الأخبار اللبنانية

المطران عودة في عظة عيد الفصح: نتمنى ان يكون عهد القتل والاغتيالات قد ولّى

اكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة ان اليوم “هو يوم القيامة وبالتالي علينا نصافح بعضنا بعضاً ولنصفح لمبضغينا عن كل شيء”.
واعتبر عودة، في عظة عيد الفصح، ان “الفصح هو عبور من الظلام الى الملكوت فقد بذل الاله دمه ليخلصنا من الخطيئة والشر ومنحنا القيامة الى حياة جديدة تحكمها المحبة”.
واشار الى ان “الرب خلق الانسان حراً واسكنه الفردوس لكن الانسان انصاع للتجربة وللعبودية فوقع، وقد كانت حريته سبب سقوطه”.
ولفت عودة “الى اننا احرار في قراراتنا الا اذا كنا عبيدا للخطيئة”.

وشدد عودة على ضرورة ان يتبعد الانسان عن كل ما يسيء الى اخيه الانسان كي لا يسيء الى نفسه، سائلاً “اين نحن من صفاء القلب وراحة الضمير والمحبة التي لا تتطلب مكافاءة”.
واضاف: “ما يحزننا ان عيد القيامة يحل مرة اخرى وفي القلب قغصةصة لان السلام ما زال بعيدا عن القلوب، فما زلنا نعاني الاحقاد والانقسامات والحروب والقتل والتهجير والجوع والعنف وانتهاك الحريات والكرامات، وما زال الانسان متعطشا الى الدم وما زالت المصالح تتلاعب بالبشر”.

وتابع عودة: “هل يسعى المسيحيون الى الكمال او يتصرفون كابناء هذا الدهر، يا احبائي الذي يلبس المسيح يعلم انه يصبو الى الكمال لان ربنا كامل ومنزه عن الخطيئة”، معتبراً ان مشكلة المسيحي انه ينسى المعمودية التي اخذها.

واعتبر عودة ان “الغريزة الحيوانية تغلبت علينا وكانت نتيجتها هذه البشاعة التي تخلفها اعمالنا الشريرة”، لافتاً الى “اننا بحاجة الى دفء المحبة ونور القداسة والى انفتاح القلب للقلب والى الاصغاء الى صوت الله ببراءة الاطفال وصدقهم”.
واكد “اننا بحاجة الى التقليل من الكلام والاكثاء من الاعمال”، لافتاً الى “الكلام فارغ فيما الاعمال تثمر”.

وشدد على ان “العنف يولد عنفا والشر شرا لكن المحبة وحدها تولد سلاما وصفاء”، مضيفاً “وطننا، ان كنتم تتذكرون ان هناك وطنا في لبنان، فهو سيبقى نازفاً ان تركنا للمصالح محلا في قلوبنا”.
ودعا الى “التحلي بالامانة لوطننا دون سواه فهذا ما يجعل منا شعبا موحدا يقف سورا منيعا امام الشر”، مشدداً على ضرورة “العمل سوريا للخروج مما نحن فيه اليوم”.

وسال: “الا نخجل مما يحصل اليوم في بلدنا من انهيار للمباني وانتشار للاطعمة الفاسدة ومياه ملوثة فاسعار المحروقات تتضاعف وخطوط التوتر العالي سيف مسلط على رؤوس المواطنين اضافة الى ما نسمع عن صفقات وعمولات وهدر للمال العام والفساد الذي ينتشر فيما تبقى من ادارات الدولة، وهل ننسى التعدي على الحريات والسرقات والتسويات”، مضيفا “متى يصبح طموحنا ابعد من الامن والرغيف؟”

سأل عودة: “متى نعيد لبنان وطنناً لابنائه ودولة محترمة تُحكم بالعدل والقانون على اساس ان لا احدا فوقه ولا احد اكبر من الدولة حتى الذين فيها”، مضيفاً “متى سننتهي من المزاديات الكلامية والاتهامات والشتائم المتبادلة؟”
واعتبر اننا “وصلنا الى هنا لاننا لم نعمل على بناء الدولة او القيام باعمال الرقابة والمحاسبة”، مؤكداً “ان لبنان بحاجة الى نهوض اخلاقي وثقافي واجتماعي وسياسي وقيامة من المستنقع الموحل الذي يتخبط فيه وهذا امر لن يحصل الا بتكاتف الجميع، من مسؤولين ومواطنين”.
وشدد عودة على ان “من لا تاريخ له لا مستقبل له وكتابة التاريخ لا تكون انتقائية بل موضوعية وعلمية وتوكل الى باحثين”.

ولفت عودة الى ان “المرأة في المسيحية هي مساوية للرجل، وهي تستحق كل احترام وتقدير وعليها، بدورها، ان تحافظ على كرامتها وعفتها وطهارتها وفضائلها لتفرض وجودها وتمنع عنها كل استغلال”.
واكد ان “اطفال اليوم هم رجال الغد واعمدة المستقبل وبالتالي من ابسط حقوقهم الحصول على المأوى والعلم والحياة الكريمة الامنة”.

وامل “ان يكون عهد القتل والاغتيالات قد ولى الى غير رجعة وان نعود اخوة يحافظ كل منا على حياة اخيه وكرامته”. وتابع: “نحن قوم يؤمن بالحرية ونبشر بها ونؤمن بان الله خلقنا احرارا ولا يحق لاحد منا ان يحد من حرية الاخر “، مضيفا “القتل مرفوض والاغتيال مرفوض وهما مدانان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى