المجتمع المدني

نادي آثار طرابلس يحيي يوم طرابلس 26 نيسان في احتفال حاشد تخلله توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة التاريخية العاشرة

أحيى نادي آثار طرابلس ذكرى “يوم طرابلس 26 نيسان”  ومرور 725 عاماً على تحريرها وبناء المدينة القديمة وذلك في مهرجان حاشد أقيم برعاية دار الفتوى في طرابلس والشمال بالتعاون مع كل من وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة التربية، وغصّت حديقة جامعة المنار بمئات المشاركين تقدّمهم ممثل سماحة المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار على رأس وفد علمائي من دار الفتوى، مؤرّخ طرابلس الدكتور عمر تدمري، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال الأستاذ توفيق دبوسي، القاضي الرئيس نبيل صاري، رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس الدكتور خالد تدمري ورئيسة اللجنة الثقافية الأستاذة فضيلة فتال ورئيسة لجنة إنماء السياحة الأستاذة ليلى تيشوري وأعضاء المجلس البلدي الأستاذة هبة مراد، د. جلال حلواني، د. إبراهيم حمزة، د. عمّار كبّارة، عزّت دبّوسي، ورئيس رابطة مختاري طرابلس والشمال المختار ربيع مراد، ورئيس نادي آثار طرابلس بكر الصديق وحشد من المدراء والمربين والطلاب والأهالي وعدد من رؤسان الجمعيات الأهلية والكشفية والثقافية في المدينة.

استهل المهرجان بآيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ محمد الزاهد، بعدها عزفت فرقة موسيقى الكشاف المسلم النشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية لعميدة كلية السياحة في جامعة المنار الدكتورة إيمان بابا أثنت فيها على النشاط وأكدت أن أبواب الجامعة مفتوحة دائماً أمام كل الأنشطة الحضارية التي تعرّف بطرابلس مدينة العلم والثقافة والسلام. ثم كانت كلمة لرئيس نادي آثار طرابلس استعرض فيها سلسلة الأنشطة التي نفذها النادي بالمناسبة وأكّد على معاني العزة والنصر التي يجب أن نستلهمها من يوم طرابلس وأهمية تعريف شباب المدينة بتاريخ مدينتهم العريق، وأوضح أن النادي لم يتلق أي مساهمة من البلدية في هذه الاحتفالية مؤكداً تباين وجهات النظر معها لجهة طريقة الاحتفال ورفض النادي لتمييع المناسبة لتصبح مناسبة للهو والرقص والغناء دون أي إشارة للناس عن الأهمية التاريخية والحضارية للذكرى، وأعلن أن أنشطة النادي للعام القادم كلها ستكون تحت عنوان الذكرى 725 على تحرير وبناء طرابلس، وختم شاكراً رعاة الاحتفالية ومهنئا الفائزين من الطلاب في المسابقة التراثية الميدانية العاشرة. وكانت كلمة لرئيس لجنة الآثار والتراث د. خالد تدمري شكر فيها نادي الآثار رئيساً وأعضاء على إنجازهم الذي بدأ بجولات ميدانية على المعالم الأثرية شارك فيها ما يزيد عن الألف طالب، واستمرّت مع المسابقة الميدانية العاشرة والمسيرة الطلابية والكشفية الحاشدة لمناسبة يوم طرابلس الأسبوع الفائت، وتوّجت بحفل توزيع الجوائز، ملفتاً إلى هؤلاء الأعضاء المتطوعون هم محل تقدير واعتزاز كل طرابلسي لأنهم تمكنوا من إدخال هذا العدد الهائل من الزوّار إلى قلعة طرابلس وتعريفهم بها في حين لم يدخلها خلال العامين الأخيرين سوى عدد لا يتخطى العشرات من الزوّار، مشيراً إلى أنه وبدلاً من أن يحسب رئيس بلدية طرابلس كم طالباً قد أعفاه من دفع تذكرة دخول إلى القلعة ضمن هذا النشاط ويقدّر مادياً وبشكل خاطئ مشاركته الوهمية بفعالية النادي، كان عليه أن يقدّر هولاء الشباب المتطوعين وأن ينوّه بجهودهم لا أن يدّعي دعمهم من لا شيء. ثم كانت كلمة لمؤرّخ طرابلس الدكتور عمر تدمري صاحب اقتراح إحياء يوم طرابلس عام 1989 للمرة الأولى، استعرض فيها أحداث التحرير وأهميته التاريخية مثنياً على نشاط النادي وأعضائه المتطوعين لخدمة مدينتهم حفاظاً على تاريخها وتراثها ومشدداً أن هذه الذكرى العظيمة هي مناسبة لاستلهام العبر والدروس وتعريف أهالي طرابلس بعراقة مدينتهم لأنهم وإلى يومنا هذا ما زالوا ينتمون للمدينة القديمة بسجلات نفوسهم، وختم كلمته بطلب وقوف الحاضرين دقيقةً لقراءة سورة الفاتحة عن روح القائد السلطان المنصور قلاوون وكل القادة الذين بنوا نجد هذه المدينة. ثم ألقى ممثل سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور ماجد الدرويش كلمته التي تناول فيها أهمية الذكرى من الناحيتين التاريخية والدينية، وشدّد على أن طرابلس ومنذ التحرير حتى اليوم هي مدينة بعيدة عن التعصّب الذميم، وذكر أن مسيحيي جبّة بشرّي ساعدوا المماليك بقيادة المنصور قلاوون في إحكام الحصار على الفرنجة الصليبيين في طرابلس ممّا ساعد على التحرير من الاحتلال الذي دام قرابة 180 عاما، وانتقد تحريف إحياء الذكرى عن فحواها وتحويلها لمناسبة فارغة يشارك فيها الحاقدين والمزورين للحقائق التاريخية.

وقد تخلّل المهرجان فقرات فنية ومسرحية قدّمها أطفال وشباب جمعية بيت الآداب والعلوم، وعرض فيلم طرابلس درّة الشرق، وكانت مفاجأة المهرجان تقديم أوبريت “الفيحاء: صرخة لأجلها” من أداء عدد من أشهر منشدي طرابلس ألهبت مشاعر الحاضرين وجعلتهم يودعونهم وقوفاً مع التصفيق المتواصل. بعدها تمّ تقديم دروع التكريم لرعاة النشاط ومدراء الثانويات والمعاهد والمدارس المشاركة في المسابقة الميدانية التراثية العاشرة، وجرى توزيع “ميداليات يوم طرابلس” على الطلاب الفائزين، كما وزّعت هدايا على الفائزين في مسابقة “الواتس أب التاريخية” التي نظمها عدد من الناشطين بالتعاون مع نادي الآثار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى