المقالات

الأمة تريد النصر ، والله يريد لها النصر والتمكين ..محمد أسوم

والفرق بينهما
أن النصر هو الإنجاز العسكري بهزيمة العدو
أما التمكين فهو تثبيت هذا النصر بالرسالة والمشروع الإنساني والحضاري ، وحمايته من أي تهديد محتمل ..

فكم من قوم انتصروا ، لكنهم خسروا نصرهم بعد حين
وكم من قوم انتصروا ، لكن المجتمع رفضهم ولفظهم
وكم من قوم انتصروا ، لكنهم حوصروا وعزلوا
وكم من قوم انتصروا ، لكنهم عاشوا بخوف وقلق ..

■ التمكين هو الرسوخ في المجتمع والتجذر فيه ، وإزالة كل خوف وتهديد ، وتحقيق التأثير في المجتمعات الأخرى ..

((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ))

■ ويقوم تمكين الأمة على رسالتها الحضارية التي تتلخص ب٥ أمور :

  • تعبيد الناس لرب العالمين
  • تحقيق العدالة الاجتماعية
  • الدعوة للفضيلة بكل أنواعها
  • محاربة الرذيلة بكل أنواعها
  • التفوق بالعلم والمعرفة
    ((الذين إن مكناهم في الأرض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ))
    (( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث ))

■ قد تطول المعركة ، وقد يتأخر النصر ، لأن شروط التمكين لم تتحقق بعد
ومن الطبيعي عندما تشتد الزلزلة أن يستعجل المؤمنون النصر ..
هذه طبيعة البشر حتى الأنبياء : ((وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ، ألا إن نصر الله قريب ))

  • والنصر الكامل لن يكون حتى يميز الله الخبيث من الطيب ، وحتى تسقط أقنعة المخادعين ، فتظهر عظمة الإسلام ورسالته للعالمين ..
    ((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ))

((ما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا ….))

■ غزة قاومت وصمدت ، وبمقاومتها وصمودها أسقطت كل اقنعة الحضارة الغربية الكاذبة ، وفضحت الأنظمة الوظيفية في أمتنا

  • غزة قاومت وصمدت وأبهرت العالم ، فصار الملايين يبحثون عن الإسلام سر صمودها وثباتها
  • غزة قاومت وصمدت ، وأظهرت عجز أقوى وأقذر الجيوش عن كسر عزيمتها وصمودها
  • غزة على طريق أفغانستان في النصر والتمكين ..
    طالت محنتها نعم ..
    طالت زلزلتها نعم ..
    جميعنا يصرخ : متى نصر الله ؟؟

نصر الله قريب بإذن الله ، لكنه نصر مع التمكين وفتح لباب التحرير ..

بعد النصر بإذن الله ..
لن تجرؤ قوة في الأرض على غزو غزة…

بعد النصر بإذن الله ..
ستكون غزة قاعدة التحرير لكامل فلسطين ..

بعد النصر بإذن الله ..
سندخل المسجد فاتحين ونتبر ما علوا تتبيرا ..

بعد النصر بإذن الله …
سينتهي الخوف ، وسيقذف الله الرعب في قلوب أعدائنا منا ..

بعد النصر بإذن الله ..
سترث غزة الأرض المباركة ..

((قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))

ولكننا قوم يستعجلون ..

من خطبة الجمعة بعنوان (الفرق بين النصر والتمكين )
محمد أسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى