المجتمع المدني

بالشراكة بين دار الأمل وبلدية طرابلس ومؤسسة الصفدي ودياكونيا: توزيع افادات على السجينات في سجن القبة

برعاية قائد الدرك العميد جوزيف دويهي ممثلاً بالمقدم فادي بيطار، وبالشراكة مع  بلدية طرابلس ومؤسسة الصفدي ومنظمة دياكونيا وضمن مشروع “اعادة تأهيل واندماج اجتماعي في سجن النساء في طرابلس”، نظمت جمعية دار الأمل حفل توزيع افادات للسجينات اللاتي شاركن في دورات تدريبية للعامين 2011- 2012 في محو الأمية والكومبيوتر والخياطة والتزيين النسائي وتصليح الألبسة وشك الخرز وتزيين الحلى، وذلك في سجن النساء في القبة، حضره رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال ممثلاً بنائبه المحامي جورج جلاد، ممثل منظمة دياكونيا في لبنان السيد رودولف جبرايل، ممثلة مؤسسة الصفدي السيدة سميرة بغدادي، جمعية دار الأمل ممثلة بالسيد موزار شاهين، مديرة الجمعية السيدة هدى قرى، وحشد من الجمعيات الأهلية والمراجع الدينية والعسكرية.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة ترحيبية من مدربة الكومبيوتر اكتمال زكريا التي أشارت الى أنه بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة داخل السجن الا ان السجينات من خلال هذه الدورات كسبن مهارات مهنية تساعدهن على تأمين مستقبلهن من خلال العمل.
ثم كان عرض مصور لأبرز نشاطات الجمعية، فكلمة الجمعية ألقاها العميد ميشال ناصيف الذي قال: لقد اكتسبنَ السجينات مهاراتٍ مهنيةٍ متعددةٍ خلالَ مدةِ التدريبِ , وبدأنَ بانتاجِ أشغالٍ بنوعيةٍ جيدة جدا داخلَ السجن. وهذه المهارات قد ساعدت اللواتي خرجنَ من السجنِ لايجادِ فرصِ عملٍ , وكسبِ العيشِ الكريمِ. و لا بدَّ منَ التنويهِ باهميةِ التعاونِ بين المؤسساتِ الرسميةِ و الدوليةِ و الاهليةِ للعملِ سوياً لتأمينِ الحدِّ الادنى للحفاظِ على حقوقِ الانسانِ خاصةً المهمشِ من المجتمعِ ومن ضمنهِ السجين، ومن هذه المؤسساتِ الرسميةِ وزارةَ الداخليةِ، وزارةَ الشؤونِ الاجتماعيةِ، وزارةَ العدلِ، المديريةِ العامةِ لقوى الامنِ الداخليّ، اداراتِ  السجونِ، وبالنسبة لطرابلس: البلدية، مؤسسةُ الصفدي ، مؤسسة ديكونيا، نقابةَ المحامين، مكتب الاستاذ فهمي كرامي، بيت الزكاة، الصليب الاحمر، بالاضافة الى صديقات واصدقاء الجمعيةِ الذين نشكرُهُم جميعاً.
نذكرُ ان جمعية دار الامل ،هي جمعيةً لبنانيةً اهليةً ،تأسست سنة 1960 غايتُها الحفاظِ على حقوقِ الانسانِ ككلٍ ولا سيما حقوقَ الطفلِ والمرأةِ .وفي سنة 1996 ،باشرت جمعية دار الامل العملَ  في سجنِ نساءِ بعبدا، ثمَّ في سجنِ نساءِ طرابلس  ومن ثم في سجنِ نساءِ زحلة ، عبرَ فريقِ عملٍ متعددِ الاختصاصِ.تعاونت جمعية دار الامل منذ بدايةِ العملِ في السجونِ وحتى اليوم، مع عدةِ جمعياتٍ لتأمينِ الدعمِ و المساعدةِ  للسجنِ والسجيناتِ من جميع النواحي: الصحيةِ (الجسدية والنفسية)، الاجتماعيةِ, القانونيةِ و غيرٍها من النشاطاتِ التي تساعدُهنَّ على اكتسابِ مهاراتٍ تمكنُهنَّ من  تخطي ظروفِ الحياةِ الصعبةِ و تأمينِ الاستقلاليةِ الذاتية. بالاضافةِ الى تأمينِ تجهيزاتٍ ضروريةٍ للسجونِ وصيانَتِها وتأمينِ موادٍ ضروريةٍ من موادٍ غذائيةٍ وموادِ تنظيفٍ، وملابسَ وغيرها من الحاجات.
ومن هذه المؤسسات نذكر:
مؤسسة دياكونا : لقد بدأ التعاون مع دياكونيا عام 2000 و لايزالُ مستمراً ، وهذه الشراكةِ الطويلةِ الامدِ أثبتت فعاليتَها، من خلالِ مشروعِ اعادةِ  التأهيلِ والاندماجِ الاجتماعيِّ، لمساعدةِ السجيناتِ على جميعِ الاصعدة .
مؤسسة الصفدي :كما بدأ التعاون الفعال مع مؤسسة الصفدي  في سجنِ نساءِ طرابلس عام 2008  ولا يزالُ مستمراً وذلك بتأمينِ بعضِ الحاجاتِ الاساسيةِ للسجنِ و السجيناتِ و القيامِ بدوراتٍ تدريبيةٍ متعددةٍ .و نحن نشكرُ القيمينَ على هذه المؤسسةِ ، ونعتزُّ بهذهِ الشراكةِ.
