الأخبار اللبنانية

13.1 مليار دولار ثروات معلنة لآل الحريري وميقاتي

توسّعت مجموعة «أصحاب المليارات» وفقاً للائحة السنوية التي تعدّها مجلّة «Forbes»، عدداً وثروة. وفي تلك المجموعة أسماء لبنانيّة، محصورة بآل الحريري وآل ميقاتي. من هي تلك الأسماء؟ ماذا تعمل؟ كيف تطوّرت ثرواتها؟ وهل تتهدّد بعضها عوامل قد تطيحها من اللائحة في العام المقبل، ولا سيما بعد فتح ملفات «الفساد» في شركة « سعودي أوجيه»؟
«6» هو عدد اللبنانيّين الذين توردهم مجلّة «فوربس» (Forbes Magazine) في لائحتها عن أصحاب المليارات لعام 2011، ويشغلون مراكز تتراوح بين المرتبة 409 و833 عالمياً، من أصل 1210 مليارديرات (بالدولارات) على هذه اللائحة الشهيرة، ويمتلكون ثروات شخصية بنحو 13.1 مليار دولار، علماً بأن هناك انتقادات كثيرة توجّه إلى هذه اللائحة، لكونها تغفل ثروات المسؤولين الفاسدين، كما تغفل الكثير من قيم الأصول المنقولة وغير المنقولة التي يمتلكها الأثرياء المدرجون على اللائحة وتحوم حولهم شبهات الفساد.
انطلاقاً من هذه الانتقادات، فإن لائحة «فوربس» لا تعكس الصورة الكاملة لأثرياء لبنان وحجم ثرواتهم ومصادر هذه الثروات، ولكنها تعطي لمحة موجزة (تحمل دلالات كبيرة) عن مدى الارتباط بين السلطة ومواقع النفوذ، والثروة الشخصية. فعلى رأس «لائحة أصحاب المليارات اللبنانيّين» يحلّ رجل الأعمال، رئيس الوزراء المكلّف، نجيب ميقاتي وأخوه طه، بثروة مقدّرة بـ2.8 مليار دولار لكلّ منهما. كذلك تضمّ هذه اللائحة ورثة الرئيس الراحل رفيق الحريري، الذي كانت ثروته مقدّرة، بحسب «فوربس»، بنحو 4.1 مليارات دولار في عام 2004، ليتبيّن بعد توزيع التركة عام 2005 أن قيمة ثروة الحريري كانت تبلغ 3 أضعاف هذا المبلغ على الأقل! ما يعني أنّ الرئيس الراحل كان يخفي جزءاً مهماً من ثروته لأسباب عدّة تتصل بمصادر هذه الثروة في السعودية كما في لبنان وغيرهما من مناطق العالم ودوله.
وتمتد خيوط ثروة الأخوين ميقاتي إلى عام 1982، حين أسّسا شركة «Investcom» للاتصالات. وكانت هذه الشركة ناشطة في مجال توفير الاتصالات اللاسلكية للأثرياء ورجال الأعمال، في ظل الحرب التي دمّرت جزءاً مهمّاً من البنى التحتية ومنعت تطويرها. ثم شارك آل ميقاتي في شركة «سيليس»، التي استثمرت إحدى شبكتي الخلوي في لبنان قبل فسخ عقدها في عام 2002، بسبب اتهامات بوجود احتكار وتلاعب محاسبي وانتقاص من حقوق الدولة والمستهلكين… إلا أن ثروة الأخوين ميقاتي المعلنة في «فوربس» نتجت أساساً من طرح عام جرى في دبي ولندن، إذ بيعت «Investcom» لشركة الاتصالات الأفريقية العملاقة، «MTN»، مقابل 5.5 مليارات دولار. ومن ثمّ أسّس الأخوان مجموعة «M1»، التي تستثمر في القطاع العقاري في نيويورك ولندن، وتملك الماركة الفرنسيّة الشهيرة «Faconnable».
كذلك تملك المجموعة القابضة شركة الخطوط الجويّة التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، «Baboo»، إضافة إلى شركة التنقيب عن النفط «Avante Petroleum» في كولومبيا، ومساهمة في بنك «عودة» في لبنان، وتستثمر في شركة «ليبان بوست» للبريد.
ومنذ دخول نجيب ميقاتي نادي المليارديرات، لم تتذبذب كثيراً ثروته، حيث تراوحت بين ملياري دولار و2.6 مليار دولار، لتسجّل نمواً بواقع 300 مليون دولار بين عامي 2010 و2011. ولكن رغم ذلك تراجعت مرتبة الرئيس المكلّف، رئيس الوزراء الأسبق، 37 مركزاً، على ذمّة «فوربس».
أمّا التذبذب الذي يُمكن رصده جيداً في الثروات فهو لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. ففي عام 2005، كانت ثروة سعد الحريري (40 عاماً) 1.2 مليار دولار، جعلته في المرتبة 548 عالمياً. ونمت تلك الثروة نمواً هائلاً إلى 4.1 مليارات دولار في عام 2006، أي بنسبة تقارب 242%، ليحلّ الحريري الابن في المرتبة 158. ولكن سرعان ما تقلّصت تلك الثروة إلى 2.3 مليار دولار في العام اللاحق، لتعود وتنمو بواقع مليار دولار في عام 2008. وخلال مسيرة «المليارات»، كان عام 2009 الأسوأ على سعد الحريري، حيث خسر 1.9 مليار دولار، فيكون قد خسر ما نسبته 136% من ثروته، ويهبط إلى المرتبة 522 عالمياً.
وفي العام الماضي، نمت ثروة الحريري، بحسب بيانات المجلّة نفسها، بواقع 500 مليون دولار، ثمّ بواقع 100 مليون دولار، ليُصبح في لائحة عام 2011 الرقم «3» لبنانياً، وفي المرتبة 595 عالمياً. وتكون ثروته قد نمت بواقع 800 مليون دولار بين عامي 2005 و2011.
ووفقاً للمجلّة الأميركيّة، يدير سعد الحريري الشركة العملاقة في قطاعات البناء والتشييد والاتصالات والعقارات «سعودي أوجيه» التي ورثها مع باقي أفراد العائلة بعد 14 شباط 2005، ومن ثمّ اشترى حصّة أخيه بهاء فيها في بداية عام 2008، لتُصبح حصّته 50%.
وتواجه الشركة («Saudi Oger») حالياً اتهامات بممارسات فاسدة تدور في أروقتها، تتعلّق باحتيال في تنفيذ الاستثمارات واختلاس أموال عامّة سعودية. وهي قضيّة تهدّد استدامة عمل الشركة في المملكة كمّاً ونوعاً، ما قد يؤثّر جدياً على ثروة سعد الحريري (والعائلة برمّتها)، وقد يظهر ذلك في التصنيف الذي تعدّه المجلة للعام المقبل.
أمّا اللافت في إدراج الصحيفة لاسم سعد، فهو أنّه عند تفقّد بياناته على الموقع الإلكتروني للصحيفة، لا نرى سوى الملخّص ـــــ النبذة عن أخيه بهاء! قد يكون الأمر ناتجاً من خلل تقني في الموقع، ولكن هل مجلّة بهذا الحجم والصيت، وحتّى الأهميّة في إدراج معلومات مرجعيّة، تُخطئ في مسألة كهذه؟ وهناك مسألة أخرى، هي أن المجلّة لا تشير إلى استثمارات سعد الحريري اللبنانيّة (في النبذة التي أوردتها عنه في العام الماضي) في القطاعات المصرفية والعقارية والإعلامية (شركة «سوليدير» على سبيل المثال، حيث يتردد أن سعد كان يسعى إلى تعديل بعض المراسيم الخاصة بالشركة لكي يعوّض بعض خسائره، عبر الاستئثار بامتيازات وأملاك عامّة على حساب مصالح المواطنين والدولة).
وعند ذكر بهاء (44 عاماً)، الذي انسلخ عن العائلة كلياً (ببيع حصّته في الشركة الرئيسيّة التي أسسها رفيق الحريري في المملكة في الثلث الأخير من القرن الماضي)، فقد بلغت ثروته في اللائحة الجديدة 2.5 مليار دولار، وحلّ في المرتبة الثانية لبنانياً (بعد الأخوين ميقاتي) وفي المرتبة 459 عالمياً.
وتراجعت ثروة بهاء الحريري، وهو الابن البكر لرفيق الحريري، 500 مليون دولار، مقارنة بالعام الماضي، وهو يملك حالياً شركة استثمارات وتطوير في إمارة موناكو.
في المرتبة الرابعة على لائحة المليارات اللبنانيّة يحلّ أيمن الحريري، ابن رفيق الحريري، وأحد الأولاد الخمسة الذين ورثوا التركة. وتبلغ ثروة أيمن 1.5 مليار دولار، مسجّلة نمواً بواقع 100 مليون دولار مقارنة بلائحة العام الماضي.
ويحلّ الابن الأصغر لرفيق الحريري، فهد، في المرتبة الرابعة أيضاً بالمبلغ نفسه. ويُشار إلى أنّ هند الحريري لم تعد على اللائحة، وكان اسمها أساساً يرد بين السعوديّين لا اللبنانيّين. وتقول معلومات تتردد في بيروت إن هند شاركت في قيادة الحملة على سعد وشركة «أوجيه» في السعودية، وهي تمتلك ملفات حاسمة في إظهار مدى توسّع الفساد الذي يمارسه سعد مع بعض الأمراء السعوديين.
عن “الأخبار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى