معرض الاعلام المسيحي العاشر”الاعلام وقضايا الشباب الملحّة” يُختتم غداً

ندوات إعلامية ثقافية شبابية وأمسية لتكريم الشاعر سعيد عقل يُختتم معرض الإعلام المسيحي العاشر للاعلام والثقافة الذي ينظمه الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان بعنوان”الإعلام وقضايا الشباب الملحّة” في  دير مار الياس- انطلياس مساء غد الأحد . وقد تواصلت نشاطاته لليوم الثامن وتضمن سلسلة من الندوات الاعلامية المتخصصة سيما منها “الاعلام والشباب : ثغرات وخبرات” و”غياب الاعلام الثقافي محنة المهنة” أدارتها الاعلامية ديامان رحمة جعجع . شارك في الندوة الأولى الاعلامي يزبك وهبه والاعلامية ماغي عون والمخرج باسم كريستو ، وفي الندوة الثانية شارك فيها الكاتب والاعلامي ملحم رياشي والأستاذ رمزي نجار والاعلامية رلى مخايل . كما  وقع طانيوس شهوان كتابه “قراءة مارونية في الزمن الآتي تحديات تنتظر البطريرك الجديد” ، وتمّ توقيع CD “اسمك بالعالي” كلمات وتلحين بول زاخر، وأُقيم مساءً أمسية روحية مع المرنمة جيسي حبيقة بالاشتراك مع جوقة الراهبات اللبنانية في دير مار مارون القنيطرة تخللها ترانيم للشباب بقيادة جوني كرم .  

تميزت الندوة التي حمِلت عنوان “غياب الاعلام الثقافي محنة المهنة” بنمطية طرح الموضوع ومعالجته، وتعليقاً على عنوان الندوة أراد رمزي نجار في مداخلته أن يوضح أن الاعلام هو ثقافة بطبيعته ، واذا انتفت صفة الثقافة عن الاعلام فرِغ من مضمونه ، مؤكداً أن الاعلام الذي يفتقر الى مقومات الثقافة لا يستحق كلمة اعلام . ودعا الى عدم تصنيف الاعلام لأن كل حدث سواء كان رياضياً أو سياسياً أو اقتصادياً … هو اعلام ثقافة عن موضوع محدد . ورأى أن الثقافة هي ملك الجميع ، والثقافة ترفض مبدأ النخبوية وأن كل من يدّعي الثقافة يجب أن يبقى في منزله . وأشار الى أن الاعلام اللبناني كان يدّعي دوماً بالتطور الذي لا يُقارن بالدول المحيطة به ، بينما تتآكل قيم الاعلام في مجتمعنا اليوم ، هذا الاعلام الذي كان السلطة الرابعة أصبح سلطة خاضعة ، وكأنه امتداد لأمراض سرطانية بسبب السياسة ، هذا الاعلام لا يُحاسب لأنه اعلام تجاري لا يمكنه أن يكون المراقب والمصحح .

وتحدثت الاعلامية رلى مخايل عن تجربتها في العمل الصحفي ، وربطت بين صناعة الخبر والمعلومة والمعرفة ، موضحة أن ثقافة الصحافي تُسهم في تحويل المعلومات الى معرفة ، كما أنها تساعده في تقديم المعلومات من خلال التحقيقات أو الريبورتاجات بطريقة صحيحة . ولفتت الى الفارق بين جيل الأمس واليوم لناحية امتلاك الثقافة حيث أن الجيل الجديد من المتخريجين لا تتوافر لديه الثقافة ، كما أنه شبه غائب عن الأحداث الآنية التي تحدث في المجتمع والمحيط .

وطالبت بحماية مهنة الاعلام لأن الاعلامي يضطر الى الاعتماد على عمل آخر لتأمين متطلبات الحياة ، وكأن الاعلام مهنة ثانية مع العلم إنها تتطلب التخصص وإعطاء الوقت الكافي لكتابة مقال أو تعليق … يعني إنها تحتاج الى جهد وابداع وإلا يُستعاض عن ذلك  بـ copy paste  . واختصرت بعض النقاط التي تراها ضرورية : اعداد الاعلاميين ، التضامن بين أهل الاعلام لرفع مستوى المهنة والتربية لنكون على قدر المهنة التي يختارها الفرد ويحترم الناس الذين يتوجه اليهم والبحث عن شيء جديد .

وردّ الاعلامي ملحم رياشي غياب الاعلام الثقافي الى المسؤولين في الوسائل الاعلامية ، لأن هؤلاء يتحكمون بالرأي العام ويقودونه الى حيث تثمر مصالحهم ، هذا تحكم وتضليل واحتكار المعرفة التي تتوافق ومصلحة المعلنين ، حيث تقوم الوسيلة الاعلامية بما يجذب المعلنين لأن المهنة طغت على الرسالة . ورأى ان البرامج التلفزيونية الحالية التي تدخل الى المنازل دون استئذان فإن غالبيتها تُسهم في انحلال القيم الأخلاقية ولا تتوافق مع خصوصية مجتمعنا . لذا ينبغي وضع سلم أولويات ونظام أخلاقي لوسائل الاعلام لأن هذه الأخيرة هي التي تصنع الرأي العام .
ورأى أن الخطورة هي المساهمة في تراكم انحلال القيم عبر وسائل الاعلام ، معتبراً أن الديمقراطية تتجلى بالانتخاب والمحاسبة عبر الانتخاب ، مؤكداً “أننا نعيد أنفسنا وان المشكلة تكمن فينا” ، وطرح دمج برامج الترفية مع الثقافة لتسلية الجمهور وتثقيفه في آنٍ لأن الثقافة المحببة تدخل الى القلوب لان تراكم الانشغالات اليومية تجعل الفرد يميل الى مشاهدة البرامج التي لا تحتاج كثيراً الى التركيز .
وكانت مداخلة للأب لويس خوند طلب فيها من الاعلاميين ثلاثة أمور اختصرها بالتشهير بالخطأ اذا وُجد والانتقاد للمقالات التي لا تخدم الرأي العام والمناقبية في التعليم الجامعي على الأمور الانسانية والوطنية لأن الاعلام ثقافة ورسالة .

وتمنى المحاضرون الوصول الى وضع شرعة أخلاقيات العمل الاعلامي لرفع مستوى المهنة واحترام المبادئ والقيام بالعمل الاعلامي “النظيف” مع الاعتراف بالثغرات لايجاد الحلول الممكنة .     
يتضمن برنامج يوم السبت سلسلة من النشاطات : مداد تحت عنوان “حيث الولد يصنع التغيير” ، مشغل تنشيط – رقص على أنغام أغاني خاصة بالحركة – شهادات حول أحداث مغيرة . لقاء مع جمعية لابورا تحت عنوان “الشباب وفرص العمل” يتضمن ثلاث فقرات : الفقرة الأولى بعنوان “تدريب عن سلوكيات الموظف وعن مهارات التواصل” يحاضر فيها ريمون خوري ، يشارك في الفقرة الثانية تحت عنوان “العمل في المجال الفني” الممثل والكاتب التلفزيوني والمسرحي جورج خباز ، أستاذة الرقص جورجيت جبارة ، الفنان نقولا الأسطا ، المخرج جورج الهاشم ومديرة التصوير ميريال أبو الروس ، ويشارك في الفقرة الثالثة بعنوان “التوظيف في القطاع العام” مسؤولي الموارد البشرية وشركات ومؤسسات وجامعات .كما يتخلل هذا اليوم الطويل توقيع CDتراتيل  “هللويا” و “أجراس العيد” لأنطوان جبارة ، ويُختتم بأمسية شعرية يُكرم فيها الشاعر سعيد عقل حيث سيلقي قصائده الشعراء رودي رحمة ، باسمة بطولي ، ريما نجم ، عصام العبدالله ، محمد علي شمس الدين وميشال جحا ويتخلل الأمسية كلمة لجامعة سيدة اللويزة يلقيها سهيل مطر .  

ويُقام غد الأحد حلقة حوار مع جمعية ايمان ونور بعنوان “الشباب وايمان ونور” يتخللها عرض عمل مسرحي من قبل الجماعة وشهادات حياة وتكريم المطران جورج اسكندر ، أمسية شعرية وترانيم يؤديها الفنان جيلبير جلخ وقراءات لمي خليل يؤديها الفنان شادي حداد والاعلامية ريما رحمة ، ويُختتم بأمسية مرتلة بالألحان البيزنطية والأيقونة مع جوقة جبل لبنان الأورثوذكسية بقيادة جوزيف يزبك .