ثقافة

قيمة “المعلم “

بقلم : الدكتورة/ أمل فوزي عزام

قم للمعلم ووفه التبجيلا ..كاد المعلم أن يكون رسولا .
إذا عملنا بنصيحة الشاعر ماوصل طلاب العلم في مختلف المراحل إلى هذا التدهور العلمى والأخلاقى الذى أضرنا جميعا . فكل مواطن مهما بلغت مكانته الفضل يعود لمن علمه .فالمعلم هو أهم محاور المنظومة التعليمية فى أى بلد يرجو تقدما وحضارة. .وتطوير التعليم لا يتم إلا بتطوير المعلم ورعايته، وبالتطور فى وسائل التعلم فقد أصبحت رعاية المعلم أكثر إلحاحا لعودة هيبته.
للمعلم دوراً مُهمّاً وحيويا في بناء المجتمعات لأنه العمود الأساسي للتنمية من خلال تعليم وتخريج كافة التخصصات سواء النظرية أو العملية،و إذا تم مراعاة ظروف المعلم في كافة النواحي سواء ماديا أو ثقافيا أو اجتماعيا ، استطعنا تحقيق المعادلة الصعبة وهي المجتمع المتقدم اقتصاديا وفكريا واجتماعيا ،وذلك لأن المعلم هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.
ولإعادة هيبة المعلم يجب رفع المستوى المادي وتوفير حياة كريمة للمعلم كي لا يسقط في هاوية السعي وراء المال ويهمل رسالته الأساسية بتعليم النشيء فتسقط الأجيال جيلا بعد جيل.
هذا ويجب توفير الرعاية الصحية للمعلم في أفضل المستشفيات قبل وبعد سن المعاش حتى يظل فى موقعه اللائق به فى أذهان طلابه دون الحاجة لاكتساب المال أو الحصول على الدواء ؛ فيتفرغ للعمل مع التأهيل النفسي والتربوي لتعريف المعلم بأهمية رسالته وواجبه نحو استيعاب الطالب وحلّ مشكلاته وتعديل سلوكه، كما إنه يجب الاهتمام برفع المستوى الثقافى والأخلاقى للمعلم وتدريبه على دبلوماسية التعامل مع المجتمع ،والمرونة في التعامل مع الطلاب ،والمحافظة علي الطابع الإنساني في المعاملة، لنقل صورة مبشرة عن الحياة وحتي يكون قدوة لكل طالب.
هكذا نستطيع التقدم ، فالعلم رفع دول العالم التى اهتمت به ونحن الأولى باحتلال أعظم مكانة علمية بين الدول ؛ لنعيد أمجاد حضارة أجدادنا حضارة سبقت التاريخ وكتبت التاريخ ….فنحن المصريون إن أردنا فعلنا …ومتى نبدأ نكتب النجاح ..فقط إن خلصت النية وتعاون الجميع .
ويعتبر التعليم الصحيح من أهم ركائز نجاح وتقدم الدول ونضوجها، ولذلك يجب أن يواكب المتغيرات والمعطيات الجديدة للمجتمع يعد من أهم الآليات والوسائل الفعالة لمواجهة هذه التحديات، وهذا بدوره يتطلب مناهج دراسية من نوع معين تتميز بقدرتها على تشكيل عقول الطلاب وتعديل سلوكياتهم والتأثير فى وجدانهم وتنمية قيمهم وإعدادهم ليكونوا ركيزة أساسية في بناء الوطن.
مع ضرورة إعادة النظر فيما يتعلق بالثقافة التعليمية وقضايا التسامح مع الآخر وعدم الحض على الكراهية، خاصة أن هناك بعض الظواهر التي انتشرت فيما يتعلق بالسياسة التعليمية فى المراحل المختلفة ،
كما أن تطوير المناهج التعليمية يجب أن يقوم بدوره الوقائي في تغيير فلسفة أداء المؤسسات التعليمية، وإصلاحها وتطوير السياسات والاستراتيجيات، حتي يسهم فى إتمام نجاح مشروع الوقاية الفكرية لدى عقول الطلاب فى المدارس، عبر تنمية لغة الحوار والحرية والإبداع. ولذلك يجب أن تتجه الحكومات نحو تعظيم قيمة «المعلم» المناط به غرس تلك القيم فلا يمكن للمعلم ذى الدخل المحدود أن يجعل أولوياته غرس القيم والتعليم فى نفوس الطلاب، لأنه فى هذا الوقت يجعل المكسب المادى هدفا نصب عينيه ليوفر لأسرته مستوى معيشيا يتلاءم مع أعباء الحياة والمطالب المادية الملحة، ومع ذلك فنحن نقدر ونثمن هذا العدد من المعلمين والذي ليس بالقليل والذي رغم كل هذه الظروف والعقبات يقوم بدوره التعليمي والتربوي والنفسي مع طلابه، ويراعي ضميره ويتقي الله في طلابه…فلهم منا كل التحية والتقدير.
كما نؤكد علي أن للأسرة دورا مهما في غرس القيم الأخلاقية وحب الوطن والانتماء من خلال غرس المفاهيم الصحيحة منذ البداية، وهنا يجب أن يكون لكليات التربية كمؤسسات رئيسية لإعداد المعلم دورا مهما فى التواصل مع الجهات المهنية لترسيخ المفاهيم الصحيحة ووضع المناهج التى تتلاءم مع عقل الطلاب وتقوى لديهم حب الانتماء والتسامح مع الآخر خاصة فى المراحل الأولى التى تشكل عقل الطلاب، ولذلك نؤكد علي ضرورة التعاون بين كليات التربية ووزارة التربية والتعليم، حيث يمكن الاستفادة من النتائج التي تتوصل إليها البحوث العلمية بهذه الكليات في تطوير المقررات الدراسية وتطبيقاتها العملية في كافة التخصصات وكافة المراحل الدراسية، وكذلك تطوير آداء المعلم ومساعدته في الإلمام بكل ماهو جديد في مجال تخصصه بما يواكب التطور التكنولوجي الهائل ، خاصة فيما يتعلق بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ،وهو ما ظهرت أهميته بشكل ملحوظ أثناء هذه الفترة والتي أصبحت ضرورة لمواجهة جائحة كورونا ، حيث ظهرت أهمية تدريب المعلمين علي مهارات التعامل مع تطبيقات تكنولوجيا التعليم الحديثة حتي يمكن التعامل مع الأزمة بنجاح.
فالمعلم هو المربي والمرشد و قنديل المعرفة و صانع المستقبل، فليس أقل من توقير هذا الرجل وإجلاله فهو رجل العلم والمعرفة…. من يفتح لنا للغد طريقاً يفرشه بالنور…..تحية إجلال وتقدير لكل معلم مخلص قدوة طيبة لطلابه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى