الأخبار اللبنانية

جبهة الحرية: القديس مارون في الفاتيكان علامة فارقة من علامات الازمنة

اعتبرت “جبهة الحرية” في بيان، ان “الاحتفالات باليوبيل ال1600 للقديس مارون في روما، تدعونا الى وقفة تأمل ومراجعة لاستخلاص العبر من جلالة الحدث المقدس الذي يطوب لبنان بأسره بين اعمدة الكرسي الرسولي في الفاتيكان”، مشيرا الى ان “قداسة الحبر الاعظم اراد من خلال تخصيص الموضع الشاغر الاخير في حرم كرسي بطرس للقديس مارون ان يقول للموارنة انتم ملح الشرق”.

اضاف: “انه حدث متعدد الاوجه الفائقة الاهمية بالنسبة للطائفة المارونية والطوائف المسيحية الاخرى وللبنان وسائر ابنائه، وهو من جهة اخرى يرفع من شأن لبنان المعنوي والروحي الى مصاف العالمية، ومن جهة اخرى يبين اهمية هذا الوطن بالنسبة الى العالم بأسره والى الفاتيكان بالذات، الذي بات يعرف قيمة هذا الوطن يوما بعد يوم، في حين يحط ابناؤه من شأنه ومن قدره لحظة بعد لحظة بالفعل والقول، ويحرمونه ولاءهم المفروض بحكم المواطنية بالجملة، ليبيعوه بالمفرق في سوق النخاسة الاقليمي والدولي تحت ذرائع واهية ولاهداف دنيئة”.

وشدد على ان “هذا الحدث الذي يشكل علامة فارقة من علامات الازمنة هو موجه بصورة خاصة الى مسيحيي لبنان واكثر تخصيصا الى موارنته، وهي علامة لا شك تنطوي على رسالة مباشرة وضمنية تستحثهم على التعاضد والتوحد في عودة فعلية الى الجذور المارونية الصحيحة التي عاشها آباؤهم الذين بتوحدهم والتفافهم حول سدة البطريركية حفاظا على قيمهم الايمانية، حافظوا على وجودهم واستمرارهم رغم شظافة العيش وتوالي اعتى المحتلين على محاربتهم، فجابهوهم حزمة واحدة ولم يصبهم وهما وضعف او اختراق الا عند تفرقهم وهي الحالة التي لم يبلغوا يوما عبر تاريخهم المبلغ الذي بلغوه منها راهنا من تفرق لا بل تمزق”.

واكد انه “لا مناص للموارنة والمسيحيين لحسم امرهم وحزم انفسهم في بوتقة واحدة موحدة الرأي السياسي وملتفة حول جذع البطريركية المارونية كائنا من كان شاغل سدتها، وهو توحد اثبت جدواه عبر العصور اذ ما ان احتضن المجتمع المسيحي بطريركيته يوما الا وظللته برعايتها المقدسة. فلا يجب ان يغيب عن بال المسيحيين افرادا ومسؤولين، زمنيين وروحيين انهم القاطرة الوحيدة لمسيحيي الشرق عموما والذين يرتبطون بهم روحيا ومعنويا ووجوديا، برابط طردي كونهم يشكلون الرئة التي يتنفسون منها، وهو ما يرتب على عاتقهم مسؤولية مضاعفة توجب عليهم العودة الى وحدتهم وتقوية مواقعهم والإجماع على الرأي السديد وتسخير كل امكاناتهم في هذا السبيل قبل فوات الأوان وضياع الحقوق التي تقضم تباعا، عند كل كبوة من كبواتهم لتهضم مجتمعة في غفلة من زمنهم”، محذرا من انه ان “لم تنفع اشارة السماء هذه وخطوة الفاتيكان اللافتة لم تلتقط وتحمل كل مواطن ومسؤول على تهيب الموقف ونبذ الأحقاد، فلسوف يكون المجتمع المسيحي على المقلب الآخر من المنحدر العاصف في خضم التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة، لا سيما في ظل استشعار تنامي حالات الأصوليات الظلامية التي لا تقيم وزنا لأي دين او رمز ديني كالذي يحتفل الفاتيكان بإعلاء شأنه عاليا في هذه المناسبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى