المقالات

رسالة من طوباس إلى اجتماعات واشنطن \ معن بشور

لا شك أن العملية النوعية البطولية التي نفذها مجاهد فلسطيني ضد حاجز تياسير العسكري الصهيوني على مقربة من مدينة طوباس الفلسطينية الباسلة ستكون البند الأول في اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجرم الحرب نتنياهو في واشنطن، حيث سيحاول رئيس حكومة تل أبيب استخدام هذه العملية لانتزاع موافقات جديدة من ترامب على المزيد من الدعم العسكري والمالي، وخصوصاً على موافقته على الاستمرار في تغطية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.
لكن هل سيتمكن الرئيس الأمريكي من قراءة معاني هذه العملية جيدا، وإدراك أنه أمام ثورة متصاعدة في الضفة الغربية لن تنتهي إلاّ بجلاء الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين، وعن قبلة العرب والمسلمين الأولى، القدس.
لقد قام ترامب على مدى أعوام طويلة بينها سنوات ولايته الأولى ومدتها أربع سنوات بدعم غير محدود للكيان الغاصب، متجاهلاً كل المواثيق والقرارات الدولية، ومصراً على تحدي إرادة الشعب الفلسطيني والأمّة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي الذي ملأ شوارع العواصم والمدن انتصاراً لفلسطين وإدانة حرب الإبادة.
إن رضوخ ترامب لمطالب نتنياهو لن تنقذ مجرم الحرب وكيانه من المأزق الوجودي الذي يعيشونه والمصير المحتوم الذي ينتظرهم، بل سيكون ورطة جديدة لترامب تتكامل مع ورطاته الأخرى التي شهدتها الأيام الأولى من ولايته الجديدة سواء في كندا وبنما والمكسيك أو في غرينلاد كما مع حكومات حليفة في أوروبا أو داخل بلاده نفسه.
وليعلم نتنياهو أن في فلسطين شعب حمل السلاح منذ قرن ونيف دفاعاً عن حقه في الحرية والاستقلال، وأنه أمام مقاومة عربية وإسلامية متصاعدة ومتمسكة بحقها بالانتصار لشعب فلسطين الذي هو في جوهره انتصار لأمن وسلامة واستقرار ووحدة كل بلد عربي وإسلامي.
أمام ترامب اليوم أكثر من طوفان، فهناك الطوفان الأم، “طوفان الأقصى” وهناك “طوفان العبور” من جنوب فلسطين إلى شمالها، و “طوفان العودة” إلى جنوب لبنان، و “طوفان الانتصار الأممي لفلسطين”، وهناك “طوفان الوفاء” الذي سيشهده العالم يوم تشييع سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد القائد خليفته الأولى سماحة الشهيد السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما) في 23 شباط 2025.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى