الأخبار اللبنانية

لماذا تجاهلت المحكمة الدولية شهود الزور؟

والاعلام الهابط يواصل التحريض ودفع البلاد الى المجهول

اخيرا وبعد انتظار دام خمسة عشر عاما، دفع المكلف اللبناني خلالها مليار دولار، اصدرت المحكمة الدولية التي شكلت للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حكمها وقضى بتبرئة ثلاثة من المتهمين وادانة سليم جميل عياش.
ومن غرائب هذه المحكمة الدولية ادانة شخص لم تتحدث اليه ولا تعرف صورة وجهه ولم يشهد عليه احد مستندة الى مكالمات مجهولة لهاتف جوال، يمكن دبلجتها وتركيبها عبر تقنيات تملكها حتى الدول المتهالكة، متجاهلة شهود الزور ويفوق عددهم الثلاثة عشر وابرزهم الشاهد الملك محمد زهيد الصديق الذي وقع وثيقة يقرّ فيها بمشاركته بجريمة الاغتيال ثم تراجع عنها. ثم يدلي بشهادات ملفقة وكاذبة كانت سببا في سجن الضباط الاربعة ظلما وافتراء لاكثر من اربع سنوات قبل ان تظهر براءتهم، ثم غادر الى فرنسا بقدرة قادر واختفى هناك. ومن اسماء شهود الزور البارزين السعودي فيصل اكبر الذي اعترف بالمشاركة في جريمة الاغتيال ثم تراجع عنها، وكان قد اوقف بنهاية العام 2005 وصدر بحقه قرار اتهامي، ومثله هاني الشطي وخالد طه ولؤي السقا وحسام هسام وابراهيم جرجورة واكرم شكيب مراد وعبد الباسط بني عودة.
والغريب ان المحقق الالماني ميلس الذي كان اول من تسيّد المحكمة الدولية سرعان ما تنحى لاسباب مريبة، ثم تجاهلت المحكمة الدولية وعلى مدى سنوات شهود الزور، وهي التي تحدثت عن وقائع ميدانية لم نشاهدها ولم نلمسها بل اشارت اليها عبر مكالمات هاتفية “بالظن واليقين الذي لا تشوبه شائبة!!” وكان بامكانها التحقيق مع شهود الزور وجها لوجه وليس عبر التنصت بالهاتف.
وبما ان المحكمة اكتفت باصدار احكامها، لم تغلق الباب لعروض استئنافات قد تمدد عملها لسنوات عديدة على حساب دافع الضرائب اللبناني.
اما عن ردود الافعال على قرارات المحكمة فان اغلبها جاء مخيبا لجمهور 14 آذار، بينما سجل تيار المستقبل موقفا وطنيا مسؤولا قبل صدور احكام المحكمة داعيا انصاره الى التزام الهدوء وضبط ردات الفعل تجنبا لردات الفعل حفاظا على الاستقرار، وكذلك كان موقف الرئيس سعد الحريري في كلمته في لاهاي، فيما استمر الاعلام الهابط في اثارة الاحقاد والتحريض واثارة الغرائز عبر مقابلات ومشاهد مكررة لساحة الانفجار يوم الخامس من شباط 2005 واجراء مقابلات مع ذوي واولاد ضحايا الانفجار!!
واذ نقدر نحن الحادث الجلل الذي اودى بحياة الرئيس النائب الشهيد رفيق الحريري وما ترك من اسى في قلوبنا جميعا، فان هذا الاعلام الهابط لم يفعل الشيء نفسه يوم اغتيل بدم بارد احد كبار رؤساء الحكومات اللبنانية الشهيد رشيد كرامي ولا عندما اغتيل رئيس الجمهورية بشير الجميل ورئيس الجمهورية رينيه معوض وغيرهم من الشخصيات اللبنانية البارزة.
اننا نتهم الاعلام الهابط المستثمر في دماء الناس وممتلكاتهم وحراكهم المطلبي مشجعا على الاخلال بالامن وتكسير واحراق الاملاك العامة والخاصة والحث على احتلال الوزارات والتطاول على شخص رمز البلاد فخامة رئيس الجمهورية والتحضير لمحاصرة القصر الجمهوري، كل ذلك استغلالا للوضع الاقتصادي السيء وخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، سعيا منه الى تفجير البلاد ووضعها امام المجهول !!

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى