الأخبار اللبنانية

بعنوان ولى زمن الهزائم

احتفال لمناسبة الذكرى الثالثة لانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان تموز 2006م.

 

في الذكرى الثالثة لانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان وتحت عنوان ولى زمن الهزائم أقام اللقاء التضامني الوطني في الشمال احتفالا في قاعة الريان في بلدة المنية شمالي لبنان ألقي فيه عدد من الكلمات وكان في مقدمة الحضور فضيلة الشيخ مصطفى ملص إمام مسجد المنية الكبير وعضو مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان ،والأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان ونائب المنية الضنية السابق الأستاذ محمود طبو ، ورئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني وحشد من علماء طرابلس والمنية وعكار ولجنة الأسير يحيى سكاف إضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة.

بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم بسماع النشيد الوطني اللبناني

– ثم ألقى عضو مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين فضيلة الشيخ مصطفى ملص كلمة اللقاء التضامني الوطني فاعتبر أن ذكرى الانتصار هي ذكرى عزيزة على بلدة المنية بلد المقاومين وهي التي انطلق منها المجاهد الأسير يحيى سكاف أول ما انطلق في السبعينات من القرن الماضي .

ثم تحدث عن تاريخ من الترهيب والغطرسة الصهيونية بهزيمة الجيوش العربية مجتمعة في 5 حزيران 1967 وما أدى ذلك إلى تسويات مهينة ومذلة وتجريع لثقافة الهزيمة ، ولكن رغم كل ذلك بقيت الأمة عصية على التطويع والتسليم بالهزائم فليس الذل من طبيعتها ولا الخنوع من فطرتها وإيمانها وعقيدتها ومثال ذلك فلسطين التي كانت ولا تزال صامدة أبية عصية على التهويد رغم تسلط البعيد وتآمر القريب .

وأضاف بأن الغرب وأميركا هم الذين جعلوا الكيان الغاصب الأقوى عسكريا ولكن رغم ذلك لا زالت إسرائيل أعجز من جعل أرض فلسطين وطنا آمنا لليهود .

ثم أشار إلى أن نتائج حرب تموز 2006 قلبت المعادلة وبنت توازنا جديدا في الصراع عندما وجهت المقاومة الإسلامية صفعة للعدو الصهيوني وحولته من جيش لا يقهر إلى جيش قابل للهزيمة ، هزمته وألحقت العار به .

وقد سرد فضيلته ما لحق بالعدو من إسقاط لقوته البحرية ثم الجوية ثم البرية واحتماء المستوطنين في الملاجئ وصولا إلى لجنة فينوغراد التي أقرت بالهزيمة ، وصولا إلى رضوخ إسرائيل لشروط المقاومة بالإفراج عن عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية الأسير البطل سمير القنطار الأمر الذي كسر إرادة الدولة والمجتمع الصهيونيين .

كما ودعا الشيخ مصطفى ملص إلى التمسك بهذه المقاومة لحفظ الكرامة وتعميم ثقافتها ومنهجها ليصبح الشعب كله مقاوما ،رافضا مشاريع إبعاد لبنان عن ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني.

وأكد فضيلته على وجوب تحرير الأسير يحيى سكاف وأن تكون قضيته أولوية والعمل على ذلك بشتى الطرق والوسائل .

وتطرق فضيلته في الختام إلى الوضع السياسي اللبناني وقال بأن الشعب اللبناني ينتظر تأليف الحكومة اللبنانية لتنطلق بورشة البناء في شتى الميادين على الرغم من أنه شكك في قدرة هذا النظام الطائفي والمذهبي على بناء وطن سليم .

ثم أعلن باسم اللقاء التضامني الوطني رفض النظام الطائفي وأيد رئيس الجمهورية في الدعوة إلى اعتماد النسبية على أساس أن يكون لبنان دائرة واحدة وكذلك دعا إلى اللامركزية الإدارية وإلى تطبيق الطائف كاملا من هيئات وسلطات وعلاقات مميزة مع سوريا وحق عودة الشعب الفلسطيني.

ووجه في ختام تحية إلى المقاومة في كل مكان وإلى السيد حسن نصر الله وإلى المقاومة اللبنانية والشعب اللبناني وللشعوب الداعمة للمقاومة

–  ثم ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة فقال إن وعد الله لعبادة بالنصر والتمكين هو وعد مسطر في كل الكتب السماوية من الزبور حتى القرآن .

– قال تعالى : ” وَلَقَدْ كَتَبنَا فِي الزَّبُوْرِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحون” الأنبياء 105

– وفي القرآن الكريم يقول الله عز وجل : ” وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص: 5 و6)

وأضاف إن المقاومة ليست مشروعا إسلاميا فقط إنما هي مشروع إنساني بل هي مشروع كل المخلوقات لذلك فالذي يقاوم الظلم هو إنسان ويستحق الاحترام والذي لا يقاوم الظلم يخرج من الدائرة الإنسانية ولا يستحق الاحترام.

ثم قال من غير المعقول أن يحتاج الانسان بعد احتلال فلسطين والعراق وأفغانستان إلى دليل على فرضية المقاومة ووجوبها ،من غير المعقول إن نصل إلى زمان نحتاج فيه إلى البحث عن أدلة تجيز للإنسان أن يدافع عن نفسه وعن أرضه وعن عرضه ومقدساته والله تعالى يقول : ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ” ويقول عز من قائل : ” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلوا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله … “

والرسول الكريم يقول : ” من مات دون أرضه فهو شهيد … ومن مات دون عرضه فهو شهيد … ومن مات دون ماله فهو شهيد … ومن مات دون نفسه فهو شهيد …” أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم .

ثم وجه التحية إلى جميع مشاريع المقاومة في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان التي لم تنتظر فتوى المفتين ولا إذن السياسيين ولكنها أخذت إذن الجهاد والمقاومة من الله رب العالمين وهو القائل : ” أذن للذين يقاتلون بإنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله …. ” فحررت جنوب لبنان وغزة بينما لم يحرر مشروع المساومة الرسمي العربي شيئا بل رهن الأردن وأخرج من مصر من دائرة الصراع وأضاع الضفة بعد إضاعة فلسطين التاريخية وها هو اليوم يفاوض على جدران الأقصى بعدما سلَّم بضياع كل فلسطين وحول الصراع التاريخي العقائدي إلى صراع على ما فوق الأقصى وما تحت الأقصى وجدران الأقصى وكأن الخلاف خلافا عقاريا .

ثم خاطب اللبنانيين قائلا عندما اتحدنا جميعا خلف مشروع المقاومة والدفاع عن لبنان ضد العداون الصهيوني انتصرنا في 25 أيار 2000م. عندما اندحر العدو الصهيوني من جنوب لبنان وانتصرنا في تموز2006م. وكنا جميعا شركاء في النصر فالمقاومة قدمت دمها ، ومِنَّا من قدم ماله ومِنَّا من قدم جهده ومِنَّا من احتضن المقاومة وأهلها المهاجرين من القصف الصهيوني يومها، وكانت الملحمة التي شارك فيها الجميع وتحول لبنان الصغير بحجمه إلى بلد كبير بأهله المقاومين .

وعندما اختلفنا فيما بيننا على المقاومة وجدواها والملائكة وأجناسها ضعنا وكاد لبنان يضيع من بين أيدينا لأن عدو الخارج يوحد ، واختلاف الداخل يضعف ويفتت ويفرق .

ثم وجه فضيلته التحية للأسير يحيى سكاف ولكل من رفض الصراع الداخلي وجعل القدس محور الصراع ودعا للتمسك بشعار ” ستبقى القدس قبلة جهادنا ولن نضل الطريق “

وختم فضيلته بالتساؤل عن محصلة السنين الأربع الأخيرة من الفتنة والتحريض وعن الجريمة التي ارتكبناها كحركة توحيد إسلامي أو جبهة عمل إسلامي أو كمعارضة أو كل من طالب بالوحدة الداخلية وبعدم الاقتتال الداخلي .

وقسم التاريخ إلى ما قبل 7 حزيران 2009  وما بعد 7 حزيران 2009م. فقال

– وقال قبل 7 حزيران كنا وما زلنا نطالب بوقف التحريض الداخلي ووقفنا في وجه الفتنة السنية الشيعية التي اصطنعت أمريكيا وروج لها داخليا وها هي الأكثرية بعد 7 حزيران تعود إلى ما دوعنا إليه فالتقى الجميع على مختلف المذاهب والأديان وها هو الرئيس فؤاد السنيورة بعد الانتخابات يقول : ” من العيب الحديث عن نجاح فلان بأصوات الشيعة أو السنة أو المسيحيين …فكلنا لبنانيون “.

– قبل 7 حزيران كنا وما زلنا نتحدث عن عدم جواز أن يفصل لبنان عن محيطه وعمقه العربيين وكان يشكك  بانتمائنا فإذا بالأكثرية اليوم وبعد 7 حزيران تعتبر العلاقات الطبيعية مع سوريا غير كافية وتدعو إلى علاقات مميزة معها وتعتبر ذلك جزء أساسيا من اتفاق الطائف يجب أن يطبق .

– قبل 7 حزيران كنا وما زلنا نتحدث عن المقاومة وسلاحها وكنا نتهم بالترويج لتأسيس دولة داخل دولة ويخرج أحد زعماء الأكثرية بعد 7 حزيران ليقول بأنه سيجوب العواصم ليدافع عن المقاومة وسلاحها … ويقول آخر أن المقاومة وسلاحها خارج التداول .

ونحن نقول اليوم ورغم كل الجراح والظلم والآلام  :” أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل ” ولكن من الذي سينزع الضغينة والبغضاء التي زرعها كبار تجار السياسة من قلوب الناس ، من سينزع الغل والحقد الذي زرع في نفوس الناس ، هل سيجري كبار تجار الدين والسياسة مصالحات شعبية بين الناس أم ستبقى مصالحاتهم فوقية ويبقى الجمر متأججا تحت الرماد جاهزا للتحريك عندما يريد كبار التجار .

وختم قائلا : ” هناك كثير من الأمور يجب أن تكون خارج التداول والاستثمار السياسي هناك دماء الناس آلام الناس وآمالهم وآهاتهم ولا يجوز أن تراق في سبيل مقعد نيابي أو وزاري أو أكثرية من هنا أو أكثرية من هناك ” .

وأخيرا قال هناك في عالمنا العربي والإسلامي نوعا من الصراع بين مشروعين صراع بين المشروع الرسمي المرتبط والمشروع الشعبي الحر أي بين مشروعي المقاومة والمساومة .

مشروع المساومة أضاع على مدى 50 أو 60 سنة الأرض والكرامة العربية

ومشروع المقاومة حرر لبنان وحرر غزة

فلماذا لا تعطى المقاومة عقدين من الزمن مقابل الـ60 سنة التي استنزفت أرضنا ومقدساتنا وكرامتنا وختم بشعر قال فيه

خمسون عاماً والبلاد رهينة                   للمخبرين وحضرة الخبراء
خمسون عاماً والمواطن ماله                 شغل سوى التصفيق للزعماء
خمسون عاماً والنظام هو النظام              مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة                         تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا؛ من أجل من           كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
هتكوا حياء نسائنا؛ من أجل من               كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
خنقوا بحرياتهم أنفاسنا                        كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
وصلوا بوحدتهم إلى تمزيقنا                  كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
فتحوا لأمريكا عفاف خليجنا                  كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
وإذا بما قد ضاع من أوطاننا                  لا يسترد بغير ما استجداء
ونخاف أن نشكوا وضاعة وضعنا             حتى ولو بالصمت والإيماء
موتى ولا أحد هنا يرثي لنا          قم وارثنا يا سيد الشهداء

ثم ألقيت كلمة أخيرة في ذلك الحفل وكانت لرئيس التجمع الشعبي العكاري النائب وجيه البعريني الذي قال بأن قلب الشام يتسع للجميع وإلى أن الأكثرية عادت مؤخرا إلى الكثير مما نادت به المعارضة وأضاف بأنه والمعارضة كانوا أقوياء وسيبقون كذلك في التصدي للمشاريع اللا عروبية ودعا إلى علاقة مميزة مع سوريا وإلى دعم المقاومة والتمسك بسلاحها لأنه قوة للبنان وإلى حكومة وحدة وطنية .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى