الرئيس ميقاتي من الفاتيكان: سأؤكد للبابا بنديكتوس تمسك اللبنانين جميعا بالعيش معا

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أنه سيقابل البابا بنديكتوس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان غدا وسيؤكد له تمسك اللبنانين جميعا بالعيش معا، رغم كل المخاطر المحقة به.

وقال في حديث الى “راديو الفاتيكان”: نعلم جميعا عطف قداسة البابا على كل القضايا اللبنانية واهتمامه بالنموذج الذي يمثله لبنان في العيش المشترك بين مختلف الاديان. وسنؤكد في هذا اللقاء أن لبنان سيبقى هذا النموذج رغم الاوضاع الصعبة والمخاطر التي تتعرض لها منطقتنا ، وان دور المسيحيين دائما ان يكونوا القدوة في تعزيز قيم الديموقراطية والحرية.

أضاف ردا على سؤال: سوف اجدد الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس ميشال سليمان لقداسته لزيارة لبنان ، والذي يفتخر ان يكون المكان الذي يعلن منه الارشاد الرسولي لمسيحيي الشرق.  

وعن موقف مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك أمس والذي دعا الى تحصين لبنان بالالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية ومن بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال: موقفي واضح من هذه المسائل ، لبنان جزء من المجتمع الدولي ويلتزم القرارات الدولية ولا يمكنه ان يكون انتقائيا في تطبيقها. كما اننا متمسكون  بالعدالة ، ولا يمكننا ان نتجاهل ما وقع من جرائم واغتيالات في لبنان ، والعدالة هي وسيلة اساسية لمعرفة الحقيقة ووقف الجرائم.

وردا على سؤال عن تأثير ملف تمويل المحكمة الدولية على وضع الحكومة قال: هذه الموضوع سيكون على جدول اعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل ، وآمل  ان يتحمل كل وزير مسؤوليته.

وردا على سؤال عن هجرة المسيحيين الكثيفة من لبنان قال: تظهر الاحصاءات ان نسب المهاجرين  من لبنان من الطوائف  غير المسيحية  هي أكبر بكثير ، ولكن نسب هجرة المسيحيين تبدو في الظاهر اكثر. المهم ان علينا العمل والتعاون  لتحفيز جميع اللبنانيين على البقاء في وطنهم ، وهذه هي مسؤولية كل  القيادات السياسية ، بان تقول كلمة سواء تقرب بين اللبنانيين ولا تباعد بينهم وتدفعهم الى اليأس والهجرة.

حفل عشاء  

وكان رئيس مجلس الوزراء لبى مساء امس دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية في روما الى حفل عشاء شارك فيه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري ، رئيس المجلس الحبري للمهاجرين المطران انطونيو ماريا فيليو ، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري ، القائم باعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل ، قنصل لبنان لدى الفاتيكان سامي نمير ، بالاضافة الى ممثلي الرهبانيات اللبنانية في روما.

وفي المناسبة ألقى الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة كلمة ترحيبية قال فيها: دولة الرئيس احيي فيكم الرجل المؤمن ، رجل الدولة والانفتاح والحوار. نحن نحترم  وقدر وفائكم لدينكم  الاسلامي وممارستكم لتعاليمه بكل فخر. إن رجل الدولة الذي تمثلون يشكل بالنسة الينا عامل افتخار وطمأنينة. لقد عرفتتم كيف تديرون الامور بحكمة على رغم التناقضات والانقسامات القائمة ، وفي الوقت ذاته كيف تعملون لخير جميع المواطنين. احيي فيكم ايضا روح الانفتاح والحوار ، وانا اعلم  ماذا فعلتم وتفعلون من اجل خير جميع اللبنانيين ومن بينهم المسيحيون.

وختم: إن زيارتكم لى قداسة البابا غدا هي دليل على احترامكم العميق للطوائف  الكاثوليكية في لبنان.  

الرئيس ميقاتي

والقى الرئيس ميقاتي كلمة توجه في بدايتها الى الكاردينال ساندري بالقول: أنا سعيد جدا لوجودك بيننا في هذا العشاء واعلم انك صديق للبنان وانك زرت لبنان ثلاث مرات هذا العام في اطار تأكيد دعم  البابا المستمر للبنان. إن لبنان سيبقى دائما رسالة تسامح و تعايش بين مختلف الطوائف. وهذا الوطن الذي كان على الدوام ملجأ المضطهدين سيبقى كذلك ، وانا اشكركم للصلاة دائما من اجل ان يحافظ وطننا على قيمه ورسالته.

وتوجه بالشكر الى الرهبانية اللبنانية المارونية على إستضافتها وقال: في كل مرة أزور مركزا دينيا في لبنان اذكر الآية الكريمة “الأ بذكر الله تطمئن القلوب”، وما يجمعنا جميعا هي مخافة الله. الاوضاع صعبة جدا ولبنان في حاجة الينا جميعا،  وانا واثق أنه بالايمان والاخلاص لعملنا ولوطننا في هذه الظروف الصعبة ، هو سبيل الخلاص لنا جميعا.

وتابع: سيكون لي لقاء مهم جدا مع قداسة البابا يوم الاثنين وسأوكد له رسالة لبنان في العيش معا ، ودور المسيحيين الاساسي على قاعدة الشراكة والمحبة.