الأخبار اللبنانية

وفد من “التجدد” جال في أهدن والتقى معوض وبولس

وشارك في الخلوة السنوية لقطاع الشباب في الحركة معوض : ان قيمة المسيحيين في لبنان والشرق ليست بعددهم انما كونهم يحملون رسالة وفي اللحظة التي يتخلون فيها عن هذه الرسالة يصبحون “كمالة عدد”.
معوض : ما يحمي المسيحيين ليس ابدا حلف الاقليات بل التفاعل مع الاعتدال سنيا كان أو م سيشيعيا في وجه التطرف .
الاحدب : لا يجوز لمن كانوا السباقين في اطلاق ثورة الارز في لبنان ان ينكفئوا في عصر الربيع العربي
الاحدب: المسيحي في سوريا لم يكن مهددا قبل حكم البعث، وما يجري في حمص والرستن اليوم شبيه بالقصف والحصار الذي تعرضت له المدن اللبنانية بعد عام 1975
أكد رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض “ان قيمة المسيحيين في لبنان والشرق ليست بعددهم انما كونهم يحملون رسالة وفي اللحظة التي يتخلون فيها عن هذه الرسالة ،رسالة الحرية، رسالة التحرر، رسالة الديمقراطية ،رسالة الاعتدال ، رسالة الحداثة  يصبحون حينها  فعلا مجرد أقلية عددية وأود أن أقول أكثر يصبحون “كمالة عدد” لا حاجة لهم ولوجودهم  في هذا الشرق . “
وتوجه الى 14 آذار قائلا :”من غير المقبول ان نكون فقط في حالة انتظار لما يجري حولنا …حان الوقت لنعيد احياء ثورة الارز ولجمع كل القوى السيادية الديمقراطية والمعتدلة في لبنان دفاعا عن الدولة .”
اما النائب السابق مصباح الاحدب فاكد على :” ان الحراك ضروري اذ لا يجوز في عصر الربيع العربي لمن كانوا  السباقين في اطلاق ثورة الارز في لبنان الانكفاء، بل المطلوب ان تكون هناك مبادرة ومزيد من التحرك.”
وذكر الاحدب الرئيس ميقاتي بان “الالتزام بالمحكمة ليس التزاما ماليا فحسب انما هو ايضا التزام بتثبيت البروتوكول بين لبنان والامم المتحدة الذي هو مطلب لبناني عارم .”
هذه المواقف أتت في خلال جولة في اهدن لوفد من حركة التجدد الديمقراطي برئاسة النائب السابق مصباح الاحدب ويضم امين السر الدكتور انطوان حداد وعضوي اللجنة التفيذية الدكتور حارث سليمان وايمن مهنا، استهلت  بلقاء في قصر الرئيس رينه معوض مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض بحضور قياديين كما مسؤولي المنظمة الشبابية في حركة الاستقلال وهم : المحامي هنري معوض ، الاستاذ جورج الضعيف ، السيد نصري معوض ، المحامي طوني شديد ، الاستاذ انطوان جبور ، والسيدين فادي قديسي وانطونيو معوض .
و بعد خلوة دامت لاكثر من ساعة تخللها بحث في الاوضاع والتطورات الجارية على الساحتين  الاقليمية والمحلية، ادلى الاحدب بالتصريح التالي :”لقد تشرفنا انا ورفاقي في حركة التجدد بزيارة بيت وطني كبير وعريق، ليس فقط في اهدن والشمال وانما في لبنان ككل، هو بيت الرئيس الشهيد رينه معوض الذي قدم حياته على مذبح الوطن. كما كانت مناسبة للاجتماع مع الصديق ميشال معوض والرفاق في حركة الاستقلال في اطار التشاور والتعاون المتواصلين فيما بيننا، خصوصا اننا نتشارك العديد من الاهداف والقيم المشتركة خصوصا فيما يتعلق بالوصول الى نظام ديموقراطي حقيقي في لبنان تكون فيه الحريات العامة وحوق الانسان مصانة ومحفوظة لجميع المواطنين على قد م المساواة ومن دون استثناء”.
اضاف الاحدب:” كما ناقشنا ضرورة الخروج من حال المراوحة التي نعيشها اليوم والتوصل في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان الى جدول اعمال مشترك وخارطة طريق موحدة للمعارضة، سواء في 14 آذار او خارجها كحركة التجدد او التجمعات التي قد تبرز مستقبلا ولديها الثوابت والخيارات نفسها. ان هذا الحراك التنسيقي والتفعيلي ضروري ونحن في حركة التجدد نعطيه اولوية مطلقة اذ لا يجوز في عصر الربيع العربي لمن كانوا السباقين على هذه الدرب في لبنان، من خلال ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال، الانكفاء والارتباك والمراوحة، بل المطلوب استعادة المبادرة.”
وتابع الاحدب :”اما بالنسبة للاوضاع السياسية الراهنة وفي ضوء ما سمعناه من الرئيس نجيب ميقاتي بعد زيارته لنيويورك والالتزامات والوعود التي قطعها، لا بد من ان نوضح ان الالتزام بالمحكمة الدولية ليس التزاما ماليا فحسب اذ يمكن ان تدفع الاموال لهذه المحكمة وفق صيغة محددة، انما الالتزام يجب ان يكون بالدرجة الاولى التزاما قانونيا ومؤسساتيا من خلال تثبيت البروتوكول الموقع بين لبنان والامم المتحدة، وهو مطلب لبناني عارم قبل ان يكون مطلبا دوليا. ونحن بالطبع سنراقب هذا الموضوع لنرى مدى التزام الرئيس ميقاتي بالمستويين، المالي والقانوني، اي البروتوكول. “
وختم الاحدب:” في ظل التغيرات الاقليمية الحاصلة اننا نفهم المخاوف لدى البعض فهي مبررة ومشروعة.  ولكن ايضا علينا ان نكون موضوعيين ومنصفين في احكامنا ونتذكر التاريخ اللبناني وتاريخ سوريا ايضا حيث الاعتدال هو الميزة الغالبة وليس التطرف ولا الطائفية. وما نراه في سوريا اليوم ليس حركة متطرفة انما حركة شعبية تطالب بالحقوق الاساسية لجميع المواطنين وليس لطائفة معينة او فئة معينة. كما اود ان اذكر انه قبل قيام حكم  البعث في سوريا لم يكن المسيحي مهددا ابدا، وما حصل بعد 1975 في لبنان في العديد من المدن المسيحية او المسلمة من حصار وتطويق وقصف يشبه الى حد بعيد ما يحصل اليوم في حمص وحماة والرستن في سوريا. والخلاصة في هذا الموضوع ان مصدر الخطر والتهديد على الجميع ومن كل الطوائف هو التطرف والتسلط والقمع والدكتاتورية، وضمانة الجميع هي الاعتدال والحرية والدولة المدنية”.
معوض
اما رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض فقال  : “بداية أرحب  بضيوفنا من حركة التجدد  في اهدن وفي هذا البيت الذي دفع ثمنا غاليا دفاعا عن حرية لبنان وسيادته واستقلاله . وعن قيام شراكة حقيقية  بين اللبنانيين وعن قيام الدولة الفعلية في لبنان .”
تابع معوض :”ان ما أود قوله ، وبغض النظر عن التسميات فان 14 أذار قبل أن تكون تنظيما ، وأحيانا تنظيما مع أخطاء ، هي قضية ،هي ثوابت دفعنا أثمانا غالية للدفاع عنها على مدى تاريخ لبنان . وحين نتناقش مع حركة التجدد لا بد أن نذّكر بتاريخ هذه الحركة ورئيس هذه الحركة الاستاذ نسيب لحود الذي قاوم في أصعب الايام  دفاعا عن قيام دولة حديثة ، عن قيام دولة مدنية ، دفاعا عن السيادة اللبنانية في وجه الوصاية، دفاعا عن محاربة الفساد وعن مقاربة قيمية للحياة السياسية في لبنان . وكم نحن اليوم بحاجة الى هذه المقاربة القيمية في ظل  الشعارات الرنانة التي تغطي الكثير من الفساد الذي أصبح فسادا صناعيا وليس فقط حرفيا .”
تابع معوض :” هنا أود أن أؤكد الذي قاله الاستاذ مصباح ان ما يجمعنا هي قناعة مشتركة وقيم مشتركة وثوابت مشتركة ونضال مشترك . وانطلاقا من هذا الواقع ، وفي ظل الربيع  الذي تشهده الدول العربية أود أن أوجه نداءين :
النداء الاول الى الى المسيحيين  في ظل  هذه الثورات العربية : ان قيمتهم وحمايتهم الفعلية هي أن تكون لديهم الجرأة ليواكبوا هذا الربيع العربي  انطلاقا من ثوابتهم التاريخية . ان قيمة المسيحيين في لبنان والشرق ليست بعددهم انما في كونهم يحملون رسالة وفي اللحظة التي يتخلون فيها عن هذه الرسالة رسالة الحرية، رسالة التحرر، رسالة الديمقراطية رسالة الاعتدال ، رسالة الحداثة  حينها يصبحون فعلا مجرد  أقلية عددية بل يصبحون “كمالة عدد” لا حاجة لهم ولوجودهم  في هذا الشرق . “
أضاف معوض:”  ان الحاجة اليهم هي انطلاقا من هذه الثوابت ومن هذه الرسالة . ان حماية المسيحيين في لبنان والشرق يجب ان تنطلق من نقطتين : الاولى هي قدرتهم على المساهمة ببناء دول مدنية حديثة في أوطانهم ، دول ديمقراطية ، دول تحترم الحريات وتحترم التعددية . والثانية هي بتأكيد ان ما يحميهم ليس ابدا ما يسمى بحلف الاقليات ،  وقد رأينا ماذا انتجت  هذه النظريات في لبنان تحديدا .بل في التفاعل مع الاعتدال. ”  
تابع معوض قائلا :”ان واجبنا ورسالتنا ان ندعم الاعتدال السني وان ندعم الاعتدال الشيعي في وجه أي تطرف . فالتطرف يشكل خطرا ليس فقط على المسيحيين وانما  على الحريات وعلى التعددية وعلى الديمقراطية وعلى الحداثة وعلى الاعتدال  . فنحن نعلم ان التطرف سيدوس على الاعتدال في قلب طائفته قبل وصوله الى المسيحيين .”
وأضاف :”اما النداء الثاني فهو الى قوى 14آذار . وهنا لا بد من القول وبصراحة ، ان هناك تساؤل لدى جمهورنا في لبنان وهو الآتي : كيف يمكن في حين كنا  في طليعة الربيع العربي الذي انطلق  في ساحة الحرية ،في ساحة الشهداء ، هذا الربيع الذي تحدث عنه  سمير قصير قبل ان يكون هناك ربيعا عربيا ، كيف يمكن ان ينتصر ربيع العرب في الوقت الذي ننكفىء نحن فيه . من غير المقبول ان تكون الدول العربية تعيش ربيع الحرية في بلدانها في وقت نسمح فيه ان يعيش لبنان خريفه وعصر غلبة السلاح . ولا يكفي ان نضع اللوم على السلاح .  طبعا ان السلاح ادى الى اجهاض الحركة السيادية في لبنان ولكن علينا ايضا  الاعتراف باننا  مقصرون .فمن غير المقبول أن نكون فقط في حالة انتظار لما يجري حولنا لنرى ما سيحصل في لبنان .لقد حان الوقت لنقوم بمبادرة لنعيد احياء ثورة الارز بكل معنى الكلمة . وأعود واكرر بوجود ضيوفنا  من حركة التجدد الديمقراطي لقد حان الوقت لجمع القوى السيادية الديمقراطية المعتدلة في لبنان دفاعا عن الدولة ، ودفاعا عن التعددية ، ودفاعا عن الديمقراطية . هذه المهمة علينا القيام بها ولا يجوز  التخاذل ، ولا يجوز  ان نوصل انفسنا الى مكان يكون فيه ربيع عربي في وقت  يعيش  فيه  لبنان خريفه .”
بعدها  توجه وفد حركة التجدد للمشاركة في الخلوة السنوية التي يقيمها قطاع الشباب في الحركة في منزل عضو “التجدد” المهندس رامز سعاده في اهدن. وتخلل الخلوة غداء شارك فيه عدد من الفاعليات الشبابية والسياسية في منطقة زغرتا والشمال. واختتم الوفد زيارة اهدن بلقاء مع النائب السابق جواد بولس في منزله تم  التطرق خلاله الى الاوضاع العامة في الشمال ولبنان والمنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى