إنتصارا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى . (رقم ٤)■ مقالةٌ سياسيةٌ: رَدٍّا عَلَى الحَمْلَةِ على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

بقلم: العميد أ.د.غازي منير قانصو
● ١. فُقَاعَةٌ مُسَيَّسَةٌ وَمُفَخَّخَةٌ بِالْحِقْدِ
إِنَّ الْبَيَانَ الَّذِي صَدَرَ عَمَّنْ يَزْعُمُونَ الْحِرصَ عَلَى حُقُوقِ الطَّائِفَةِ الشِّيْعِيَّةِ الْكَرِيمَةِ، لَا يَعْدُو كَوْنَهُ فُقَاعَةً إِعْلَامِيَّةً مُسَيَّسَةً، مُفَخَّخَةً بِالْحِقْدِ، مَمْلُوءَةً بِالتَّنَاقُضِ والإفتِراءاتِ، وَمُدْفُوعَةً بِأَجِنْدَاتٍ خَفِيَّةٍ! وَمَآرِبَ رَخِيصَةٍ، لَا تَمُتُّ إِلَى الْحَقِّ وَالْحَقِيقَةِ بِأَيِّ صِلَةٍ.
● ٢. تَعَدٍّ سَافِرٌ عَلَى الْمَقَامَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ
إِنَّ التَّهَجُّمَ عَلَى الْمَجْلِسِ الْإِسْلَامِيِّ الشِّيْعِيِّ الْأَعْلَى، بِوَصْفِهِ الْمُؤَسَّسَةَ الدِّينِيَّةَ وَالرُّوحِيَّةَ وَالْمَرْجِعِيَّةَ الْعُلْيَا لِطَائِفَةٍ بِكَامِلِهَا، لَيْسَ سِوَى تَعَدٍّ عَلَى الْمَقَامَاتِ وَالرُّمُوزِ، وَخَرْقٍ وَاضِحٍ لِحُرْمَةِ الْمُؤَسَّسَاتِ، وَضَربٍ مُتَعَمَّدٍ لِرَكَائِزِ الِاسْتِقْرَارِ الِاجْتِمَاعِيِّ وَالدِّينِيِّ والسِّلمِ الأهلي في لبنان، وإثارة الفتن الداخلية التي لا تُبقي ولا تَذَر، وليس في هذا الّا مصلحة العدو، فِي وَقْتٍ نَحْنُ بِأَمَسِّ الْحَاجَةِ فِيهِ إِلَى جَمْعِ الْكَلِمَةِ وَرَأْبِ الصَّدْعِ، لَا إِلَى التَّمْزِيقِ وَالتَّحرِيضِ.
● ٣. تَشْهِيرٌ بِلَا دَلِيلٍ وَإِفْلَاسٌ فِي الْأَدَبِ وَالْقانون والقِيَم
إِنَّ إِطْلَاقَ التُّهَمِ مِنْ غَيْرِ بَيِّنَاتٍ، وَرَمْيَ النَّاسِ جُزَافًا بِالسَّرِقَةِ وَالْفَسَادِ وَالْخِيَانَةِ، وَخَلْطَ الْحَقَائِقِ بِالْأَبَاطِيلِ، هُوَ أُسْلُوبٌ يَفْتَقِرُ إِلَى الْأَدَبِ، وَيَهْدِمُ مَبْدَأَ الْعَدْلِ القانوني والأخلاقي، وَيَشِي بِأَنَّ الْغَايَةَ مِنْ هَذَا الْمُؤْتَمَرِ الْمَزْعُومِ لَيْسَ الْإِصْلَاحَ، بَلِ التَّشْهِيرَ وَالْإِسَاءَةَ وَتَصفِيَةَ الْحِسَابَاتِ.
● ٤. أَمْوَالُ الْخُمُسِ وَالزّكاةِ لَيْسَتْ مِلْكًا لِلْوِصَايَةِ الْمَزْعُومَةِ
إِنَّ الْأَمْوَالَ الَّتِي تُدْفَعُ مِنَ الْخُمُسِ وَالزَّكَاةِ فِي مُخْتَلَفِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ، لَا تَخْضَعُ لِاشْتِرَاطَاتِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ جَعَلُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ، أدعياءَ فيَ البيانِ الصّحفي المُفتَري، أَوْصِيَاءَ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ دُونَ تَكْلِيفٍ شَرْعِيٍّ وَلَا قَانُونِيٍّ. وَإِنَّ اتِّهَامَ الْمَجْلِسِ وَأَعْضَائِهِ بِالسَّرِقَةِ وَالِاخْتِلَاسِ، مِنْ دُونِ أَيِّ دَلِيلٍ قَاطِعٍ، إِنَّمَا يُعَدُّ اِفْتِرَاءً مُحَرَّمًا شَرْعًا، وَمُجَرَّمًا قَانُونًا، فضلًا عن البُعدِ الأخلاقي وهو الأهَم، وَيُعَرِّضُ مُطْلِقِيهِ لِلْمُسَاءَلَةِ الْقَضَائِيَّةِ الصَّارِمَةِ.
● ٥. إِسَاءَةٌ لِلرِّمُوزِ وَإِفْلَاسٌ أَخْلَاقِيٌّ
إِنَّ الْإِسَاءَةَ إِلَى شَخْصِيَّاتٍ دِينِيَّةٍ وَعِلْمَائِيَّةٍ-قِيَادِيَّةٍ لَهَا بَاعٌ طَوِيلٌ فِي خِدْمَةِ النَّاسِ، وَتَارِيخٌ مُشَرِّفٌ فِي رِعَايَةِ الْمُؤَسَّسَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ والعِلميّة، إِنَّمَا تُظْهِرُ حَجْمَ الْإِفْلَاسِ الْأَخْلَاقِيِّ وَالْعَدَائِيِّ الْكَامِنِ فِي هَذَا الْخِطَابِ الرَّخِيصِ، الَّذِي لَا يُمَثِّلُ وِجْدَانَ الطَّائِفَةِ، وَلَا ضَمِيرَ أَبْنَائِهَا، بَلْ ولا أيًّ لبنانيٍّ وَطنيٍّ شَريفٍ.
● ٦. الْمُسَاءَلَةُ تَكُونُ بِالْحَقِّ لَا بِالْتَّشْهِيرِ
إِذَا كَانَ فِي الْمَجْلِسِ مِنْ تَقْصِيرٍ، فَإِنَّ بَابَ النَّصحِ وَالْمُرَاجَعَةِ وَالْمُسَاءَلَةِ مَفْتُوحٌ عَبْرَ الْقَنَوَاتِ الدُّسْتُورِيَّةِ وَالشَّرْعِيَّةِ بَل والمباشرة أيضًا، لَا عَبْرَ أَبْوَاقِ الْإِعلَامِ وَمَسْرَحِيَّاتِ التَّشْهِيرِ. وَأَمَّا مَنْطِقُ التَّشْهِيرِ وَالْوَعِيدِ بِالدَّعَاوَى، فَهُوَ أُسْلُوبُ الضُّعَفَاءِ الْبَاحِثِينَ عَنْ شَعْبِيَّةٍ زَائِفَةٍ عَلَى أَكْتَافِ الْمَقَامَاتِ المُحترمةِ المُعتبرةِ.
● ٧. تَحْذِيرٌ مِنَ الِانْجِرَارِ خَلْفَ الْفِتَنِ الْمَشْبُوهَةِ
إِنَّنَا نُحَذِّرُ مِنَ الِانْجِرَارِ خَلْفَ هَذِهِ الْحَمَلَاتِ الْمَشْبُوهَةِ، الَّتِي تَسْتَهْدِفُ إِضْعَافَ مَوْقِعِ الْمَجْلِسِ الْإِسْلَامِيِّ الشِّيْعِيِّ الْأَعْلَى، وَتَشْوِيهَ صُورَتِهِ أَمَامَ الرَّأْيِ الْعَامِّ، وَاسْتِغْلَالَ ظُرُوفِ النَّاسِ وَأَوْجَاعِهِمْ لِتَحْقِيقِ مَكَاسِبَ رَخِيصَةٍ.
● ٨. لِلْمَقَامِ حُرْمَةٌ، وَلِلْبُهْتَانِ عَاقِبَةٌ
وَنُؤَكِّدُ أَخِيرًا أَنَّ شَعبَ الْمَجْلِسَ الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي يعتزُّ بِرِئَاسَتِهِ، لَنْ يَتَهَاوَنَ فِي الدِّفَاعِ عَنْ كَرَامَتِهِ وَمَوْقِعِهِ، فهوَ شعبٌ أبِيٌ عزيزٌ كريم، لا يقبلُ الضيمَ من أيٍ كان، لَنْ يَتْرُكَ السَّاحَةَ مَفْتُوحَةً لِأَلْسِنَةِ السُّوءِ وَأَقْلَامِ الْفِتْنَةِ. وَسَيَتِمُّ الرَّدُّ الْقَانُونِيُّ المسؤول عَلَى كُلِّ اِدِّعَاءٍ كَاذِبٍ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ التَّعَدِّيَ عَلَى الْحَقِّ وَالْحَقِيقَةِ.
● تحيةُ الوفاء والتقدير والإحترام
٩.أتوجهُ بتحية الإكبار والوفاء إلى كل من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية صاحب الفخامة العماد جوزاف عون (السامي الاحترام)، والى رئيس المجلس النيابي صاحبِ السيادة دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري( له خالص الوفاء والاحترام)، والى صاحب السّماحة العلّامة الشيخ الجليل علي الخطيب (حفظه الله ورعَاه) نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذين عَمِلوا على وأدِ الفتنةِ وحفظِ البلادِ والعبادِ.
■خِتامًا، وَلْيَعْلَمِ الْمُفْتَرُونَ أَنَّ لِلْمَقَامَاتِ حُرْمَةً، وَلِلنَّاسِ كَرَامَاتٍ، وَأَنَّ الكَذِبَ، وما في مقامهِ من بُهتانٍ وافتراءٍ، لَا يُقِيمُ بُنْيَانًا، وَافْتِرَاءَهُمْ لَا يَهْدِمُ قِلَاعًا، وإنّ البًاغِي تَدُورُ عليهِ الدّوائر، يُكشفُ في الحياةِ الدنيا، و”يومَ تُبلى السّرَائرُ، فما لهُ من قُوّةٍ ولا ناصِر”.
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
صدقَ اللهُ العليُّ العظِيمُ
فليعُودوا إلى رشدهم، ذلك أكثرُ صوابا، ولا يكونوا “يهوذا الاسخريوطي”، الذي باعَ سيدَهُ المُعلمِ الصّالح كلمة الله(عليه السلام) بثلاثين من الفضة، بَدَلًا من ذلك فليكونوا صوتًا للحقِّ، لا عليه، الحق المستندِ إلى المعرفةِ البًيِّنةِ والعلمِ والوعيِ والعملِ الرشيدِ والسعيِ المُفيدِ، والّا فإنّ كلّ ما عدا ذلك هوَ باطلٌ، “وكانَ الباطلُ زَهُوقًا”.
والحمدُ للهِ رب العالمين
مع تحياتي،
عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي
العميد أ.د.غازي منير قانصو
١٤ نيسان ٢٠٢٥
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development