المقالات

سكان غزة يبحثون عن حياة أفضل بعيداً عن الموت والمعاناة \ كتبت لارا الاحمد

في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت أصوات سكان قطاع غزة مناديةً بحياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً، وسط واقعٍ مليء بالمعاناة والمآسي اليومية. يعاني أهالي القطاع من ظروف قاسية تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب الحصار، الفقر، وانعدام الأمان، الأمر الذي يدفع المئات منهم لمغادرة غزة أسبوعياً، باحثين عن فرصة لحياة جديدة خالية من الخوف والموت.

رغم حبهم لأرضهم وتشبثهم بهويتهم، يؤكد العديد من الغزيين أن القرار بمغادرة القطاع ليس سهلاً، بل هو خيار اضطراري نابع من حرصهم على حماية أطفالهم وتوفير مستقبل آمن لهم. يصف أحد السكان الوضع قائلاً: “نريد فقط أن نحيا بكرامة، وأن نمنح أطفالنا فرصة للنمو والتعلم واللعب دون أن نعيش كل يوم تحت تهديد القصف أو فقدان أحد أفراد العائلة”.

ويُظهر الواقع المؤلم في غزة كيف أن الحلم بحياة طبيعية أصبح رفاهية لا يملكها الكثيرون. فمع التدهور المستمر في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والتعليم، وغياب الأفق السياسي، تتضاءل فرص البقاء والعيش الكريم داخل القطاع. لذلك، يحاول الكثيرون الخروج بكل الطرق الممكنة، حتى لو كان الثمن هو فراق الوطن والأهل.

في الوقت نفسه، لا تزال أصوات هؤلاء الذين قرروا البقاء ترتفع أيضاً، مطالبة بتحسين الظروف الحياتية ووقف العنف، ليتمكن الشعب الغزي من العيش على أرضه بسلام، دون الحاجة للهجرة. إن ما يحدث اليوم في غزة هو انعكاس لصراع طويل بين الأمل واليأس، بين التشبث بالأرض والرغبة في النجاة. ويظل الأمل قائماً بأن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه سكان غزة أن يعيشوا حياة كريمة داخل وطنهم، دون أن يُجبروا على تركه بحثاً عن الأمان والفرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى