الأخبار اللبنانية

ترايسي شمعون: اي قانون انتخابي يجب الا يبنى على اساس الخوف من الآخر

أحيا حزب “الديموقراطيون الأحرار” الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد داني شمعون وعائلته، بدعوة من رئيسة الحزب ترايسي داني شمعون و”نمور الأحرار”، بقداس أقيم في كنيسة مار أنطونيوس البدواني في الحدث، ترأسه رئيس كهنة رعية مار مخايل- الشياح الأب سليم مخلوف، وشارك فيه ممثلة الوزير سليمان فرنجية مستشارته فيرا يمين، ممثل رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون النائب آلان عون، النواب: حكمت ديب، ناجي غاريوس، فريد الخازن وغسان مخيبر، الوزير السابق ماريو عون، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرائد انطوان عبد الكريم، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة النقيب جوزيف نخلة، مدير المكتب السياسي للحزب جورج دمبكلي، مسؤول العلاقات الخارجية في “التيار الوطني الحر” ميشال دو شيدريفيان، ممثل “قدامى القوات اللبنانية” جوزيف الزايك، مسعود الأشقر، وفدان من حزبي “الوعد” و”المردة”، وفد من “رفاق داني شمعون”، رئيس بلدية الحدث جورج عون ومحازبون ومناصرون.

بعد الانجيل، ألقى مخلوف عظة قال فيها: “أيها الشهيد داني نجتمع في كل سنة لنصلي لراحة نفسك وعائلتك، وانجيل اليوم يتحدث على الوزنات، وأنت لديك من هذه الوزنات صفات التضحية، الصدق، العطاء، الأمانة والوفاء. لقد ضحيت بحياتك من أجل القضية اللبنانية لكن الغدر كان أكبر والله يعرف الحقيقة. أما بالنسبة للصدق، فمن كان يسمع داني كان يعلم أن الحقيقة ظاهرة على وجهه ولكنه كان ضحية هذا الصدق وكان أمينا على أقدس ما في الوجود، من عائلته إلى الوطن، وكان همه أن يبقى لبنان وطنا حرا وشعبه حرا كريما. كما كان وفيا لقناعاته وصداقاته ومناصريه ومحازبيه، والأهم من كل ذلك بقي وفيا للرسالة التي تسلمها من والده الرئيس كميل نمر شمعون”.

وختم متوجها إلى ترايسي ورفاق داني: “عليكم أن تكملوا المسيرة كي لا تنطفئ الشعلة، ولا شيء يحافظ على المؤسسة أكثر من تنظيمها، وعندما تنظمون تخلقون استمرارية، وعلى كل منكم أن يحفظ داني في قلبه”.

وفي ختام القداس، ألقت شمعون كلمة استهلتها بشكر جميع الحاضرين على مشاركتهم، وخصت بالذكر النائب الان عون ممثلا العماد عون.

ثم أعربت عن استنكارها للانفجار الذي اصاب منطقة الاشرفية، وتقدمت “بأحر التعازي من اهلنا الكرام ومن عائلة العميد وسام الحسن”، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

وقالت: “نستعيد في هذا اليوم لحظات اليمة لكل منا، اذ نجتمع لاحياء ذكرى اغتيال والدي داني شمعون، اخي طارق، واخي جوليان ووالدتهما انغريد. كثيرون تألموا لفقدان ابناء او اهل في حرب سرقت منا مستقبلا كان يمكن ان نعيشه معا. لن ينتهي يوما حزننا لخسارتهم ولن تجف يوما دموعنا لغيابهم، واسأل هل من موت يتقبله الاحياء؟ الجواب لا، ولهذا السبب نسميهم شهداء، لانهم يجسدون قضية اعظم واثمن من ارواحهم، ورسالة تمثل تضحية مقدسة لا يمحوها الزمن. في حالة والدي داني، فهو لم يكتف بالدفاع عن آمال الجميع وأحلامهم خلال حياته، ولكن حتى في مماته ظل يجسد طموحاتهم لمستقبل افضل واكثر راحة. ولكن جريمة القتل الوحشية خطفت الحلم منا وزرعت الحزن في قلوبنا وبيوتنا للابد”.

أضافت: “قلة من الرجال تحمل في قلوبها نعمة الامل بمستقبل افضل، وقلة قليلة منهم تجسد هذا الوعد. كان داني من هؤلاء، لحظة اغتياله كان يجسد مستقبلا مليئا بالتسامح والانصاف والديمقراطية والكرامة والاحترام. عند دفنه دفنت هذه القيم معه في صميم قلوبنا لتعود كل سنة من خلال هذا القداس. عدد كبير من الحاضرين هنا معنا اليوم، ما زالوا يحملون في قلوبهم شعلة حلم داني، هذا الحلم المبني على مبادىء الوطنية والصدق. لقد كنتم الحارس الامين لذاك الغد الافضل الذي تصوره داني لوطننا، بعضكم واصل المهمة من خلال ممارسة القيادة بشجاعة، وبعضكم الاخر من خلال الروابط التي بقيتم اوفياء لها، ولكننا حميعا ابقينا الرسالة حية فينا لاننا نحب داني ولحزننا والمنا على غياب طارق وجوليان وانغريد من دون ذنب”.

وتابعت: “أشعر بامتنان كبير لكم جميعا، لحضوركم عاما بعد عام لتكريم ذكرى والدي وعائلتي. هناك وقت للحزن ووقت لتحويل الالم الى عمل ايجابي. وفي حالة الشهادة او بالنسبة الينا كأحياء، ما يهم هو المعنى الذي نعطيه لحياتنا. لذا نحتاج لليقين بأن موتهم لم يذهب سدى. ولكن عندما ننظر حولنا نتساءل، هل من شيء يستحق كل هذا؟ هل من شيء يعوض موتهم بأي من الاشكال؟ هل وفر لنا موتهم المزيد من الامان ام اصبحنا اقل امانا؟ في الحقيقة يجب ان نعترف بأن واقعنا يفرض الاجابة بالنفي. فالعالم الذي تركوه لا يزال يتخبط في الفشل ولا يزال عاجزا عن رسم مستقبل آمن لشعبه. ولا نزال نحن مستمرون في النضال لتحديد مصيرنا على مستوى الوطن. لذلك الجواب الوحيد هو ان نكمل الطريق متشجعين بجرأة والدي وبنضاله من اجل الخير والقضايا المحقة. ويجب ان يستمر كفاحنا من اجل العدالة وحرية الفرد، ومستقبل افضل لا بؤس فيه ولا كراهية ولا يأس ولا عنف ولا استغلال. والاهم من كل ذلك ان استشهاد داني نبهنا الى قدرتنا على لملمة جراح الماضي، وجعلنا ندرك اننا اسرة واحدة، وهو يذكرنا بضرورة الابقاء على القيم التي تعزز ثقتنا. وعلينا ان نستغل قدرتنا على تجاوز المصاعب ونتذكر دائما اننا شعب واحد نتشارك المصير ذاته مهما كانت طبيعته. كما علينا اليوم اكثر من وقت مضى ان نحول الحقد الى قوة تجمعنا وان نبني معا مستقبل وطننا متحدين، كما تمنى وعمل داني على الدوام”.

وقالت: “اليوم وانا انظر اليكم هنا في هذا القداس، اشعر في اعماق قلبي ان كل واحد منكم هو فرد من عائلتي، ولهذا السبب اخترت ان اعود الى وطني واكون في خدمته. وانا سعيدة حقا لوجودكم الى جانبي في هذه المرحلة من نضالنا المشترك. ونحن في هذه المناسبة الغالية حريصون على ان نبدأ مسيرتنا الجديدة بدعوة واضحة، وهي اقامة انتخابات عادلة ومحقة، تمثل مصالح كل الشعب. واي قانون انتخابي جديد يجب ان لا يكون مبنيا على اساس الخوف من الاخر، او يفسر على اساس فرضية استبعاد الاخر، من خلال تضييق الدوائر الانتخابية وتصغير حجمها، تحاول الفئات المتطرفة ان تضمن نتائج تصب في مصلحتها. وبدلا من ذلك يجب ان نضع تصورا لدوائر اوسع وندعو الى اختيار نظام تمثيل نسبي يضمن التمثيل الاكثر عدلا لجميع اللبنانيين. وسنستمر في بذل اقصى الجهود لتحقيق العدل والمساواة والتنوع، عناوين شعار حزبنا الجديد: الديمقراطيون الاحرار”.

وختمت شمعون: “لتكن انفس داني شمعون وانغريد وطارق وجوليان الطاهرة في السماء، ولتكن ذكراهم حاضرة في حياتنا الآن وعلى الدوام. ليرحهم الله ويبارككم جميعا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى