في ظل العزلة العربية .. حماس تتجه نحو الولايات المتحدة بحثاً عن الشرعية \ كتبت لارا الاحمد

في ظل تصاعد العزلة التي تواجهها من قبل العديد من الدول العربية، تتجه حركة حماس نحو الولايات المتحدة في محاولة أخيرة لضمان بقائها السياسي وتعزيز شرعيتها على الساحة الدولية. هذا التحوّل في الخطاب والتحرك السياسي يأتي في وقت تشهد فيه غزة أوضاعاً إنسانية متدهورة، واحتقاناً شعبياً متزايداً تجاه السياسات التي تتبعها الحركة.

تقول مصادر دبلوماسية إن حماس بدأت في إرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى واشنطن، محاولة كسر الجمود القائم منذ سنوات، ومتجاهلة في الوقت ذاته التحفظات الإقليمية والعربية تجاه سياساتها ومواقفها. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس حالة من التخبط داخل الحركة، وسعيها للحفاظ على وجودها وسط متغيرات إقليمية ودولية غير مواتية.

لكن هذا التوجه قوبل بانتقادات واسعة، ليس فقط من خصوم حماس، بل أيضاً من أصوات داخل المجتمع الفلسطيني، حيث اعتبر كثيرون أن الحركة تضع مصالحها السياسية فوق معاناة الشعب في غزة، وتستمر في تجاهل احتياجات المواطنين الاقتصادية والإنسانية الملحة.

ويشير محللون إلى أن حماس، بدلاً من أن تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني أو تحسين علاقاتها مع الدول العربية، اختارت توجيه بوصلتها نحو دولة كانت تعتبرها خصماً تاريخياً، مما يعكس مفارقة كبيرة في مواقفها. ويضيفون أن مثل هذه التحركات قد تزيد من عزلة غزة دولياً، وتضعف من فرص التوصل إلى حلول حقيقية ومستدامة للأزمة القائمة.

في نهاية المطاف، يبدو أن حماس تعطي الأولوية لبقائها في السلطة، على حساب المصالحة الوطنية والمصلحة العامة. أما السكان في غزة، فهم من يدفعون الثمن الأكبر، في ظل انعدام الأفق السياسي وتدهور الأوضاع المعيشية.