المقالات

تساؤلات حول واقع السياسة والدين والمجتمع والإدارة والإقتصاد المحلي \ أسامة إسماعيل

           ماالذي أفسدته السياسة الضيقة؟ 
مادخلت السياسة شيئاً إلاأفسدته، والمقصود بالسياسة هنا، سياسة السلطة والزعامة والسيطرة والنفوذ واكتناز الثروة والإنتخابات والأحزاب. ومن الأمور التي أفسدتها السياسة الضيقة، الدين عبر التاريخ حتى اليوم، فأبعدته عن جوهر الإيمان، والعقل والإرادة الفرديين والحرية والعدالة وقيمة الفرد وتحقيق الراحة والطمأنينة النفسية، وحولته إلى مذاهب وطوائف وفرق، بعضها يقدس أشخاصاً ويعظمهم ويضعهم فوق العقل والطبيعة وسائر البشر، وبعضها يؤله شخصا"أو أشخاصاً، 

وتخصص لهم مناسبات وأعياد وطقوس وعادات، مايفتح الباب أمام الشعور بالغبن والدونية والحسد . فالسياسة الدنيوية الضيقة أدخلت تحريفات وشوائب وتشويهات طالت المعتقدات والَٰمفاهيم والعبادات والمناسبات والسلوك والعادات والأهداف، مما أبعد الدين عن جوهره وحقيقته وعن العقل وإلارادة الفرديين وفتح الباب واسعا” للإيغال في الشكوك حول مصدر الآديان وجدواها والغاية منها، والدعوة إلى رفضها وإلى الإلحاد. ويجب التمييز بين رفض المعتقدات والشوائب التي تقدّس أشخاصاً وتؤله غيرهم وتشوه العبادات والسلوك وأصل الدين وغايته من جهة، ورفض الدين، والدعوة إلى الإلحاد من جهة أخرى.
حالة القطيع كيف تعرف؟
حالة القطيع تتراوح بين الجمود الجماعي والضجيج الجماعي المزعج العقيم. وحالة القطيع هي التي تحقر الفرد غير التابع لها وتحاول تهميشه وحرمانه من حقوقه المادية والمعنوية والطبيعية، وتحاول التضييق على حريته، والتدخل في أموره وأسراره الشخصية والفكرية والمهنية والإقتصادية، وحالة القطيع هي التي تعتبر أن الكلام الذاتي الباطني أو الصوتي عيب وخطأ، فيما الكلام مع الآخرين المنتمين إلى القطيع هو الصواب والطبيعي والمطلوب وإن كان مزعجا”وبلافائدة ولغوا” و”طك حنق”. فحالة القطيع ترفض الكلام مع الذات أو مع الآخرين إذا كان يخالف معتقدات القطيع الإجتماعي والشعبي وآراءه ومناسباته وعاداته وطقوسه وسلوكه، فهذه هي القاعدة في حالة القطيع، فيما القاعدة الحقيقية والصحيحة هي ان مايخالف العقل وإلارادة الفرديين والإيمان الحقيقي والحرية والإستقلال والكرامة الفردية والإنسجام مع الذات هو المرفوض والقبيح والخطأ والشاذ!!!
ماالذي يحتاج إلى علاج؟
سياسة السلطة والزعامة والإنتخابات والأحزاب والتبعية للخارج أفسدت الإدارة والإقتصاد والمجتمع في هذا البلد كما أفسدت من قبل الدين وأقحمته في الحالة المذهبية والطائفية. وإن مسرحيات السياسيين والأحزاب أفسحت المجال واسعاً لافتعال أزمات مالية نقدية إقتصادية إنمائية حيث بلغ التضخم النقدي نسبة مرتفعة جداً تجاوزت ٣٠٠٪ بالسنة، وتدنت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي إلى مايقرب ٩٥٪ حيث أن كمية ضخمة من الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية لاتشتري إلا القليل من الحاجات رغم قول حاكم مصرف لبنان بالنيابة إنه نجح في تخفيض الكتلة النقدية لليرة في السوق وهي أحد أسباب التضخم، من ٨٢ تريليون في بدايات ٢٠٢٣ إلى ٥٩ تريليون ليرة، وإن مصرف لبنان حقق فائضا”في احتياطاته بلغت مليارا” و١٠٠مليون دولار أميركي، ورغم زيادة الرواتب في القطاعين العام والخاص عدة أضعاف، وهي أولا”، لاتعالج التضخم النقدي ومشكلة ارتفاع الأسعار بل هي أدت إلى زيادة تعرفات الرسوم والضرائب المباشرة وغير المباشرة Direct taxes& indirect taxes، وتاليا”، زيادة أسعار السلع والخدمات، وخاصة المستوردة، بحجة تمويل زيادة الرواتب، وزيادة الإيرادات للخزينة، وثانيا”، لم تطل زيادة الرواتب كل الذين يعملون، وخاصة ذوي المهن والأعمال الحرة. ويعني ذلك أن هذه المعالجات والإجراءات جزئية وقاصرة وغير عادلة. وما يحتاج إلى علاج حقيقي وجذري وشامل هو : الديموقراطية الإنتخابية العددية الطائفية الحزبية العشائرية والسياسة السيئة والفساد السياسي و المالي والإداري والإجتماعي الذي يضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ويعزز وضعه المالي والإقتصادي والإجتماعي والمعنوي على ظهر صاحب الكفاءة والجدارة والنزاهة النخبوي الحر المستقل ويمنح الجاهل والسطحي والتافه والفاسد والوقح والمزعج التابع والإنتهازي والوصولي والمتملق الإنتخاب والإختيار والقرار والرأي النهائي والحاسم في الأمور العامة التي تؤثر في حياة الآخر وخاصة النخبوي الحر المستقل، ويسمح له بممارسة السلوك المزعج والإستفزازي والإستخباري والضار في غياب الإعلام النخبوي والإرشادي والتغييري والتثقيفي الحر المستقل وقيام بعض الإعلاميين أومن يدعون أنهم إعلاميون بدور شعراء البلاط والمداحين والهجّائين!!!؟
أسامة إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى