الأخبار اللبنانية

الضاهر: الاسد لن يلتزم بهدنة أنان قبل الاجهاز على المعارضة

توقع النائب خالد الضاهر في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الا يلتزم الأسد بهدنة كوفي أنان، قبل الإجهاز على المعارضة والمتظاهرين والجيش السوري الحر، وهو ما تبدى بالأمس، من خلال الشروط التي عاد يطرحها على الموفد الأممي.
وقال الضاهر: ان ما يعوق رعاية «اللجنة العليا للإغاثة» بالنازحين هو ضعف إمكانياتها المادية نتيجة تمنع حلفاء سورية في الحكومة عن صرف الأموال لها بتوجيهات من السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، وذلك لإجبار النازحين الهاربين من سكاكين شبيحة النظام السوري على العودة الى بلادهم، للقول بأنهم كانوا مجرد زوار وسياح، على حد قول السفير علي، سائلا إياه: كيف يمكن لعاقل ان يترك منزله وأرضه ويرضى العيش في خيمة ومستودع لمجرد هواية لديه بالتمثيل والتصنع!
ولفت الضاهر الى وجود مؤسسات وجمعيات خيرية في لبنان والخليج العربي تقوم بواجبها في مساعدة النازحين لكن الأمر غير كاف إذ يتوجب على الدولة اللبنانية تكثيف رعايتها لهم لسد متطلباتهم الضرورية من طبابة وتغذية وتعليم، مشيرا الى ان نسبة 80% من النازحين تؤويهم عائلات عكار في منازلهم والباقي موزع على المدارس والمستودعات والخيم، كاشفا عن عدم قدرة منطقة عكار وفعالياتها على استيعاب المزيد من النازحين نسبة لوجود أزمة فعلية على مستوى إسكانهم كما على تطبيبهم.
وأكد الضاهر انه لن يكون هناك من عودة قريبة للنازحين الى ديارهم، وذلك لاعتباره ان الرئيس الأسد لن يطبق اقتراح المبعوث الأممي كوفي أنان للسلام في سورية، لأن الأسد يدرك ان انسحاب الجيش وتراجعه الى ثكناته سيؤدي الى تزايد المظاهرات ووصولها الى القصر الرئاسي، مشيرا الى ان النظام السوري ضليع في فبركة الحجج والأضاليل للإفلات من التزاماته.
وعن عدد النازحين من سوريا الى لبنان حتى اليوم؟ أجاب الضاهر: يقدر عدد المصرحين عن أنفسهم بـ18000 نازح فيما يقدر العدد الاجمالي بـ 40000 يتوزعون بين طرابلس وعكار والبقاعين الشمالي والغربي، وتعتبر وادي خالد وضمنها مشتى حسن ومشتى حمود والبيرة من نقاط الارتكاز للنازحين.
وعن الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تهتم بهم قال الضاهر: «هناك جهتان رسميتان وهما «الهيئة العليا للإغاثة» ووزارة الشؤون الاجتماعية، وللحق نقول انه سبق لحكومة الرئيس الحريري ان اعطت توجيهاتها للهيئة للاعتناء بشؤون النازحين لكن ما يعوق عنايتها بهم هو امكانياتها الضعيفة وعرقلتها من قبل فرقاء معينين في الحكومة الحالية، وهو ما سمعناه صراحة من قبل فريق 8 آذار خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء حيث طالبوا بطرد النازحين واعتبارهم إرهابيين، وهذا أمر طبيعي لحكومة بشار الأسد في لبنان. أضف الى ذلك ان السفير السوري علي عبدالكريم علي قال من السرايا وأمام العالم بأسره انه ليس هناك نازحون سوريون بل زوار وسياح، وهذا التصريح نعتبره بمثابة اعطاء توجيهات للحكومة ولفريق 8 آذار في كيفية التعاطي مع النازحين ومقاربة هذا الملف الإنساني بامتياز».
وأكد الضاهر ان الهيئة العليا للإغاثة لا تقدم ما يكفي من معونات ومساعدات بسبب عرقلة صرف الأموال لها من قبل قوى الأمر الواقع داخل الحكومة وخارجها، وذلك بهدف ممارسة الضغط على النازحين لإجبارهم على العودة الى سورية بعد ان هربوا منها الى لبنان للاحتماء لدى اللبنانيين من نيران شبيحة النظام وأكثر ما يهم حلفاء سورية في لبنان هو إخلاء عكار والبقاع من النازحين عبر ترحيلهم قسرا الى سورية لتزييف حقيقة ما مارسه النظام السوري من وحشية ضدهم وللقول تباعا انهم كانوا مجرد زوار متآمرين على النظام.
وعن سقف المساعدات التي تقدمها الهيئة للنازحين قال الضاهر: «حصة غذائية ومعالجة المرضى انما بشكل غير كاف لأن هناك حاجات طبية يومية ضرورية تتلكأ الهيئة في تقديمها نظرا لقصر باعها، لكن بعض الفعاليات والمنظمات الإنسانية الملحة تحاول تغطية العجز لكن دون جدوى لأن حجم العائلات النازحة كبير.

وأكد الضاهر ان نسبة 80% من النازحين حظوا بعطف أهالي عكار الذين قدموا لهم السكن أما نسبة الـ 20% الباقيةفتوزعت على المدارس والمستودعات والخيم، وقال «لا أكشف سرا انه لم يعد لدينا القدرة على استيعاب المزيد من النازحين بسبب أزمة إسكانهم وتطبيبهم، مؤكدا ان هناك جمعيات خيرية وأهل مودة وخير يتبرعون ببعض الأموال لمساعدة النازحين على استئجار مساكن حفاظا على كراماتهم التي حاول النظام السوري دوسها.
وحول عما اذا كان هناك مصادر تمويل خارجية قال الضاهر: «على المستوى الشخصي نحن نتواصل مع الكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية في الكويت والامارات والسعودية وقطر وهي تحاول تقديم ما تستطيع من مساعدات عينية ومادية لاحتواء الأزمة، لكنها تبقى أزمة أكبر بكثير مما يظهرها الإعلام».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى