المقالات

الالتزام الضائع بين سطور الاعلاميين – بقلم: أسامة العويد

سقطت القطرة الاخيرة في كوب الماء… ..تأرجحت أفكاري ,وانسل قلمي من غمد سكونه ليجلجل في كلامٍ تركته مدوناً لله ثم لعقول علّها تسمع أو تستيقظ من سبات…
…دخلت أروقة الانتاج الاعلامي  في مطلع القرن الواحد والعشرين فوجدتها تتخبط بين مقلّد ومنظّر,فزيدٌ يقول مدرستي وعَمرٌ يتغنى بأستاذٍ, يقلّد الحركات ويأخد الصفات ,لعله يحظى بنوبل هنا أو جائزة هناك,مصّور اللقطات يصرخ ألا ترى “هوليود” مافعلتْ,وهذا مخرجٌ تعلق قلبه بأفلام الهلوسة,يصيح :”فلانة ماذا لبستْ؟!”, تراه بلقطة هنا يبهرُ الأنظار يقول في الصباح:”تجملي فلانةٌ وازيني, مسائنا حافلٌ,بمشهد عاطفي سيخرق الابصار ويجلب الأنظار ويملأ الجيوب مالاً,لا أدري “حلال أم حرام!!..”فيَسْمع المنتج لا بأس لا ضير عزيزي,حلالٌ أم حرام!!فمن يهتم الآن فانظر الى عالم الحضارة المخضّبِ,أُنظر الى أفلام أمة العربْ, مليئة بالفن والطرب,غداً يا صديقي ستصبح مشهوراً,ستعتلي المناصب والرتبْ…لا بأس من جديد نُخرجُها من شيخِ هنا أو عالم تعلم الفنون…يفتيها ما العجب؟!!!

…في مقلب هناك شيئ فظيع أكثرُ من عجبْ,منتج الأخبار يروي قصة البلد , يحاكي ثورة هنا ,تآمرٌ فتن,فيقلب الحقائق..بقربه رنّان..يبّدل الأوزان …فهذا قائدٌ يريد أجمل الكلام في مطلع النشرات,يقول إني مقاومٌ حذار من دسائس,تكيد بالبلد,لا ثورة هنا بل مؤامرات ومكائد ,سأصلح وأبني وأجول في الطرقات وإني على كرسي ملكي لن أبق للأبد…

…قليل من النَفس لأدرك الاحداث,ألست في لبنان, مهبط الأحرار,في مرتع المراتع,لك الحرية المطلقة,تقول ما تقول لا تبالي بقامع هنا ,وسجّان هناك,بل أنت”علأساس ملتزم بالقيم” شعارك إسلامك كتبت عند المدخل”إعلامنا هادفٌ”,خططتَ في دستورك كل اهتمامي بالهممْ, أُزوّر الضمير لا!!,فأقتل الشعوب مرتين,فمرة بظالم وقامعٍ هناك ومرة هنا في شاشتي الصغيرة أقلب الحقائق,أبث للناس الشوائب,أستاذي معلمي “بروديوسري”كما تريد أأنزع اللقطات,أم أحذف المشاهد,وكأني آلة بيد فاجر وهالك,إن قال إفعل,أقول نعم..أطأطأ الرأس ..فهمنا دولارٌ قد حط من مكان لا يدرك الأبصار, فاعمل ما شئت يا صديقي لن تخرق الأقدار,سيبلج النهار,سيسقط الفجّار,إنجح في إعلامك الفاسد وقفْ أمام مديرك,جاملْ وإفعل ما يأمرك فالناس ستحاسبكْ ,والمحكمةُ الربانيةُ التي ستقف بها قاضيها هو الله..هيأ جواباً عاجلاً تأمل الأحداثْ…
فما هذه الدنيا الا فيلم ٌ قصير سينتهي قريباً,مخيّرإنتاجه…فاصح ُ يا صديق..إصحُ يا صديقْ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى