الأخبار اللبنانية

ما علاقة سلاح المقاومة بافلاس الدولة وسرقة اموال المودعين

ومن التحقيق الجنائي المالي وفي انفجار المرفأ
سلاح المقاومة هو الذي حمى ويحمي لبنان

قال احد رموز الحرب الاهلية الدامية في لبنان ان المقاومة هي التي اوصلت لبنان الى ما وصل اليه من الانهيار على كافة الصعد!!
وقال آخر: ان سلاح المقاومة يتعارض مع الدولة !!
وقال آخر: حان الوقت لمواجهة سلاح المقاومة !!
وآخرون عزفوا على ذات النوطة بعد ان حرّفوا كلاما لاحد ضباط الحرس الثوري الايراني، ووجدوا ان الوقت بات مناسبا للاطباق على سلاح المقاومة!!
ولما كان هؤلاء اعجز من حماية ساحاتهم، كان الامل يحدوهم ان يقوم الجيش الاسرائيلي بهذا الامر، وقد تعودوا منه الدعم، او من القوى التكفيرية المعروفة !!
ما يهمنا من هذا العرض ان نبيّن اذا ما كان سلاح المقاومة هو الذي ادى الى افلاس لبنان واذلال شعبه بالفقر والعوز.
منذ ان كان لبنان حلما في عقول من عاش على ارضه من الاباء والاجداد، اندلعت مناوشات واشتباكات متنقلة بين ابنائه تطورت الى حرب ضروس دامية بين الموارنة والدروز ما اضطر القوى الغربية وبالاتفاق مع السلطنة العثمانية الى تقسيم لبنان الى مقاطعتين الاولى شمالية يحكمها ماروني والثانية جنوبية يحكمها الدروز. وبقيت ارتدادات هذه الحرب تتردد بين الاجيال حتى العام 1920 اعلان دولة لبنان الكبير وحتى العام 1943 تاريخ استقلال لبنان.
ومنذ ذلك التاريخ عرف لبنان خضات امنية بفعل التنوع السكاني والاحداث السياسية والاحلاف في الجوار اللبناني وكان انعكاسها قويا بين المكونات اللبنانية. وفي العام 1958 انقسم اللبنانيون بين فريقين احدهما مؤيد لحلف بغداد ومعارض للوحدة المصرية السورية، والثاني مؤيد للوحدة التي اعلنت بين مصر وسورية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
ولا ينسى اللبنانيون الحرب الاهلية وخطوط التماس بين شطري لبنان عام 1956 وفي العام 1966 عرف لبنان احداث دامية على خلفية اتفاق القاهرة.
وفي العام 1973 عرف لبنان حرب الغفران واجتاحت اسرائيل الجنوب اللبناني وارتكبت من الجرائم ما هو باقٍ في ذاكرة الجنوبيين.
وفي العامين 1975- 1976 كانت الحرب الديمغرافية بين اللبنانيين بعد ان فقد المسيحيون الاكثرية العددية فطالب المسلمون بالمشاركة في حكم لبنان.
وفي العام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان واحتلت عاصمته، وفي هذا العام ظهر سلاح حزب الله الى العلن واخرج اسرائيل المحتلة من جنوب لبنان دون قيد او شرط في العام 2000.
وبنهاية عهد الرئيس امين الجميل انقسم لبنان بين حكومتين احداهما برئاسة الرئيس سليم الحص والثانية برئاسة العماد ميشال عون، وقد رفض آنذاك قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ان يكون لبنان ممثلا بحكومة العماد عون فاندلعت حرب الالغاء وشهدت المناطق المسيحية دمارا وعشرات الضحايا. وفي العام 2006 شهدت البلاد معارك ضارية في نهر البارد وسقط للجيش مئات الشهداء وفي العام 2006 شنت اسرائيل هجوما بريا وجويا على لبنان لتصفية حزب الله والمقاومة وباء الهجوم بالفشل وانتهى الى عكس ما اراده العدو لا بل ازداد حزب الله قوة وصلابة.
وبعد هذا العرض المختصر يتبين ان لبنان قبل الاستقلال وبعده شهد لبنان حروبا واحداثا دامية لم تفارقه ابدا وكأنها سمة من سمات وجوده حتى صح فيه المثل العامي “طول عمرك يا زبيبة بطرفك هالعودة”
وما اوصل لبنان الى ما وصل اليه اليوم فهو بسبب استئثار القوى المتسلطة على مقاليد الدولة باسم الطائفة والمذهبية والمناطقية، فعانت فسادا بعضه من بعض، اعطيني لاعطيك وغطيني لغطيك، وهذه فضيحة التحقيق بانفجار المرفأ وتعطيل التحقيق المالي وهو مفتاح الدخول الى مغارة اللصوص التي افلست البلد وسطت على اموال المودعين المساكين.
اما ان يقول من يقول ان سلاح المقاومة هو سبب انهيار البلد فهو قول مردود على اصحابه لان سلاح المقاومة لم يُرفع الا للدفاع عن لبنان وشعبه، وكان ذلك واضحا جليا كعين الشمس يوم اخرج “اسرائيل” وقواتها مرتين عام 2000 و 2006 وأوجد معادلة الردع ووضع حدا للعربدة الاسرائيلية على حدودنا. والجنوبيون وحدهم الذين يعرفون نعمة سلاح المقاومة على حدودنا الجنوبية، بعد ان ذاقوا مرارة الذل والهوان يوم كانت الدوريات الاسرائيلية تدخل الى القرى ليلا وتنادي عبر مكبرات الصوت الاهالي للتجمع في ساحات القرى لاعتقال من تشاء، ما يضطر الاهالي الى الطلب من الشباب المبيت في الحقول والبراري لتفادي الاعتقال وهذا ما حصل في مركبا وعديسة وكفركلا والوزاني ومارون الراس والطيبة وميس الجبل وما زالت مزارع شبعا محتلة . بينما القرى الجنوبية اليوم بعهدة سلاح المقاومة والجيش اللبناني الذي يحرمونه من السلاح والتسليح الحقيقيين، تنعم بالهدوء والامان وينتعش العمران حتى ملامسة الشريط الحدودي الفاصل وتشع القرى بأنوار الكهرباء بينما المستعمرات الصهيونية تطفى الاضواء مع غروب الشمس.
اما تلك الحملات على سلاح المقاومة تبقى عويلا وصراخا في فضاء مكشوف، ولن يفهم المتخاذلون والمتآمرون كلام سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى الاولى لجريمة اغتيال الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج مهدي المهندس عندما قال: ان الحملات والعقوبات لن تؤثر بأي شيء حتى لو حاصرونا بالارض فنحن معنا السماء و البحار والملائكة وما خلق الله ما نعلم وما لا نعلم مهما فعلتم ستفشلون لان من يتوكل على الله سينتصر وما النصر الا من عند الله ” وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ نَصِيرًا ﴿٤٥﴾النساء”

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى