المقالات

بين غزة وبيروت: تسوية كبرى على النار وهذه تفاصيلها! \ قاسم قصير \ المصدر موقع جسور

رغم ضجيج المدافع في المنطقة وفي قطاع غزة وعلى الجبهة الجنوبية في لبنان، فالاتصالات والمفاوضات مستمرة بين أكثر من عاصمة عربية ودولية للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وبالتزامن مع ذلك تجري الاتصالات واللقاءات كي يشمل كل الجبهات الاخرى ومنها جبهة البحر الاحمر والجبهة الجنوبية اللبنانية، إضافة لوقف التصعيد في العراق وسوريا والذي شهد أوسع الهجمات في اليومين الماضيين.

فما هي تفاصيل التسوية التي يتم العمل للتوصل إليها؟ وهل ستشمل التسوية لبنان بما يسمح بعودة الهدوء على الجبهة الجنوبية ويمهّد الطريق من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعادة انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان؟

تقول مصادر سياسية ودبلوماسية في بيروت لـ “جسور” إن الجهود الدبلوماسية بين عدد من الدول الكبرى والدول العربية لا تشمل فقط العمل للوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، بل هي تمهّد للوصول الى اتفاق سياسي شامل يسمح بالاعتراف بحل الدولتين وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة وإعادة إعمار قطاع غزة وصولًا إلى إعادة تفعيل عمليات التطبيع بين عدد من الدول العربية والكيان الصهيوني، وإن هذا المشروع كله الذي تطرحه الإدارة الأميركية ويحظى بدعم من بعض الدول العربية، ينتظر المواقفة النهائية من الحكومة الاسرائيلية وحركة حماس وقوى المقاومة في غزة، وإن المشروع لا يقتصر على وقف لإطلاق النار وإطلاق الأسرى بل ستكون له أبعاد سياسية غير معلنة .

وبانتظار وضوح الصورة على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي، فالجهود الدبلوماسية مستمرة لاستعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية والعودة الى تطبيق القرار 1701 وسحب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب الليطاني والتوصل الى تسوية بشأن المناطق اللبنانية المحتلة من قبل العدو الصهيوني.
وتضيف المصادر الدبلوماسية في بيروت لـ “جسور”: لا بديل حاليًا عن تنفيذ القرار 1701 لأنه يشكل الإطار الدولي الوحيد لاستعادة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية، ولكن يتم البحث حاليا في تشكيل إطار عمل او لجنة دولية وعربية لمتابعة تطبيق القرار 1701، وأن دول اللجنة الخماسية وبالتعاون مع إيران قد تكون الدول المعنية بهذه الجهود مع الاستفادة من جهود المانية وبريطانية على الصعيد اللوجستي، وكل الزيارات الدبلوماسية الى بيروت تتناول هذه الأفكار وتسعى لوضع أسس الحل عندما تتوقف الحرب في غزة.

وأما على الصعيد السياسي فتشير المصادر الى أن جهود اللجنة الخماسية ستتواصل في المرحلة المقبلة من أجل دعم الحوار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بموافقة كل الأطراف اللبنانية ويكون قادرًا على تطبيق الخطة الاصلاحية وإعادة ترتيب الأوضاع اللبنانية بالتوازي مع الحلول التي يتم السعي للوصول إليها على صعيد الحرب في قطاع غزة. وتضيف هذه المصادر: هناك تواصل سعودي – إيراني من أجل دعم الحلول في لبنان، وان إعادة الحديث عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان وعودة تيار المستقبل للعمل السياسي قد يكون جزءًا من التسوية الجديدة في لبنان، نظرًا للحاجة إلى التيار السني المعتدل ولأن الفراغ الذي أحدثه غياب تيار المستقبل خلال السنتين الماضيتين لم يتم ملؤه حتى الان، وأن هناك تخوفاً من عودة التيارات الإسلامية المتشددة للتحرك على الساحة اللبنانية بعد معركة طوفان الاقصى.

وتختم المصادر بالقول: نحن أمام مرحلة دقيقة والتحركات الدبلوماسية مستمرة في كل الاتجاهات على الصعيد الدولي والإقليمي وكذلك بشأن الوضع اللبناني، وأن الأيام المقبلة قد تحمل معطيات جديدة وعلى ضوء ما سيتم التوصل إليه من اتفاقات بشأن الحرب على قطاع غزة ستكون له انعكاسات مباشرة على كل الجبهات في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى