يوم كتب يحيى الس.نوار روايته “الشوك والقرنفل” كان أسيراً، لكن حر.. فالإنسان حر طالما هو يقاوم..
وها هو يروي يومياً كيف يقاوم القرنفلُ الشوكَ ليستمر ويبقى.. كما قاومت العين المخرز حين لم يؤمن بذلك إلا قلة..
وفيما يلي مقتطف من الرواية:
“مراراً وتكراراً تدفقت مياه سيول الشتاء الى ساحة دارنا الصغيرة ثم تدفقت الى داخل هذه الدار التي تسكنها عائلتنا منذ بدأ الحال يستقر بعد ان هاجرت من بلدة الفلوجة في الاراضي المحتلة عام 1948 وفي كل مرة يدب الفزع بي وباخواني الثلاثة واختي، وخمستهم كانوا يكبرونني سنا، فيهب أبي وأمي إلينا ليرفعونا عن الارض ولترفع امي الفراش قبل ان تبلله المياه، التي اقتحمت علينا بيتنا البسيط، ولأني كنت الاصغر كنت أتعلق برقبة أمي الى جوار اختي الرضيعة التي كانت في العادة على ذراعيها في مثل هذه الحالات.
مرات عديدة استيقظت ليلا على أيدي أمي تزيحني جانبا وتضع على فراشها الى جواري مباشرة طنجرة من الالمنيوم او صحنا من الفخار الكبير لتسقط فيه قطرات الماء، التي تتسرب من التشقق في سقف الكرميد الذي يغطي تلك الغرفة الصغيرة، طنجرة هنا، وصحن هناك، وإناء ثالث في مكان اخر. احاول في كل مرة النوم، فأفلح احيانا، ثم استيقظ على صوت قطرات الماء وهي ترتطم بما تجمع من مياه في ذلك الإناء، بصورة منتظمة ، وعندما يمتلئ الوعاء او يشارف على الامتلاء يصبح رذاذ الماء يتراشق عليه مع كل قطرة، فتهب أمي لتضع عليه وعاء جديدا مكان الذي امتلأ وتخرج لتسكبه خارج الغرفة.
كنت في الخامسة من عمري”
منقول
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development