الأخبار اللبنانية

وفاء لها في ذكرى الوفاة

الذكرى السنوية الأولى لرحيل رئيسة مؤسسات الجنان أ.د. منى حداد يكن

وفاء لها في ذكرى وفاتها، احتشد محبي الراحلة رئيسة مؤسسات الجنان التربوية الأستاذة الدكتورة منى حداد يكن، ممن تعلّموا على يدها واحتضنتهم مؤسساتها ورعتهم جنانها في الذكرى السنوية الأولى على رحيلها، في الحفل الإنشادي الذي نظمه أحبابها في معرض رشيد كرامي الدولي.
رعى هذه المناسبة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، بحضور رئيس جمعية الجنان الأستاذ سالم يكن، رئيس جامعة الجنان الأستاذ الدكتور عابد أمين يكن، نواب الرئيس، عمداء الكليات وأساتذتها وطلابها، أولاد وعائلة الراحلة، بالإضافة إلى حضور رسمي بارز من شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية واقتصادية وتربوية وإعلامية، اجتمعوا جميعاً وفاء لها وليؤكدوا على وصية أم الجنان “كونوا أوفياء، أنقياء، أمناء بينكم”.
بالنشيدين اللبناني وجامعة الجنان، وبتلاوة عطرة من آيات من الذكر الحكيم لشيخ القراء الشيخ الدكتور زياد الحج افتتح هذا الحفل الإنشادي الذي أحيته فرقة المصطفى المختار بإشراف الشيخ مصطفى الجعفري.
عبد الغني: “منى حداد يكن هي إرثاً عالمياً، وعلماً نسائياً من أعلام باعثي النهضة بالدعوة والفكر والمعرفة”
ثم كانت كلمة ترحيبية من عريف الحفل الشيخ الحبيب عبد الغني قائلاً: “تنشر فيحاء العلم والعلماء اليوم في ذكرى الراحلة الحاضرة بعض شذاها وتنثر زهرها وعبيرها، تستولد التاريخ مجداً وتنمية وارتشافاً من منابع المحبة والتعايش والحوار”.
وتابع: “الأمل أن تستمر الرسالة وتبقى الأمانة دائمة مستمرة بيد تأخذها بقوة لتحقق رؤية بذلت راحلتنا في سبيلها الروح، ولم يمنعها دينها وتقواها وحجابها من أن تجود بنفسها في ميادين التواصل ومشارب المعرفة ومنتديات الفكر ولقاء الآخر.
لقد أصبحت رحمها الله إرثاً عالمياً، وعلماً نسائياً من أعلام باعثي النهضة بالدعوة والفكر والمعرفة. وهذا إرث سيتعب من يحمله، لكن حسبه أن الله قد تكفل بالحفظ والعناية والرعاية وأنه معينه فيما حمل”.
الشعار: ” منى حداد يكن هي طموح دائم ليس له آخر ولا نهاية، ولم يعرف التوقف يوماً، هي جهد متواصل، وعمل مستمر استوعب العمر كله”
ثم كانت كلمة راعي الحفل المفتي الدكتور مالك الشعار، ألقاها عنه مدير مكتبه في دائرة الأوقاف في طرابلس الشيخ الدكتور ماجد الدرويش، قائلاً: “هي طموح دائم ليس له آخر ولا نهاية، ولم يعرف التوقف يوماً، هي جهد متواصل، وعمل مستمر استوعب العمر كله، من مراحل الصبا والشباب حتى اللحظة الأخيرة من الحياة.
هي الزوجة الصالحة، هي أم بلال، الزوجة الصادقة والمخلصة والناجحة. هي مثل للنساء، وتأكيداً أن المرأة المسلمة الملتزمة لا يقل دورها عن مطلق دور فاعل في الدعوة والإرادة والإستشارة، وإن أم بلال أو أم سالم كانت سباقة في تكريس هذا الجانب وتأصيله في المجتمع”.
يكن: “منى حداد يكن أنشأت المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز البحثية، وخرّجت المئات من حملة الشهادات العليا والترقيات الأكاديمية”
وكانت كلمة لمؤسسات الجنان والعائلة ألقاها نجل الفقيدة الأستاذ سالم يكن قائلاً: “تتشابه الوجوه إلا أن وجه والدتي يبدو مختلفاً؛ ذلك أنني كنت أرى ولا أزال في وجهها ملامح لم يستطع من عرفها أن يحيط بها إحاطة من تربى على يدها ونهل من أدبها وعلمها ورؤيتها وإدارتها وحبها للناس ودعوتها إلى الله تعالى.
فهي من معدن هذه المدينة العريقة بأزقتها ومساجدها ومدارسها وتعايش أبنائها، بيئة العلم والعلماء، فيحاء الكرم والضيافة، فقد سكنت هذه المدينة سويداء قلبها فما من عمل كانت تقدم عليه إلا وتراعي فيه أمرين: أما الأول فموقعه في ميزان الدين ومصلحة الأمة، وأما الآخر فإظهار وجه حضاري لطرابلس وللمرأة الطرابلسية والمسلمة.
لقد احتلت موقعاً متقدماً في دنيا النساء وهي التي لم يمنعها حجابها عن مقارعة الرجال الأفذاذ في ميادين العلم والمعرفة، فكانت تشارك في المحاضرات والندوات محليا وعالمياً، بل أنشأت المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز البحثية، وخرّجت المئات من حملة الشهادات العليا والترقيات الأكاديمية.
كنت أرى في وجه أمي ذلك العطف الذي أودعه الله في قلوب الأمهات الرحيمات، وأرى فيه وجه الداعية إلى الله وبذل الخير للناس كل الناس، أرى فيه وجه العالمة والأديبة والمفكرة. وجامعة الجنان درة عقد مؤسسات الجنان بما تحوي من كليات وتخصصات واتفاقات وعضويات في كبرى التجمعات العلمية الأكاديمية خير مثال، ولمراكز الأبحاث وحقوق الإنسان نصيب. فكانت قبلة للطلاب من عرب وعجم”.
وتابع يكن قائلاً: “فبمقدار ما يبدو هذا الشرف عظيماً في حمل هذا الميراث وحفظه، بمقدار ما هو متعب وشاق ليبقى كاملاً وليؤدي دوره في سعادة الناس ورقي المجتمعات ونشر ثقافة الخير، وسنعمل بحول الله أنا والمخلصين على تنمية ما شاء الله أن يودعه بين أيدينا من رؤية وسهر ورسالة نماء”.
مقعد دكتوراه باسم الدكتورة منى حداد يكن للباحثات الشابات للباحثة “عايدة عاهد كبارة”
ثم أعلن “يكن” واستحضاراً للمسيرة المباركة لرئيسة جامعة الجنان، قرار مجلس الجامعة بتخصيص مقعد للدكتوراه باسم منحة الدكتورة منى حداد يكن للباحثات الشابات ليكون في جملة ما ينتفع به من علم، وبناء على توصية اللجنة المشرفة وعرض وتقييم الأبحاث المقدّمة تقرّر منح المقعد للباحثة عايدة عاهد كبارة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
غزال: “تسمية شارع من شوارع طرابلس باسم الدكتورة منى حداد يكن”
ثم كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات الفيحاء الدكتور نادر الغزال أعلن فيها وبعد اجتماعه مع مجلس بلدية طرابلس، تقرّر الموافقة على القرار رقم 201، وفيه تسمية شارع من شوارع طرابلس باسم الدكتورة منى حداد يكن، تخليداً لها وعرفاناً بعطاءاتها وعلمها وخدمتها لأبناء مدينة العلم والعلماء.
كما قدّم الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للشباب والبيئة الدكتور عبد الرزاق اسماعيل درع باسم الدكتورة منى حداد يكن، استلمه الأستاذ سالم يكن.
وختم الحفل بوصلات إنشادية ودعاء لفرقة المصطفى المختار عن روح الراحلة الحاضرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى