الأخبار اللبنانية

شطح ينتقد فرض نصرالله مواقفه على الأخرين: الكلام الضبابي عن المقاومة انتهى

أكد الوزير السابق محمد شطح أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “لا يستطيع أن يفرض مواقفه على الآخرين انطلاقاً من رؤيته ضمن مجتمع متنوع ديموقراطي كما هو لبنان، مشدداً على أن “السلاح خارج الدولة يعرض بقاء لبنان للخطر”.
وإذ أشار شطح الى أن الكلام الضبابي عن المقاومة انتهى، أوضح ان المقاومة تحولت ضمناً لجيش تحرير بعد عام 2000، معتبراً ان “حزب الله” يملك إمكانات عسكرية يجب الاستفادة منها ضمن الدولة.
وقال شطح، في حديث الى “ام.تي.في.”، “لم يتم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأسباب شخصية، فرفيق الحريري في عيوننا كان يمثل رؤيا للبنان وضمنا كان لديه رؤيا للمجتمع العربي وللمجتمع العربي المسلم ايضا، وهذه الرؤيا لم تتحقق في حياته، بل تحققت عمليات اعمارية في لبنان” .
أضاف: “مرت سنة على مجتمع عربي يطالب بدول طبيعية محكومة بطريقة طبيعية، والعنصر الأساسي في صميم هذه الحركات هو تغير وانتقال نحو الديموقراطية”.
وتابع: “سوريا عنوان كبير لسبب جوهري هو أنها تملك تاريخا وجغرافيا تجعل موقعها بصميم التفكير اللبناني، فعندما يكون هناك عملية انتقال نحو الديموقراطية في سوريا يكون لهذا الأمر تداعيات كبيرة وايجابية”.
ورفض شطح ان “يكون هناك تدخلاً في شؤون البلاد العربية خصوصاً عندما يكون هناك خلافات عربية وضمن البلد العربي الواحد” .
وعن خطاب الرئيس سعد الحريري في 14 شباط، أوضح أنه قرأه على الشكل التالي: “الرئيس الحريري توجه الى قيادة “حزب الله” بطريقة مباشرة وقال لهم انا مسؤول سياسي لحزب فيه الكثير من المسلمين السنة، وانا اقول ان المحكمة لن تمثل خلاف بين السنة والشيعة ولا حتى مشكلة مع “حزب الله” ولنحصرها يا سيد حسن بالمسؤولين عن الجرائم ولا يجب ان تتبنى هؤلاء ولنعمل معاً كي نحصر هذه العملية بالمسؤولين”.
وإذ أشار الى ان “هناك مبدأ ينطلق من الميثاق والدستور اللبنانيين”، اعتبر أنه “لا يمكن ان يبقى لبنان وطناً واحداً وان تبقى الدولة دولة واحدة وان يبقى هناك تماسكاً في هذا الكيان إذا كان هناك تعدد بالسلطات والمؤسسات والسيادات، خصوصا المؤسسات التي تحمي البلد”، مشدداً على “وجوب الانطلاق بمبدأ كي نصل الى حلول للوضع الاستثنائي الحالي الذي لا يمكن للعاقل ان يضعه في ميزان الميثاق والدستور ويرى اشكالية فيه”.
وأكد اننا “نبني الدولة انطلاقا من ثابتة واحدة: نحن دولة واحدة ووطن واحد وسيادة دولة واحدة، وإن انطلقنا من ذلك نصل الى ما نريد”، مشيراً الى أن حزب الله “يعرض الوطن للخطر إذا كان يريد ان يكون السلاح مستقلا عن الدولة وقراره عند الحزب”.
وإذ رأى ان “الدولة اللبنانية هي كالعمود الفقري للوطن تتزعزع بتعدد السياسات”، أوضح أنه “المقاومة المستقلة عن الدولة تكون موجودة عندما يكون المقاومون منعزلين تحت الاحتلال ولا يستطيعون التواصل مع المسؤولين ومع الارادة المشتركة للمؤسسات” .
شطح أكد أنه “لا يمكن لاي حكومة ان تشرع وجود جيش آخر”، لافتاً الى أن “هناك حزباً لديه منظومة عسكرية مهمة ويجب ان نستفيد منها كدولة لبنانية ولكن استقلالها عن الدولة تحت عنوان مقاومة يعطي ضبابية وكأن وجود جيش رديف امر طبيعي بغض النظر عن وجود مزارع شبعا او لا”.
وقال: “هذه القوة العسكرية المستقلة عن الدولة قد تعرض الساحة اللبنانية لأن تكون ساحة حرب بسبب تحالفها الخارجي الذي لديه نزاعات قد تُترجم الى نزاعات مسلحة قريبا”.
وإذ ذكّر بأن الرئيس الشهيد “ساهم بتقوية المقاومة في الـ96 واتفاق نيسان الشهير، عندما كان لبنان تحت الاحتلال”، أكد ان “ما قبل الـ2000 غير ما بعده، وكلنا نعرف أنه بعد الـ2000 بدأت علامات الاستفهام عن منع الجيش اللبناني من الدخول الى الجنوب”.
أضاف: “إن وجود سيادتين أمنيتين على الاراضي اللبنانية يتناقض مع ميثاق العيش المشترك والدستور اللبناني ومع فكرة الوطن الواحد وكيان الدولة الواحدة. وهناك قناعة بأن هذا الوضع يعرّض الارض اللبنانية لمخاطر اضافية والوطن للاهتزاز ويعرض التماسك الوطني للشرخ”.
وعن الموقف مما يحصل في سوريا، لفت شطح الى أن “الفرز السياسي والموقف الاخلاقي والمعنوي والسياسي مما يحدث في سوريا وغير سوريا موجود، وهذا امر ليس بجديد. واللبنانيون في مراحل كثيرة كانوا يأخذون مواقف تتعاطف مع فرقاء مختلفين، ولا يمكننا أن نمنع هذا النوع من التعاطف. هناك عملية كبيرة تحصل ولدينا موقف منها. هذا الموقف السياسي المعنوي واضح ويختلف من الموقف الذي نسمعه من الطرف الآخر”.
وقال: “أنا استمعت الى حسن نصرالله وهو يقول في خطابه ان حزب الله ينظر الى الجميع من بشر وأحزاب وحكومات وانظمة من منظار واحد وهو هل تتواقف هذه الانظمة والاشخاص مع رؤية الحزب لكيفية محاربة المشروع الصهيوني، وكل الامور الاخرى ثانوية”.
أضاف: “القيادة السورية في مقابلة منذ اشهر مع صحيفة اجنبية صورت المعركة في سوريا على انها بين العروبة والاسلام السياسي. هل يمكن للحزب ان يكون ضد الاسلام؟ هو يقول أن لديه معركة وجودية مع اسرائيل وان لديه قناعة بكيفية مواجهة اسرائيل، ومن يشترك معه ويساعده هو جيد، ومن لا يشترك معه فهو سيء. اي انه مع أحد إذا كان يظلم طالما أنه يساعد في الامر، وضد من يريد رفع الظلم لأنه لا يسير في رؤية الحزب في كيفية مواجهة اسرائيل”.
ووصف نظرة الحزب الى الأمور بـ”المحدودة”، لافتاً الى أن “المجتمع العربي لا يرى كل الدنيا من فوهة بندقية واحدة، ولو أراد الحزب ان ينظر الى العالم من هذا المنظار، لا يمكنه ان يفرض هذا الامر على الآخرين من اللبنانيين”.
ورأى شطح أن “الايجابي في خطاب نصرالله هو الكلام عن موضوع الاستقرار، وهذا يدل على مصلحة الحزب في ان لا يكون هناك ارتباك امني في البلد، وهذا الامر نحن نعمل له”، معتبراً أن “كلمة حوار ايجابية لدرجة أنه احيانا تصبح من دون مضمون”.
وتابع: “نصرالله تحدث عن حوار من دون شروط، وأنا أعتبر ان الحوار المنطقي لا يبدأ بشروط ولكن ينطلق من مبدأ، مبدأ وطن واحد وسلطة واحدة وقرار واحد. وإذا لم ننطلق من هذا المبدأ، نكون بذلك نعود بلبنان الى سنة الـ1920”.
وأكد شطح أن حماية لبنان لا تكون “بعدد الصواريخ بل ايضا تتعلق بالقرار وبالشراكة وبما هي المظلة التي تملك السلاح وحق استعماله”، موضحاً أن “هذه الامور تستوجب برمجة وتوافق على تنفيذها، ولكن ان لم ننطلق من رؤية واحدة لوطن واحد ودولة واحدة وسيادة واحدة لا يمكن الا أن يكون الحوار مضيعة للوقت”.
واعتبر أن “أي سلاح موجود في لبنان يمكن استعماله دفاعا عن لبنان هو جيد، واي سلاح مستقل عن الارادة الجامعة هو سيء، بغض النظر عما اذا كانت نياته عربية أم فلسطينية أم لبنانية”.
وأشار شطح إلى أن خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ذكرى 14 شباط “يعبّر عن تفاعل مع المحيط العربي”، كما أن خطاب الرئيس أمين الجميل كان “انفتاحاً على الأزهر”.
ولفت شطح الى أنه يفضّل “العمل على إنشاء مجلس شيوخ طائفي لانه من المفروض أن يعبر عن اللبنانيين كمجموعات”.
الى ذلك، قال شطح: “لو كنت مستشار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي كنت لأجرب ان ابرر له تعليق الجلسات، و”الفشكلة” السياسية والدستورية وعدم الانتظام في المؤسسات الذي اصبح القاعدة، وما نراه في هذه الحكومة هو تعبير عن هذا الامر، وعشنا نمازج عنه في الحكومات السابقة ايضا”.
وبالنسبة الى مشكلة بدل النقل، أوضح أنه استمع الى الرأي السياسي والرأي الدستوري، وأشار الى أن لديه إشكالية من نوع آخر “بالاضافة الى ما يطرحه الدستوريين في هذا الموضوع والالتفاف حول مجلس الوزراء عبر مجلس النواب، لست متأكداً من ان القانون في مجلس النواب اللبناني يفرض على اشخاص او فرقاء دفع بدل نقل يضع ضمن ما هو مسموح بالدستور كحد من حرية التعاقد”.
أضاف: “الدستور اللبناني يبدأ من حرية التعاقد، هناك ضوابط وهناك حد ادنى للأجور هي من الضوابط الاجتماعية الطبيعية بالدستور وهناك اشارات تعطي هذا الحق لمجلس النواب وهذا الحق اعطي من قبل مجلس النواب لمجلس الوزراء”.
أما في الموضوع السوري، فأشار الى ان “الجميع اليوم لديه مشكلة في ما يتعلق بسوريا، لافتاً الى أن “البعض كان يتمنى ان يستطيع النظام حسم الموضوع عسكريا فتتغير الموازين لكن ذلك لم يحدث واستبعد ان يحصل”.
واعتبر أن “اللافت في الموضوع السوري ان الجميع يتحدث عن تغيير في النظام حتى النظام نفسه، السلطة الحاكمة في سوريا اذا اخذنا كلامها وماذا ستفعل في الدستور ومجلس النواب والحريات العامة والاحزاب وحرية الاختيار كل هذا يدل على انه لم يعد هناك من النظام شيء”.
وختم بالقول: “معظم الشعب السوري فقد الثقة بهذا النظام بعد 50 عاماً من الحكم، وعندما تُفقد الثقة لا يمكن اعطاء السلطة التي تسببت بما آلت اليه سوريا بعد عقود من الامساك ان تعطيها اقرار الانتقال بطريقتها وادواتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى