من الأكثر تطرفًا أمريكا أم “إسرائيل”!؟
بكر أبوبكر
التأييد العلني من قبل الولايات المتحدة الامريكية لرأي “نتنياهو” فيما يتعلق بالوضع الراهن، وخاصة في قضية الأسرى الإسرائيليين تعطى الدلالة التي لاتخطئها عين على أن التيار الحاكم أو المتحكم بهذه الدولة العظمي ولربما من الحزبين هو الأشد تطرفًا ويمينية حتى من اليمين الإسرائيلي المتطرف ذاته!
فيما تضج الساحات الإسرائيلية بالداخل بالمظاهرات والاضرابات والاحتجاجات مطالبة “نتنياهو” بإبرام الصفقة يتعنت الرجل-ولم لا يفعل!-ويصرّ على شروطه التي لا معنى لها إلا الامعان بالقتل الممنهج وتدمير الأرض والحياة البشرية في فلسطين، في غزة، وكما يحصل قبلُ وبعدُ بالضفة الفلسطينية.
وما كان من زعيم المعارضة الإسرائيلية “يائير لابيد” الا أن أعلن جهارًا قائلًا: “نتنياهو ومجلس الموت قرروا عدم إنقاذ الأسرى”!؟ مضيفًا أن: “نتنياهو لا يريد عقد صفقة لأسباب سياسية ويفضل تحالفاته على تحرير المختطفين”.
استطاع “نتنياهو” أن يأكل عقل الحزبين ذاتهما في أمريكا! فكليهما يتباريان ما قبل الانتخابات لنيل ودّه ورضاه وليس ود “إسرائيل” التي خلقوها كما قالوا، وهي التي لا تتفق معه بالعديد من قادتها وأحزابها وهيئتاتها وناسها، وفي هذا بالحقيقة انتصار للمعسكر الصهيوني الجابوتنسكي المتشدد والمتحالف مع اليمين الديني التوراتي الخُرافي الذي “يبرطع” في فلسطين.
أحد أقطاب الحلف اليميني “المبرطع” المشهورين قال في 1/9/2024 ما لو قاله أي مسؤول عربي، أو أي مسؤول حرّ بالعالم لكان خلف القضبان أو لصدرت ضده تصريحات باللاسامية وانكار المحرقة، والإرهاب لتجوب العالم كله، ومنع من السفر وأصبح منبوذُا من العالم!
قال المسمى وزير الامن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” أنه:”يجب وضع المزيد من الحواجز في الضفة الغربية وحياة الناس-يقصد حياة جماعته فقط بالطبع- أهم من حرية التنقل، والحق في الحياة أهم من حرية التنقل لسكان الضفة الغربية.” وأضاف مرددًا ما سبق وقيل بداية العدوان الفاشي على غزة: “المخربون حيوانات بشرية لا يجب إطلاق سراحهم بل إطلاق النار عليهم.” بل وليزيد أنه ” لا يجب إطلاق سراح “المخربين” بل إطلاق النار عليهم وأمل أن يتم تمرير قانون إعدامهم.”!؟
وهو أي “بن غفير” ذات الشخص مع رفيقه الآخر “سموتريش” وجماعات تدمير المسجد الأقصى من يدعون لصلاة اليهود في مسجد المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بكل صلف ووقاحة القوي (العايب) المسيطر!
الأهداف الإسرائيلية الثلاثة الكبرى التي تعني الانتصار الحقيقي قالها وكررها رئيس الوزراء الصهيوني ثم غطاها بما هو أدنى منها من أهداف ثانوية. إن أهدافة إبقاء الشق بين غزة والضفة الى الأبد، ومنع أن تمتد يد أي قوة أو سلطة أو حكومة وحدوية للشقين الى غزة بتاتًا، فلا حماستان ولا فتحستان ولا عربستان، وممنوع حتى الحلم بقيام دولة فلسطينية.
وفي الطريق ها هو يحلّ مشكلة القنبلة الديمغرافية بالامعان بالقتل وجعل الأرض غير قابلة للحياة مطلقًا ولعقود، ما يعني التهجير الآن أو غدًا، فأين أنت يا “بن غوريون”!؟
نتنياهو يواجه حتى أقرب المقربين له في حزبه والحكومة بثقة المنتصر الذي أستطاع أن يحقق لإسرائيله كما يرى ما لم يحققه “بن غوريون” بل ويشبّه نفسه ب”تشرشل” بالحرب العالمية الثانية -وتشبيهاته كثيرة في إطار المناظرات الحواريه العلنية بينه والرئيس الامريكي ومساعديه- إذ قال ل”بلنكين” من شهر مضى تقريبًا: “قال تشرشل للولايات المتحدة، خلال الحرب العالمية الثانية: أعطونا الأدوات، وسوف نقوم بالمهمة. وأنا أقول: أعطونا الأدوات وسننهي المهمة بشكل أسرع بكثير”!؟
وهذا على ما يبدو أنه يحصل فيما أيدت فيه أمريكا مسار “نتنياهو” في فهم الصفقة والتي يعجب هو من الرافضين لطرحه، فمادامت أمريكا قد وافقت أو أذعنت له، فلم أنتم تعارضون!؟ وحق له التعجب!
Baker AbuBaker
writer & author
Palestine-Ramallah
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development