في الرأي على سلاح المقاومة يعيق عمل المؤسسات؟ ما هو تعليقكم؟
ما يعنينا هو ما ورد في البيان الوزاري وموقف رئيس الحكومة الممثل الفعلي لتيار المستقبل، اما ما يصدر في بعض وسائل الإعلام أضعه في نوع عدم القراءة الواحدة لكل الأمور أو عدم قدرة هذا الإعلام على مواكبة رئيسه.
البعض فقد المناعة
كيف تقومون الحملة التي تستهدف المقاومة بدءاً من إحياء المطالبة بتنفيذ كامل بنود القرار 1559 ثم الطعن الذي سيتقدم به حزب الكتائب الى المجلس الدستوري بالبند السادس من البيان الوزاري ، بالتزامن مع التهديدات “الاسرائيلية” للبنان؟
هذا السؤال مطروح لدى الرأي العام، فالبعض يكرر مضمون العدو “الإسرائيلي”، واذا أردنا أن نتكلم بحسن نيةٍ نقول لهؤلاء: “عليكم  أن تعوا ان سلاح المقاومة هو الذي يشكل الرادع الاساس في وجه أي عدوانٍ  يقدم عليه هذا العدو، وكفى محاولات لجلد الذات، ونقل المشكلة إلى الداخل اللبناني، وعليهم ان يدركوا أن الطبيعة العدوانية للعدو “الصهيوني” هي ثوابت قيام كيانه.
وهذا الكلام ينم عن جهلٍ لتاريخ “إسرائيل”، وهناك بعض الأفرقاء فقدوا مناعتهم  واعتبروا أن “الإسرائيلي” صديقا، والبعض الآخر أعاد حسابته وعاد إلى الموقع الطبيعي، والبعض لا يزال يعتبر أن هذا العدو أقرب اليه ان يكون صديقاً.
الإرشاد الرسولي
من هنا جاءت دعوة السيد نصر الله للبنانيين الى الحوار الهادىء؟
المنطلق الذي توجه من خلال السيد نصر الله، أن موقع مسؤوليته الداخلي يتكامل مع الجميع إنطلاقاً من حرصه على التزام مصلحة لبنان العليا، ويستند أيضاً على ما أورده الأرشاد الرسولي في شأن التفاعل بين اللبنانيين والذي نسي تماماً.
فجلّ ما يسعى إليه الأمين العام هو بناء وطن قائم على الشراكة، فعلينا أن نعيد قراءة كل الأمور بشكلٍ دقيقٍ، وهو قصد في كلامه بعض المسيحيين بشكل خاص بعض المسيحيين الذين راهنوا على “إسرائيل” سابقاً، وأنا أؤكد أن في حال تبنى السيد نصر الله خطاب 14 آذار كاملاً، سيواجه بانتقادٍ من بعض مكونات هذا الفريق، لأنهم  يعتمدون دائماً في سياستهم على إنتقاده.
رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعتبر أن مشكلة “اسرائيل” الأبرز مع لبنان هي سلاح حزب الله؟
المشكلة في تطوير الوعي، والمشكلة في الخيارات السياسية، وليس في سلاح المقاومة الذي يشكل نقطة دفاعٍ عن لبنان، فالمشكلة عند العدو “الإسرائيلي” الذي لديه أطماع في لبنان، ومن يوقفه عند حده هو سلاح المقاومة الذي منعه من فرض أي إذعانٍ على لبنان، لا القرارات الدولية.
الحرب النفسية
ذكر بعض الإعلام ان الرئيس الاميركي بارك اوباما أبدى خشية من أن تشن “إسرائيل” حرباً على لبنان والذريعة هي سلاح حزب الله في اي سياقٍ تضعون هذا الكلام؟
بغض النظر اذا كان  أوباما قال هذا الكلام أم لم يقله، فالنيات العدوانية موجودة لدى العدو “الإسرائيلي”، والمقاومة في الوقت عينه جاهزة لدرء أي عدوانٍ محتملٍ على لبنان، وما يحدث اليوم هو خوض حرب نفسية على اللبنانيين حول سلاح المقاومة، والمشكلة الوحيدة أن لبنان بمفرده من يملك ورقة قوة تردع العدو “الإسرائيلي”، وهذا ما لا تريده الادارة الاميركية و”إسرائيل”، الذي تحاول السيطرة على المنطقة وفرض قراراتها وأبرزها توطين الفلسطنيين. واسقاط حق العودة والاستيلاء على القدس. كما تسعى إلى أن تعمم على العرب مقولة: “أنكم بالقوة لا تستطيعون الحصول على شيء”. أضافةً إلى حصر الفلسطينين في بقع أشبه ببلدياتٍ، ثم التطبيع مع العالم العربي. اذا فهمنا كل ذلك نفهم ما تشكله المقاومة من عائق أساس في وجه مخططات هذا العدو، فهي من تقيم التوازن معه.
الغجر
هل ترون أن مسالة إنسحاب العدو “الإسرائيلي” من الغجر جدية، وما هو تعليقكم على الشروط التي يتباحثها مع قوات “اليونيفل”؟
المسألة راهناً لا تزال في إطار الفرضيات ولا يوجد  قراراً نهائياً في الانسحاب حتى الساعة، ما نطلبه هو التحرير الكامل والسيادة الكاملة على الأراضي اللبنانية، ولا نقبل أقل من ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
هل سيكون سلاح المقاومة مادة البحث الأساسية على طاولة الحوار، أم سيكون خارج البحث وستكون مخصصة فقط للبحث في الاستراتيجية الدفاعية؟
الشأن الثابت لدى لجنة  لحوار هو أن يتم البحث في الاستراتيجية الدفاعية، التي تحمي لبنان من عدوانٍ محتمل، وسلاح حزب الله، ليس مجالاً للمساومة أو البحث.
ماذا تقول للشعب اللبناني في بداية السنة الجديدة؟
آمل في أن نفكر بوعيٍ وطنيٍ، وأقول للذين يراهنون على عدوان محتمل، كما راهنوا في السنوات السابقة، عليهم أن يقلعوا هكذا رهانات، وأن يسلكوا طريق آخر للوجود السياسي.
كما أتمنى تركيز الحكومة على الوضعين الاجتماعي والمعيشي للمواطن.
واختم، لدينا فرصة كبيرة للتلاقي والتفاعل، آمل في عدم إضاعتها  في سبيل تحقيق حساباتٍ ضيقة لا تصب في المصلحة الوطنية، والعمل على استنهاض البلاد وعدم الاكتفاء بالحديث عن العبور الى الدولة نكاية بالفريق الآخر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى