كذب المبصرون ولو صدقوا: الحكومة بين الوهم والواقعبقلم الدكتور جيلبير المجبر

في لبنان، أصبح تشكيل الحكومة أشبه بـحكايات ألف ليلة وليلة، حيث الكل يتنبّأ، والكل يحلّل، والكل يُبشّر بقرب الولادة الحكومية، وكأنها ستخرج إلى النور بقدرة ساحر!
نسمع يوميًا عن “حكومة ستولد خلال 24 ساعة”، عن “انفراجات سحرية”، وعن “مفاجآت سياسية”، لكن الواقع؟ نفس المسرحية، نفس الوجوه، ونفس الأكاذيب. الكل أصبح “مُبصرًا”، الكل يُنظّر، والكل يكتب ويتحدث وكأنه أصبح خبيرًا في قضية لبنان وهو بالكاد يعرف نفسه!
حكومة الوهم والخداع
في كل مرة يُعلنون أن الحكومة أصبحت جاهزة، نكتشف أن الحقيقة شيء آخر. الصفقات مستمرة، المحاصصة لم تتغير، والوجوه نفسها تتكرر. هل هذه حكومة أم مجرد عملية إعادة تدوير للفشل؟
المفارقة أن من يتحدث عن “التغيير” و”الإصلاح” هم أنفسهم الذين أوصلوا البلد إلى الخراب! يبيعون الأوهام، يتقنون فن الكذب السياسي، ثم يدّعون أنهم وحدهم يفهمون “كل قضية لبنان”. ولكن، أليس هؤلاء أنفسهم من دمّروا لبنان؟ أليسوا هم من سرقوا ونهبوا؟ فكيف يُصلح الفاسد نفسه؟
المشهد العبثي: الكل يُنظّر!
في هذه الأزمة، كل شخص يعتقد أنه أصبح محللًا سياسيًا، خبيرًا استراتيجيًا، أو حتى مُنقذًا وطنيًا!
• البعض يُطلق التوقعات العشوائية عن الحكومة وكأنها نشرة طقس.
• البعض الآخر ينظّر في السياسة والاقتصاد وهو لا يعرف أبسط مفاهيم الإدارة المالية.
• وهناك من يكتب بضعة سطور على مواقع التواصل، ثم يظن نفسه فيلسوفًا سياسيًا وصاحب رؤية إنقاذية!
أما الحقيقة، فهي أن لبنان يحتاج إلى أفعال، لا إلى تنظير فارغ. يحتاج إلى قادة حقيقيين، لا إلى أبواق تكرر نفس الأكاذيب.
الحل ليس في حكومة تُولد بالسحر!
إذا كان البعض يعتقد أن الحل هو حكومة تولد في 24 ساعة كما يروجون، فهو واهم! الحل ليس في ولادة حكومة جديدة بقدر ما هو في تغيير العقلية السياسية التي تحكم هذا البلد منذ عقود.
لبنان لن ينهض إلا إذا:
1. توقّفنا عن تصديق المسرحيات السياسية التي يكتبها تجار الأزمات.
2. أدركنا أن الحل ليس في تغيير الأسماء، بل في تغيير النهج.
3. كسرنا حلقة المحاصصة والفساد، واستبدلناها بالكفاءة والمحاسبة.
نُجدّد الثقة بفخامة الرئيس جوزيف عون ودولة الرئيس نواف سلام!
نحن، باسم الشعب اللبناني الحر، نُجدد الثقة بفخامة الرئيس جوزيف عون ودولة الرئيس نواف سلام، ونعلم حجم الضغوط التي تواجهونها. لكن في المقابل، نطالبكم بعدم تضييع الوقت في الاستقبالات والمجاملات السياسية. نعم، من حق الجميع أن يُسمَع صوته، لكن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار!
الشعب يعاني، الأزمة تخنق الجميع، والمؤامرات مستمرة. ثقتنا بكم كبيرة، لكن نريد خطوات عملية فورية، لا وعودًا جديدة. لبنان لا يحتاج إلى مزيد من الاجتماعات والمناقشات العقيمة، بل يحتاج إلى قرارات حاسمة، وإرادة صلبة، وإصلاحات فورية تضع حدًا لهذا الانهيار.
الخاتمة: كفى أكاذيب!
في لبنان، كذب المبصرون ولو صدقوا. كل من يدّعي أنه “يفهم كل شيء” عن الحلول السياسية، بينما هو جزء من المشكلة، ليس سوى بائع أوهام آخر. الحل ليس في حكومة جديدة تولد بسحر ساحر، بل في إرادة شعبية تُطيح بمنظومة الفساد من جذورها.
إما أن نستيقظ من هذا الوهم، أو نبقى أسرى هذه المسرحية العبثية إلى الأبد!
بقلم الدكتور جيلبير المجبر
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development