الأخبار اللبنانية

الراعي اختتم زيارته الرعائية الى الشوف: لبنان ينتصر من خلال ثقافة “العيش معاً”

اختتم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرعائية الى منطقة الشوف، بإحتفال حاشد وضخم اقيم في بلدة مزرعة الشوف بدعوة من الحزب التقدمي الاشتراكي والبلدية،امام صالة كنيسة مار جرجس المارونية، شارك فيه امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض ممثلاً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، والنائبان مروان حمادة ومحمد الحجار، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي فؤاد البعيني، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، وقائمقام الشوف جورج صليبي، وعدد من اعضاء المجلس المذهبي الدرزي، وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وشخصيات وحشد من رجال الدين دروزا ومسيحيين ورؤساء بلديات ومخاتير. ورافق البطريرك المطارنة الياس نصار، وطانيوس الخوري، وشكرالله نبيل الحج ولفيف من الكهنة.

بعد النشيد الوطني اللبناني، القى كاهن الرعية الخوري جان عزام كلمة ذكر فيها بتاريخ 5 آب بالمصالحة التاريخية في قصر المختارة، و4 آب 1996 عودة المسيحيين الى ارضهم. تلاه مدير فرع الحزب التقدمي الاشتراكي في مزرعة الشوف يحيى ابو كروم، ثم ممثل شيخ العقل القاضي البعيني ناقلا تحيات شيخ العقل للبطريرك الراعي ومباركته الزيارة، مشددا على العلاقة الوطيدة بين المسيحيين والدروز في البلدة، ورعاية النائب جنبلاط والبطريرك صفير للمصالحة ولملمة الجراح في الايام السوداء التي مرت، والايمان بالسيد المسيح”.

وختاما تحدث البطريرك الراعي معلنا اطلاق عنوان زيارته الى الشوف “أرض الوجدان التاريخي”. واضاف،” ان كلمة الوجدان التاريخي بين الموحدين الدروز والمسيحيين عامة والموارنة خاصة، نحن امام وجدان تاريخي، ونحيي في هذا الاطار المصالحة التاريخية التي كان رائداها الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط وبطريرك البطاركة الكاردينال نصرالله صفير، الذي انقل اليكم تحياته وتشجيعه. المصالحة ليست بسبب ظرف ترك صفحة سوداء وطويت الصفحة. وشدد على العلاقة التاريخية بين الموارنة والدروز والتي تعود الى العام 1516 ايام فخرالدين الاول الذي تعاون مع البطريرك الماروني موسى العكاري لإنهاء حكم الظلم الذي مارسه المماليك علينا جميعا، وكان لا بد من قرار تاريخي ووقفا معا بكرامة فخاضا الحرب وانتصرا في معركة مرج دابق، وانطلقت المسيرة المارونية – الدرزية واستمرت. نريد المصالحة لأننا نريد طي الصفحة وبأن تكون ثقافتنا معا ثقافة الغفران، وهذا الوجدان التاريخي والدرزي – الماروني لا لكي نؤلف ثنائية في زمن الثنائيات نحن ضد الثنائيات وما قصف ظهرنا في لبنان اليوم هو الثنائية – ام من هنا او هنا – في الوسط، لا ؟ لا نقبل هذا لأنه ضد الثقافة اللبنانية، فالعلاقات لم تكن ظرفية، وفخر الدين الثاني هذا الرجل المنفتح الذي تعالى على الثأر وآمن بأن الثأر يولد الثأر والقتل يولد القتل راح يفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان، فتعاون مع البطاركة الموارنة ليفتح بطموحاته نحو الغرب، فكان عهده السلام والاستقرار واسس نواة الكيان اللبناني والعيش المشترك الذي نعيشه اليوم، والوجدان هو من عمق الثقافة اللبنانية، ليس من السهل عودة الناس بعضها لبعض او نسيان القتل والتهجير لكن اللبنانيين ادركوا ان ثقافة العيش معا اقوى من القتل والدماء والعيش معا بالرغم من كل شيء والثقة في ما بينهم، وجعلوا من الميثاق الاربعيني ميثاقا غير مكتوب بل في الثقة مهما كتب ان لم تكن الثقة والمحبة في القلب كل الكتابات تبوخ، لا يستطيع احد من اللبنانيين الغدر بأحد، او الغاء احد، لأن لبنان ارض الثقة والكبر والكرامة والكبير هو رجل الكلمة.

وختم، “برسالة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى اللبنانيين حول ثقافة العيش معا مسلمين ومسيحيين، في بناء وطن متميز ونموذج للشرق والغرب، وثقوا ان ثقافة العيش معا هي التي ينتصر بها لبنان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى