نهضة أمة

دعوة ورسالة من جَـمِـعـيٰـة الإصّـلاَح وَالإِنٰـمَـاءْ الإِجـِتـمَـاعـيِ فـيِ لُبـنـاَن .

إن اللحظات التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية هي لحظات مفصلية في تاريخنا المشترك، وتستوجب منا الوقوف جميعاً على قدم وساق، موحدين في رؤية واضحة وقيم نبيلة، لتحقيق نهضة حقيقية على كافة الأصعدة، نحن على يقين بأن وحدة صفنا هي السبيل الوحيد للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه بلادنا وأوطاننا، وأنه لا يمكننا بناء المستقبل الذي نطمح إليه إلا إذا تكاتفنا وتعاونا، مجسدين أسمى معاني الوحدة والأخوة.

لقد باتت القضية الفلسطينية، منذ ما يقارب السبعين عاماً وزيادة، هي قضية الأمة المركزية، وللأسف، فقد تضافرت القوى الاستعمارية والصهيونية لإشعال نيران الفتنة، وتفكيك أوطاننا عبر إثارة التفرقة المذهبية والطائفية، وهذا ليس سوى جزء من مؤامرة خبيثة تهدف إلى تمزيق صفوفنا وإضعاف وحدتنا لتظل فلسطين رهينة المآسي، ولتستمر تداعيات الصراعات والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة.

ومن هذا المنطلق، تأتي دعوتنا اليوم إلى توحيد صفوفنا، وتجاوز كل الخلافات التي قد تفرقنا، ونحن نؤمن أن هذه الوحدة يجب أن تكون مبنية على أسس أخلاقية وشرعية راسخة، تتوافق مع قيم ديننا الحنيف، الوحدة التي ترفض التفرقة على أسس طائفية أو عنصرية، وتعتمد على المساواة، والعدالة، والتعاون من أجل غد أفضل، وتحقيق السلام الذي لا يُقصد به المصطلحات المشبوهة التي لا تغني بل تزيد الفرقة والشرخ بيننا.

إن السلام الذي ننشده هو السلام الذي يبنى على احترام حقوق الإنسان، وحماية مقدساتنا، ورفض الظلم والعدوان، هو السلام الذي يدعو إلى التعايش والتعاون بين مختلف أطياف المجتمع الإسلامي والعربي، وهو الذي يلتزم بمبادئ ديننا الحنيف ويكون طريقاً للوفاق والاتفاق، ويجب أن يكون هذا السلام نابعاً من فهمنا الشرعي للأمور، بعيداً عن التسويات والمساومات السياسية التي تضر بكياننا وتفقدنا عزتنا وكرامتنا.

كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” [آل عمران: 103]، ندعو جميع أبناء الأمة إلى التمسك بهذا الحبل الوثيق، والابتعاد عن الفرقة والانقسام، والعمل معاً من أجل بناء مجتمع عربي وإسلامي واحد متماسك وقوي.

إن مسؤوليتنا اليوم هي أن نعيد بناء أوطاننا على أسس من التعاون المشترك والاحترام المتبادل، ولنعمل على تعزيز التكامل بين المجتمعات العربية والإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة، ولنعمل على إنماء بلادنا وتحقيق رفاه شعوبنا بعيداً عن الحروب والدمار.

اللهم احفظ لبنان وفلسطين وسائر أوطاننا العربية والإسلامية من مكر الماكرين وشر الأشرار، اللهم اجعلنا من الذين يعملون لوحدة الأمة، وألهمنا سبيل الإصلاح والعمل الجاد من أجل مستقبل مشرق بالأمن والإيمان وسلامة الأوطان آمين.

جَـمِـعـيٰـة الإصّـلاَح وَالإِنٰـمَـاءْ الإِجـِتـمَـاعـيِ فـيِ لُبـنـاَن