بلدية طرابلس :   كانتِ المساعداتُ التي تقدَّمُ للسجيناتِ  داخلَ السجنِ غيَر كافيةٍ ، اذ أن السجينةَ التي تخرجُ من السجنِ تبقى بحاجةٍ ماسةٍ للمساندةِ كي تستطيعَ مواجهةَ المجتمعِ من جديدٍ . وقد تعذَّر على  فريقِ عملِ دار الامل تأمينَ هذه ِالمساندةِ، في ظلِّ غيابِ مكتبٍ لمتابعتهِنَّ .
ونحنُ في هذهِ المناسبةِ ، نودُّ توجيهَ الشكرِ الجزيلِ لرئيسِ بلديةِ طرابلس الاستاذ نادر غزال وأعضاءِ المجلسِ البلديِّ ، الذين استجابوا لطلبِنا بتقديمِ مكتبٍ لدارِ الاملِ سنة  2011 ,لمتابعةِ سجيناتٍ خرجنَ من السجنِ، استطعنا أن نؤمِّنَ لهُنَّ الحاجاتِ الضروريةِ، ومنها المأوى ، أو العملِ  أو اعادةِ التواصلِ معَ الاهلِ وغيرها من الحاجات .وبالاضافةِ الى ذلك موَّلت بلديةُ طرابلس مشكورةً ، سنة 2012  دورةً  تدريبيةً انتهت بنجاحٍ ,لتبدأَ معها  دورةً تدريبيةً جديدةً .
كلمة بلدية طرابلس ألقاها المحامي جلاد الذي قال: نحتفل اليوم بهذه الدورة بتوزيع افادات على اللواتي احتجزت حريتهن فعوضن أوقاتهن الضائعة بمشروع اعادة تأهيل واندماج اجتماعي يستفدن منه ويفدن المجتمع. اننا نتوجه بالشكر اليوم لجمعية دار الأمل التي تبنت هذا المشروع الانساني الخير للمساعدة وفتح ثغرة أمل بتقديم فرص عمل مستقبلي لكل هؤلاء الفائزات لكي يعملن بكرامة واحترام.
كلمة مؤسسة الصفدي ألقتها السيدة بغدادي فقالت: “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”
نعم أيها الأصدقاء. فالأمل هو الحياة، السعادة والسلام بل هو كل شيء. هو نعمة إلهية وهبها الله للضعفاء لتخفف عنهم متاعب الحياة.منذ أيار من العام 2008، انطلقت شراكتنا مع جمعية دار الأمل وجمعية دياكونيا ضمن مشروع “إعادة تأهيل واندماج اجتماعي السجينات” في سجن النساء في طرابلس، بهدف تمكين المرأة وتطوير قدراتها داخل السجن، والاستفادة من مرحلة وجودها داخل السجن في أمورإيجابية تندرج في إطار تمكين السجينة وبناء قدراتها ووقايتها من خطر تكرار الجرم أو الجنحة مرة ثانية.
إن البرامج التي ينفذها المشروع، وبالأخص دورات التدريب المهني هي بطاقة مرور وائتمان للسجينات من غدر الزمان، كونها تمنحهنّ الاكتفاء الذاتي لتأمين معيشتهن ومصروفهن اليومي داخل السجن وخارجه. وللعامل النفسي أهميته في هذا المشروع، لأنه يهدف إلى إضفاء شعور بالثقة لدى السجينات بإمكانية تقديرهن اجتماعياً بعد مرحلة العقوبة، إضافة إلى مساعدتهن على اجتياز مدة السجن بسهولة وتفاؤل.
إن الخدمات المتعددة المقدمة من “مؤسسة الصفدي” ضمن هذا المشروع الذي نحتفل بتخريج دفعة جديدة منه، تهدف إلى المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسجينات، بما يساعد على تمكينهن وتأهيلهن تمهيداً لإعادة دمجهن في المجتمع بعد الخروج من السجن؛ ونحن نعوّل على أهمية التعاون بين الجمعيات الأهلية والمؤسسات المحلية من جهة ومع الجهات الحكومية الرسمية من جهة ثانية في الوصول إلى عملية التغيير المنشودة. مفهومنا للتنمية البشرية بأنها كلٌ متكامل بين كافة عناصر ومكونات الوطن.
ثم كانت شهادة حية للسجينة زينة والتي خرجت مؤخراً من السجن وهي تحمل شهادة براءتها فقالت: أصعب مرحلة في حياتي كانت لحظة دخولي السجن والبعد عن أولادي، خصوصاً حينما يكون الاتهام من أقرب الناس الي، مع اني كنت واثقة من براءتي، كنت انسانة مدمرة الى أن وجدت أشخاصاً يساندونني ويقدمون لي الدعم النفسي والمعنوي ويتابعون لعائلتي خارج السجن. شاركت بدورة الكومبيوتر وحصلت على معلومات جديدة مما ساعدني في تخطي الأزمة، ومما أعطاني القوة اليوم خارج السجن هي المتابعة الحثيثة لي من قبل فريق عمل دار الأمل .
مديرة جمعية دار الأمل هدى قرى أكدت في كلمتها على أهمية العمل الذي يقومون به بالنسبة للسجينات ،سيما على صعيد الدورات التدريبية التي من شأنها مساعدتهن في تخطي الصعاب داخل السجن ومواجهة الحياة بعد الخروج منه والفضل في ذلك يعود الى تعاوننا الدائم مع المؤسسات الرسمية والخاصة، ولفتت الى أن الافادات الموقعة التي يحملها السجينات لا تشير الى وجودهن داخل السجن بغية التسهيل عليهن في المستقبل لحظة انخراطهن في المجتمع.
وفي الختام تم توزيع الافادات على السجينات، وافتتح معرض حرفي وأشغال يدوية من صنع السجينات، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة. الجدير بالذكر أن عدد السجينات للعامين 2011-2012 بلغ 799 سجينة، استفدن جميعاً من الدورات التدريبية والتأهيل التي نفذها المشروع في سجن النساء في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى