الأخبار اللبنانية

خلال احياء الذكرى السنوية لشهداء مجزرة الخيام

أحيت بلدة الخيام الذكرى السنوية لشهداء مجزرة الخيام في أحتفال أقيم في النادي الحسيني للبلدة، في حضور وزير الصحة العامة علي حسن خليل، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، شخصيات وفاعليات وحشد من الاهالي.
وألقى رئيس بلدية الخيام المهندس عباس عواضة كلمة شدد فيها على وجوب الحفاظ على امانة دم الشهداء الذين سقطوا في المجزرة من خلال المحافظة على أحقية المطالبة باستكمال ملف المجزرة ليصبح ملفا ادعائيا ضد العدو لاسرائيلي، آملا من كل من لديه القدرة على المساعدة او المساهمة في استكمال الملف التواصل مع البلدية لمتباعة الامر حيث يلزم مع المؤسسات الانسانية والدولية، لافتا الى ان البلدية استكملت اعمال تشييد نصب شهداء المجزرة الذي بني في ساحة البلدة تخليدا لهم”.
ثم ألقى مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ عبد الحسين عبد الله كلمة دعا فيها الى الوحدة بين جميع الطوائف اللبنانية في سبيل اصلاح الوضع العام الذي يفتك بالمجتمع اللبناني، منوها بتضحيات المجاهدين الابطال في المقاومة عام 2006 التي كان لها الفضل الاكبر في استعادة كرامة لبنان وعزته.

وألقى النائب فياض كلمة رأى فيها ان مناسبة الذكرى السنوية لمجزرة الخيام هي محطة سنوية ضرورية لاستحضار الآلام الشخصية والعائلية، لافتا الى ان هذه المناسبة ليست فقط للتوقف امام نموذج من العدوانية والوحشية التي قل نظيرها بل يجب ان تكون محطة للبحث عن ماهية المبررات السياسية او الامنية او الاخلاقية التي يمكن ان تبرر لطرف مهما كانت طبيعته في ان يقتل عجزة مسالمين لا حول لهم ولا قوة سوى انهم تمسكوا ببيوتهم ولازموا حواكيرهم وقراهم، مؤكدا ان هذه المجزرة اصبحت تنتمي الى زمن ولى وانقضى ولن يستعاد مجددا وان العدو الاسرائيلي بات يدرك جيدا انه مقيد القدرة، وفيما لو ارتكب مجازر او اعتداءات مجددا بحق هذا الوطن وشعبه فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة والثمن الذي سيدفعه سيكون غاليا.
ورأى انه مخطىء من يظن انه لم يعد هناك حاجة للمقاومة، معتبرا انها لا تزال احد مرتكزات هذا الوطن للدفاع عن نفسه، وانه مخطىء من يظن ان العدو الاسرائيلي قد انهى مشاكله مع لبنان، لافتا الى انه هناك مؤشرات تفاقم للوضع، مشيراً الى ان الامم المتحدة من خلال القرار 1701 الذي سعى الى اعلان وقف اطلاق النار لم تتمكن حتى الآن من اعلان وقف اطلاق النار رسميا بين لبنان والعدو الاسرائيلي، لافتا الى ان ما اعلن هو وقف الاعمال العدائية، ومشيرا الى ان العدو الاسرائيلي ممعن في ممارسة الاعمال العدائية ضد لبنان من خلال اختراقاته المستمرة للسيادة اللبنانية”.
وأشار الى ان الاشهر الماضية كشفت ان العدو الاسرائيلي قد سطا على ما لا يقل عن 850 كلم مربع من حقول لبنان الغازية والنفطية في البحر مع ما تحتويه من ثروات طائلة في النفط والغاز، موضحا انه على الرغم من ان لبنان يعتمد الوسائل الديبلوماسية مع قبرص ومع الامم المتحدة لاستعادة هذه الحقوق الا ان من حقه النظر الى المستقبل بحذر وقلق ومن حقه ان يتمسك بكل شبر من حقوقه وموارده ومن حقه ايضا استخدام كل الموارد المتاحة لحماية هذه الحقوق واستعادتها.
ولفت الى انه من غير الممكن الاستبشار بانتهاء المشاكل مع العدو الاسرائيلي، اذ انه سينفذ وبرعاية دولة الرئيس نبيه بري في الجنوب احد اكبر المشاريع الانمائية وهو مشروع الليطاني منسوب ال800 متر، مشيرا الى ما يحمل هذا المشروع معه من اهمية استراتيجية للبنان على المستوى الانمائي، متسائلا عن كيفية حماية هذه المنشآت الحيوية اذا لم يكن الموقف اللبناني مستندا الى المقاومة بوصفها عامل ردع وتوازن في الدفاع عن الوطن؟.

وفي الشأن السياسي الداخلي، رأى انه لمن الامر الجيد ان تطلق بعض المواقف والدعوات التي تنادي بالحاجة الى العودة الى الحوار الوطني، الا اننا نجد ان اغلب هذه الدعوات تقترن باشتراطات وتحديد مسبق للنتائج واطلاق مواقف سلبية تجاه سلاح المقاومة فتتحول دعوات الحوار الى املاء للشروط، مذكرا بان المقاومة هي اول من اطلق الدعوة للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وهي كانت ولا تزال حاضرة للحوار بحيث تكون هذه الاستراتيجية هي موضوع الحوار، مشيرا الى ان اضافة اي موضوع لطاولة الحوار الوطني انما يحتاج الى تفاهم وتوافق بين جميع المعنيين بهذا الحوار.
وفي الختام، دعا فياض الى الكف عن التعاطي السلبي مع سلاح المقاومة واطلاق المواقف التي تنال من هذا السلاح، مشيرا الى أن هذا من شانه ان يفتح نافذة ايجابية في جدار الازمة اللبنانية، ومن شأنه ايضا اعادة خلق بيئة ايجابية للحوار بين اللبنانيين والمساعدة على انتاج سياق ايجابي وبناء يساعد اللبنانيين على نقل الاوضاع السياسية الى حالة مختلفة تماما، مشيرا الى ان المقاومة دائما تتطلع الى صون الاستقرار الداخلي والى توفير الاجواء التي من شأنها ان تعيد تكريس هذا الاستقرار، ومن شأنها ان تعيد التفاهم بين اللبنانيين للمساعدة في حل مشاكل لبنان وحمايته.
بدوره، رأى الوزير خليل في كلمته انه على الرغم من نظرتنا الى ان ضرورات المرحلة تفرض علينا ان نعمل من اجل الحفاظ على الاستقرار، وان استمرار عمل الحكومة الحالية واحد من عناوين هذا الاستقرار، الا انه علينا دفع عجلة العمل في هذه الحكومة التي نحن جزء منها نحو الامام، مشيرا الى ان هذا ما لوحظ خلال آخر جلسة في مجلس الوزراء وهو القيام بخطوات جدية على مستوى التعيينات واقرار المشاريع الحيوية والتعاطي بمسؤولية مع القضايا المطروحة، لافتا الى ان هذا هو المطلوب وهذا ما يرفع الصوت من اجله اي لتقوم الحكومة بواجباتها تجاه الناس وليس من اجل التخريب كما يفعل بعض مكونات الحياة العامة والسياسية في هذا البلد.
وأكد ان الحكومة لا تزال بحاجة لاستكمال الاجراءات التي بدأتها على صعيد المراقبة والضبط ووقف الهدر ومواجهة الفساد على كل المستويات واطلاق ورشة التصحيح الحقيقية في كل ما يتصل بحياة الناس ومصالحهم، مشددا على ان هذا هو عهد فريقنا السياسي من داخل الحكومة وخارجها ومن كل مواقع الفعل.
واضاف: “ان التهاون في اي تفصيل يمس استقرار ومستقبل وحياة الناس في هذا البلد، وان كان جزئيا فهو مرفوض”.
ولفت الى ان هناك الكثير في هذا البلد ممن راهنوا في الايام الماضية على تدهور الاوضاع في سوريا من اجل احداث تغيير في الواقع السياسي اللبناني، معلنا ان الدعوة كانت من قبلنا منذ البداية هي ان هذه المراهنة هي مراهنة خاطئة نتيجة الايمان بقدرة سوريا على الخروج من ازمتها وهذا ما أثبتته الايام حيث استطاعت سوريا ان تتجاوز الخطر الاكبر وباتت الآن في مرحلة استعادت دورها واستقرارها وأمنها وبالتالي اسقطت كل المؤامرات التي أحيكت والتي استهدفت هذا النظام الذي يشكل داعما وحاميا للمقاومة ولمشروع الممانعة في هذه المنطقة.

وتوجه خليل الى كل الذين راهنوا في الداخل اللبناني والذين تورطوا في محاولة استهداف سوريا بقوله ان عليهم ان يعيدوا حساباتهم جيدا وان ينخرطوا في اعادة ترتيب اوراقهم على قاعدة العودة الى المنطق الصحيح والى الخط الذي يحفظ لبنان ويجعله بعيدا عن اي مؤامرة تحاك ضد سوريا.

ودعا تأكيدا منه لما سبق من الدعوات الى “ان يكون حل المشاكل السياسية الداخلية مستندا الى قاعدة الحوار الوطني الداخلي بعيدا عن المراهنة والاستفزاز والارتهان للمواقف الخارجية، وبعيدا عن الدخول في السياق الذي يستهدف قوة لبنان ومناعة لبنان في مقاومته”.

وختم خليل مستحضرا ذكرى مجزرة الخيام بالقول “ان هذه الذكرى هي استعادة لذاكرة يجب ان نحافظ عليها لأننا بدونها نخسر واحدة من اهم العناصر التي تبقينا في حالة وعي لما يخطط له العدو وما يقوم به على الصعيد الفكري والعقائدي والمشروع السياسي”.

وفي الختام، جرى وضع اكليل من الورد على اضرحة شهداء المجزرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى