المقالات

كيف انتصرت الوحدة على حكم الانفصال \ معن بشور

لم يكن أحد يظن ان حكم الانفصال الذي قام في سورية في 28/9/1961 لفصم الوحدة بين مصر وسورية سيسقط خلال عام ونصف في الثامن من آذار 1963 على يد القوى الوحدوية في سورية (البعث والناصريون وكافة القوى الوحدوية)، لكن مسيرات الشعب السوري التي لم تتوقف منذ اليوم الأول للانفصال ولقاء القوى الوحدوية تعبيراً عن الإرادة الوحدوية للشعب العربي السوري مكنّا الأقليم الشمالي من ان ينتصر ويسقط حكم الانفصال ويفتح الآفاق امام سورية لكي تقوم بدورها المميّز في حمل القضايا القومية وفي طليعتها قضية فلسطين والمقاومة في سبيلها مما جعلها هدفا لحروب وفتن ومؤامرات ما زالت مستمرة حتى اليوم …
وبقدر ما كان لقاء القوى الوحدوية طريقاً لتحقيق الانتصارات كان الصراع بينها والتناحر داخل صفوفها أحد أهم الأسباب في تعثر المسيرة النهضوية التحررية في الامة وبات الدرس الرئيسي الذي علمتنا إياه تجربة العقود الستة التي تفصلنا عن الثامن من آذار.
ويتلخص هذا الدرس بفكرة رئيسية واحدة وهي انه كلما تقاربت القوى الوحدوية والتحررية والايمانية من بعضها كلما اقتربت الأمة كلها من تحقيق مشروعها النهضوي وأهدافه الستة المعروفة في الوحدة العربية والاستقلال الوطني والقومي والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة والتجدد الحضاري …
وكلما تباعدت هذه القوى وغرقت في صراعات عبثية ، تحت شعارات متعددة وحساسيات ذاتية وحسابات قصيرة النظر انتكست حركة النهوض والتحرير في الامة .
لذلك ندعو ان تكون الذكرى الواحدة والستين لثورة 8 آذار 1963 الوحدوية التحررية هو ان نرتقي جميعاً كقوى النهوض والمقاومة فوق الصراعات العابرة ونتذكر أن أمتنا ما تلاقت قواها التحررية مرة إلاً وانتصرت ، وما تباعدت هذه القوى إلا وقد دفعت الأمة ثمناً لذلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى