حقوق الإنسان

نداء عاجل من جمعية حقوق الإنسان والمودة بشأن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض التهجير القسري

إلى أصحاب المعالي والسعادة،
إلى الأمم المتحدة، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية، الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، الصليب الأحمر الدولي، السفارات المعنية، والمجتمع الدولي،

الموضوع: نداء عاجل بشأن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض التهجير القسري من أرضه

أنا الدكتور جيلبير المجبّر، رئيس جمعية حقوق الإنسان والمودة، أكتب إليكم اليوم بألم شديد وقلق عميق بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة مع التصريحات الأخيرة التي تناولت إمكانية تهجير أهالي قطاع غزة وتحويله إلى ما يُسمى بـ “منارة الشرق الأوسط”.

أود أن أؤكد بشكل قاطع أن هذه الأفكار ليست فقط انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل هي أيضًا خرق لمبادئ العدالة والحقوق الأساسية التي يجب أن تكون مضمونة لجميع الشعوب بلا استثناء. إن فلسطين ليست مجرد أرض جغرافية، بل هي رمز للكرامة الإنسانية والتاريخ والمقاومة، ولا يحق لأحد أن يتصرف بها كأنها ملكية خاصة أو مسرح للتهجير القسري لشعبها.

إن هذه التصريحات التي تهدد بنقل الفلسطينيين من ديارهم إلى أماكن أخرى تؤكد محاولات مستمرة للمس بحقهم في العودة إلى أراضيهم وفقًا للقرارات الدولية، وتحديدًا قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي يضمن للاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى وطنهم. في هذا السياق، نرفض كل المحاولات الهادفة إلى انتزاع الفلسطينيين من أرضهم، كما نطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومات المعنية للالتزام بالقوانين الدولية التي تضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة.

إن الشعب الفلسطيني يعاني منذ عقود من الظلم والقمع والتشريد، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة الصمود الفلسطيني الذي أظهره شعبهم في كافة المحافل الدولية. إن أي محاولة للمساس بحقوقهم التاريخية لن تزيدهم إلا تمسكًا بحقوقهم في العودة إلى أرضهم ورفع الظلم عنهم.

من هنا، فإننا ندعو جميع الجهات الدولية المعنية إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد هذه المحاولات المشبوهة، والعمل على إيقاف كل شكل من أشكال التهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. إن مواقفكم تجاه هذه القضايا ستكون حاسمة في تحديد مستقبل المنطقة، ونحن على يقين بأن التزامكم بالعدالة سيؤدي إلى بناء مستقبل أكثر سلامًا واحترامًا لحقوق الإنسان.

نحن، في جمعية حقوق الإنسان والمودة، نؤكد استعدادنا الكامل لدعم جميع المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى توفير الحماية للفلسطينيين، والمساهمة في نشر الوعي العالمي حول قضاياهم العادلة. إن الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وحقوق شعبها هو مسؤولية الجميع، ومن واجبنا جميعًا أن نعمل سويا لتحقيق هذه العدالة.

إن هذه القضية ليست مجرد مسألة إقليمية، بل هي قضية إنسانية شاملة تتطلب تحركًا سريعًا من المجتمع الدولي لضمان العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني. نأمل أن يحظى هذا النداء بآذان صاغية وأن يتم اتخاذ خطوات فعّالة على جميع المستويات لضمان حقوق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والعيش بكرامة. نحن على ثقة بأن التزامكم بالعدالة سيشكل خطوة هامة نحو إحلال السلام في المنطقة.

مع أطيب التحيات،
الدكتور جيلبير المجبّر
رئيس جمعية حقوق الإنسان والمودة
باريس ٢٠٢٥/٢/٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى