المقالات

مفعول الكذب … متى ينتهي ؟؟؟
*كتب الإعلامي د. باسم عساف

يقال في الأمثال : حبل الكذب قصير .. أهو قصير بالقامة… أم أنه قصير بالوقت … أم بالإحتيال والتورية …أم بالكلام الذي تفضحه الحقيقة ، ومهما تغيبت هي ، أو غُيِّبت عن الساحة أو عن أرض الواقع ، فهي لا بد بائنة ، وتتكشف معالمها ، وتتبين مضامينها ومقوماتها بفعل الزمن ، أو بمبادرة من الأحرار الذين لا ترتاح ضمائرهم أمام هيمنة الكذب وأصحابه …أو مروجين من أحبابه ، وهم كثر ، والأوضاع المأساوية التي يمر بها شعبنا ، والأزمات التي تتراكم وتنتشر هنا وهناك من كافة البلدان المحيطة بلبنان عامة وفي لبنان خاصة ، حيث يئن المواطن من الكذب والإفتراء على كل صعيد ، وبات هو سمة العصر حتى يقال بأنه: عصر الكذب …
الأمر لا يُختصر بالأشخاص أو بالأفراد الذين يستخدمون الكذب في أعمالهم ومعاملاتهم ، وفي أقوالهم ونيّاتهم ، إنما الكذب بات الوسيلة المعتمدة عند الدول والممالك ، وبات الكذب هو القاعدة الموصوفة بالتعامل لدى المنظمات والهيئآت والمؤسسات الكبرى والصغرى ، وأيضاً فالكذب صار قاعدة في الأقوال والأعمال ، لدى كل السَّاسة والقادة ، الذين يهدفون للبقاء في المناصب والمراكز ، تسهيلاً للهيمنة على الحكم والتسلط ، وبأي وسيلة كانت ، وهم الذين إعتمدوا في سياساتهم القاعدة الشيطانية ( الغاية تبرر الوسيلة )
العالم اليوم يسير على خارطة طريق ، وعلى رسم هندسي يحدد معالم هذه الطريق ، وإلى أين مسيرها ومصيرها ؟؟؟ ولكن لا تبيِّن هذه الخارطة حقيقة لمن وُضِعت ولماذا ؟؟؟ ومن وضعها وكيف ؟؟؟ وأين ستنفذ ومتى ؟؟؟ إنما نجد على أرض الواقع ما هو مكنون في نوايا الطباخين الكبار من الساسة …
هؤلاء هم الذين الذين يطبخون السُّم للشعوب ، والتحايل عليهم ، بشعارات فضفاضة وكلمات فارغة كتحقيق الأمن والسلام ، أو يعملون للشعوب من أجل تحقيق مصيرها ، أو لرفع مستوى الوطن والمواطنين في العيش الكريم ورفاهية المجتمعات ، أو يبذلون قصارى جهدهم للإصلاح والتغيير ، أو يهدفون من سياساتهم للإنماء والإعمار ، وغيرها من عبارات الكذب والوعود المغدقة التي لا تتجاوز شفاههم …
إن أول من إستخدم قاعدة : الغاية تبرر الوسيلة ، هم اليهود الذين يهدفون إلى تكريس وجودهم في إحتلال فلسطين ، وإقامة دولتهم الكبرى مملكة داوود تحت شعار : أرضك يا إسرائيل: من الفرات إلى النيل …
هكذا رسموا خارطة طريقهم وكرُسوا ذلك في عَلَم دولتهم ووضعوا نجمته بين النهرين بالخط الأزرق ، وإعتمدوا ذلك في وصايا مؤتمر بازل بسويسرا سنة/ ١٨٩٧ برئآسة هرتزل ، ومن ثم مؤتمر ليبرمان بلندن سنة /١٩٠٧ ومهدوا لذلك بالحرب العالمية الأولى وهزيمة السلطنة العثمانية التي كانت تقف حجر عثرة في تطبيق ذلك والوصول إلى القدس ااشريف ….
فكانت الغاية التي تبرر الوسيلة ، عبر إنكلترا التي تولت إستخدامها أولاً من خلال وعد بلفور ، ومن ثم رسائل مكماهون ، ومن ثم إستقدام اليهود من أوروبا ومن الشتات اليهودي في العالم ، وإنشاء العصابات منهم وتسليحها في فلسطين ، ودعم الثورات في العالم العربي وإقامة دول لها لتكون في ركبها ، حتى تم لها فيما بعد ، تشكيل جامعة الدول العربية وفرض أنظمتها للتعامل مع إسرائيل ، التي كرَّست دولتها بالأمم المتحدة بعد أن هيأتها الحرب العالمية الثانية ، وتوزيعات غنائمها ، بمؤتمر يالطا للمنطقة العربية عامة ، وللدول المحيطة بها خاصة …
وتستمر هذه القاعدة بالتعامل السياسي مع أميركا حيث إنتقلت قيادة اليهود إليها وسيطرت من خلالها على العالم ككل ، فكان لها ما أرادته من (الغاية التي تبرر الوسيلة) حتى سخرت الرؤساء الأمريكان وإدارتها وكل أجهزتها مع الأمم المتحدة لتكون في خدمة غايتها بدولة اليهود إسرائيل الكبرى …
حتى توصلت إلى التطبيع بالعلاقات الدولية والعربية لتكريس وجودها لحكم العالم وفق ما جاء في تلمودهم المزعوم بأنهم : شعب الله المختار ليكون لهم وحدهم حق حكم العالم ، وليصلوا إلى العلو الكبير والإفساد بالأرض مرتين ، وهذا كله مبني على الكذب الذي أشاعوه في العالم ككل ووضعوه في صلب التعامل السياسي والإجتماعي والإقتصادي …
حتى الصحي منها مؤخراً حيث إستخدم للقضاء على العالم وإختصار أعدادهم بواسطة الفيروسات والحروب الكيميائية والنووية والجرثومية فكانت بدايتها مع كورونا وأوميكرون وجدري القردة … إلى آخر المطاف من تدمير العالم للوصول إلى غايتهم الكبرى بالحكم عبر (الغاية التي تبرر الوسيلة)
إنه فعلاً عصر الكذب ، والتكاذب بات وسيلة الحكم والحاكمين ، وكل من سار على هذا الدرب اللعين ، وهذا ما نراه في مجمل البلدان ، خاصة لمن يطبق هذه القاعدة الشيطانية ، ومن يكرس مقولة إبليس في سياسة التعامل مع البشر لإغوائهم أجمعين والسيطرة عليهم ومنها سياسة : (فرق تسد)…
ولنعكس ذلك على ما يدور في لبنان ، وما ينفذه القادة الأفذاذ من سياسات عمياء تدور جميعها في فلك الكذب والنصب والإحتيال ، حتى بات هذا البلد العريق في نار جهنم ، وفي قعر الإنهيار الكبير ، وفي الحضيض من المستويات المهينة ، لا كما توصف بها الدول التي تحترم الإنسان ، لتقدم له الحياة الحرة الكريمة ، والشواهد على الكذب في السياسة اللبنانية ومنظومتها الحاكمة ، باتت مفضوحة للرأي العام العالمي والمحلي ، وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى وآخرها إتفاقية الغاز والنفط ، التي لا تخلو من الشفط ، كما كانت التجربة مع المصارف ومصرف لبنان ، وكما هي الكهرباء والفيول والمازوت ، وإذا إستمرينا بذكرها ، فلا نعد ننتهي إلا مع إنتهاء هذا العهد المشؤوم …
*حيث تجسدت بوضوح كافة فضائح المنظومة السياسية التي قضت على آخر مرادفات الضمير المنفصل وعلى القيم الأخلاقية في خدمة الإنسان ، في هذا الوطن الذي أعطاهم الأمان ، فخرقوا لهم السلامة والأمن في لبنان …
*فإلى متى يستمر كذبهم ؟؟؟؟ ومتى ينتهي مفعوله ؟؟؟*
وإلى متى يستمرون بالحكم ، على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ؟؟؟
وقد قيل أن دولة الباطل ساعة ..وأن دولة الحق إلى قيام الساعة ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى