حقوق الإنسان

رئيس المركز الدولي لحقوق الإنسان والقانون المقارن مشاركا في ندوة دولية عن يوم المرأة العالمي* : كفى تدليسا على الرأي العام باسم المرأة لصالح أجندة أممية معادية للمرأة وفطرتها

تحت عنوان “صنعتني امرأة صبرت”
شارك رئيس المركز الدولي لحقوق الإنسان والقانون المقارن الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي في الندوة الدولية التي أقامتها منصة أريد الدولية والتي تضم أكثر من مائة وخمسة عشر ألف أكاديمي من مختلف دول العالم ، وذلك في اليوم العالمي للمرأة .

وأوضح ميقاتي أن الفارق كبير بين الحديث عن تكريم المرأة من جهة وبين مضامين اليوم العالمي للمرأة من جهة أخرى ،
مؤكدا أننا نلتقي لندلي بدلونا في المقاربة الفكرية حول هذا اليوم ، لا أن نكون إمّعة ننساق حيث يريدونا الآخرون ، فدور أهل العلم هو التبيان للناس والأخذ بأيديهم إلى الحق المبين .

وأضاف فإن كان المراد تكريما للمرأة فهو ما نفعله كل يوم على مدى العام ، من تكريم للأم والأخت والزوجة والبنت ،
لكنه في حقيقته صار محطة سنوية للاستغلال الدولي للمرأة ، وهو ما نرفضه دفاعا عن المرأة وصونا لها عن الاتجار بها والتدليس على الرأي العام من خلال ما تستبطنه دوائر الأمم المتحدة من ترويج لأجندتها الدولية الخادمة للنوع الاجتماعي “الجندر” بكل أطيافه البائسة وهياكله اللامتناهية وليس إنصافا للمرأة على الإطلاق .

ولفت إلى أن الشعارات السنوية التي يتم إطلاقها على هذا اليوم الدولي من قبل منظمة الأمم المتحدة تجعل الجميع يدركون خطورة توظيفه وتحويله إلى محطة سنوية لاستغلال المرأة من خلال استعمال مظلوميتها في بعض القضايا وبعض الدول للعبور بها إلى فوضى التشريع وفوضى القيم وسلما لمنظومة الجندرة وتقبيح الأمومة وتحقيرها بتوصيفهم لها “دورا نمطيا “!! وللأسف .

ولفت إلى أن اليوم العالمي للمرأة يثير إشكاليتين هذا العام : الأولى تتعلق بحقوق الإنسان لجهة آحادية فهم منظومة الحقوق وإنكار التعددية وصولا إلى اعتبار أن جسد المرأة ملك لها وما يترتب على ذلك من آثار لا يتنبه لها من يحتفل بيوم المرأة وتمكينها من الفواحش وتمكينها من الإجهاض وهو ما تم إقراره مؤخرا في القانون الفرنسي الصادر في الرابع من آذار بعنوان “الإنهاء الإرادي للحمل “والذي يتضمن تشريعا صريحا لقتل الأجنّة ، والإشكالية الثانية : تتعلق بالقانون الدولي الإنساني ومدى حمايته الفعلية للنساء في زمن ارتكاب الإبادات الجماعية للنساء في أكناف بيت المقدس على مرأى ومسمع العالم ودون توقف !!

وأضاف أن نداءنا الدائم هو “تحرير المرأة بالإسلام لا تحريرها من الإسلام “،
وليكن هذا اليوم يوما عالميا لسورة النور وآدابها وسورة مريم وآفاقها وسورة النساء وأحكامها بكل لغات العالم ، ولنجدد العهد أن لا نحتكم لغير الله في تشريعاتنا وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة والنساء عملا بقوله تعالى
“يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن “.

وشكر القائمين على المنصة الدولية دعوتهم وشعار ندوتهم ، مؤكدا أن الأب شريك أساسي مع الأمهات في صناعة الأبناء ، مشيدا بدور الأم ومهديا إياها قصيدة كاملة .

وختم ميقاتي بقصيدة فكرية حقوقية بعنوان “أي تمكين للمرأة “! مهداة إلى كل امرأة في العالم تمت دعوتها إلى التمكين وفق المواثيق الدولية وفرحت بذلك فرحا عارما قبل أن تنكشف لها الحقائق :

هيا افرحي وتمكني تمكينا
مالا نفوذا منصبا وشؤونا !!

فالكسب كسبكِ لا تبالي مطلقا
فأولو الذكورةِ أخّروك سنينا !!

هيا استقلي بالموارد ثرَّةً
أولستِ أنثى فاكسري الروتينا!!

هو “دوركِ النمطيُ” أن تبقي هنا
بأمومة تدع الكيان دفينا!!

خوضي التجارب كلها بتحررٍ
ودعي التحجر في البيوت مهينا!!

هيا احملي الأثقال تترى إنما
يكفيكِ يوما أن حملت جنينا !!!

مهلا رويدكِ يا محرّرةُ اسمعي
ماذا ابتغى من زيَّن التمكينا؟

تأخيرُ أنثى عن زواج طيّبٍ
إيقاعها في من يروم خدينا

تزهيدُ أنثى بالأمومة جهرةً
تنفيرها إذ حُصِّنت تحصينا

إلزامها الإنفاقَ كَرْهًا بعدما
كان التكاملُ في الزواج عرينا

ولِربِّ أعمالٍ جسامٍ أُتبعت
أضحت تئنُّ من الدوام أنينا

إن تطهُ يومًا للذراري هوجمت
لا تصنعِنَّ من الطحين عجينا

أما إذا صنعته خارج دارها
للناس قالوا مُكِّنتْ تمكينا

هم زينوا التمكينَ باستغنائها
عن زوجها.. بَرًّا. بها ومعينا

عن أسرةٍ فيها التلاحم بيِّنٌ
أتكون يُسرى في الحراك يمينا؟

فقدوا التوازن في شؤون حياتهم
أضحى الزواج مهجّنا تهجينا

جعلوا القضية أن تُفرَّغَ مطلقا
في نُصرةِ التأنيث.. أعل جبينا

في برلمانٍ .. في الحكومة دائما
سوسي البلاد وأعلني التمكينا

ماذا كسبتِ إذا خسرتِ سعادةً
ووليتِ حكما في البلاد قرونا

ماذا خسرتِ إذا كسبتِ أمومةً
في ظل زوجٍ يصطفيكِ حنونا

ماذا كسبتِ إذا خسرتِ رعايةً
وظفرتِ بالكوتا تطنُّ طنينا

إن كنتِ مسلمةً فشوقك أن تري
دين الإله ممكنا تمكينا

والعدلَ عمَّت في البلاد ظلاله
ذكرا وأنثى ينعمون سنينا

لا تحسبي دعوى التساوي قوةً
أو نعمةً تدعُ الكيانَ مكينا

هم أغرقوكِ بوابلٍ من وهمهم
هم كلفوكِ من المهام مهينا

هم جرّدوكِ من الأنوثة مطلقا
إذ جندروكِ تجندرا مجنونا

هم كلفوكِ دمار ذاتك كاملا
إذ أرهقوكِ ..وسوَّقوا التمكينا

“نسَويةً” سمَّوا حراكا جامحا
قمعوا الرجولة ..هجنوا التقنينا

وهل العدالةُ إن ظُلمتِ تحكما
من سيّىء الأخلاق كان مَجُونا

أن يصبحَ التشريع في أقطارنا
قهرَ الرجالِ جميعهم.. وسجونا

أو أن يخاصَمَ جنسهم بخصومة
أو يُفتَنَ الحكماءُ فيه فتونا

ما للرجال وللذكورة ؟ فالرجولة
أن تكون على النساء أمينا

أما الذكورةُ فهي غيٌّ بيِّنٌ
فيها تجبّرُ مَن تجاهل دينا

فيها تسلط أحمقٍ متعنتٍ
ملك الحقوق بزعمه ملعونا

ما ينفعُ استقواء أنثى بتةً
بغلاف تمكينٍ يطفطف لينا

هل ما تحقق للنساء بغَربهم
قد شاد عائلةً وصار يقينا؟

أم أنه شاد انفرادا موحشا
أرسى أسىً وإلى النجاة حنينا!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى