المقالات

احتلال العقول أخطر بكثير من احتلال الأرض … محمد أسوم

المستعمرون والمغتصبون والمحتلون أدركوا هذا جيدا …

فالمجتمع الذي يتم محو ثقافته وإعادة تشكيلها من قبل أعدائه ..هو الأكثر انقيادا وخضوعا وتبعية …

العقول هي القلاع الفكرية التي تتولى تعزيز وتحصين الهوية الثقافية ليقوم أصحابها بالدفاع عن معتقداتهم وقيمهم وأرضهم..

إذا انهارت هذه القلاع الفكرية …فإن انهيار القلاع الحجرية مسألة وقت فقط..

ويتم احتلال العقول بما يسمى الغزو الفكري ويكون بوسائل عديدة أهمها :
١- المدارس والجامعات التي تحمل الثقافة الغازية
٢- اعداد قادة الرأي الموالين ثقافيا للغزاة وتلميعهم وإبرازهم ودعمهم
٣- بناء منظومة اعلامية ضخمة تروج للثقافة الغازية
٤- انشاء أحزاب سياسية تنادي بتطبيق شرائع الثقافة الغازية
٥- تأسيس آلاف الجمعيات الإنسانية والخيرية لكن تحت عناوين الثقافة الغازية
٦- تسخير كل أنواع الفنون للترويج بشكل مباشر او غير مباشر للثقافة الغازية
٧- خداع المجتمعات بعبارات ومصطلحات كاذبة مثل حقوق الإنسان ..والمساواة ….وغيرها
٨- شن حملات التشكيك والتشويه بثقافة المجتمعات كي تقبل بالثقافة الغازية
٩- شيطنة رموز المجتمع وقادته والتشكيك بهم وبدوافعهم
١٠- تصفية كل مؤثر في المجتمع يعادي الثقافة الغازية عبر اغتياله او اعتقاله سواء كان فردا او جماعة …

اذا تم ذلك
فلا داعي لقدوم الجيوش الغازية ..بل يكفي وجود قواعد رمزية فقط للتأكيد على أن هذا البلد تابع للغزاة وضمن مستعمراته …

ربنا سبحانه وتعالى أشار الى خطورة الغزو الفكري والثقاقي في مطلع سورة الأعراف التي تخصص القسم الاول منها لمعركة الستر والتعري الثقافية …

يقول الله تعالى : (( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ))

لقد أنزلنا إليك هذا القرآن …فإياك أن تشعر بأي حرج في تبليغه ..أو أي حرج في أي حكم من أحكامه ….
وذكر المؤمنين بذلك
قل لهم أن يأخذوا الكتاب بقوة ..وأن يعتصموا به …لأنه حبل الله المتين

ثم يخاطب المؤمنين ويقول :
اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ

اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا أية ثقافة أخرى …
لا تتبعوا أية شرائع أخرى
لا تتبنوا أية قيم أخرى
لا تسيروا خلف بريق أية حضارة أخرى

لأنكم إذا فعلتم وهجرتم كتابكم …وناديتم بكتبهم ..فقد صاروا عليكم أولياء ….
وهذا بالتحديد ما يريدونه …

التاجالمنيرمنجواهرالتفسير (٧)

             محمد أسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى