مينا: في رسالة لدولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام: \ ربيع مينا

ثقة الناس باتت على المحك، والوقت لا يسمح بمزيد من الإنتظار.

رئيس جمعية بناء الإنسان الخيرية، مدير عام و رئيس تحرير جريدة بناء الإنسان
ربيع مينا في رسالة لدولة الرئيس نواف سلام هذا نصها:
دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام المحترم.
تحية تقدير وبعد:
نتوجه إليكم اليوم، في لحظة وطنية دقيقة وإستثنائية، قد بلغت الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والمالية ذروتها، وباتت تُثقل كاهل المواطن اللبناني وتهدد مقومات حياته اليومية في ظل ركود اقتصادي عميق وتراجع غير مسبوق في مؤشرات التنمية والعدالة الإجتماعية.
لقد طال إنتظار المواطنين للإجراءات الجدية التي وعدت بها الحكومة، فيما لا تزال معظم الملفات الحيوية عالقة دون حلول واضحة أو خطوات تنفيذية فعلية، في وقت لم يعد يحتمل التأجيل أو التردد. إننا، إذ نثمّن خطابكم الإصلاحي ومواقفكم المعلنة، نهيب بكم اليوم إلى الإنتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة التنفيذ، بما يعيد الثقة بالدولة ويضع حداً لمسار الانهيار المتسارع.
وعليه، نطالب دولتكم بإتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات عاجلة، أبرزها:
_ الإسراع في إطلاق آلية وطنية لإستعادة الأموال العامة المنهوبة والمحوّلة إلى الخارج بصورة غير مشروعة، وتفعيل الأجهزة الرقابية والقضائية المختصة، ضمن أطر الشفافية والمساءلة.
إقرار خطة عملية لضمان حقوق المودعين، لا سيما أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة، بما يضمن الحد الأدنى من العدالة المالية والطمأنينة الإجتماعية. اتخاذ خطوات ملموسة نحو محاسبة الفاسدين والمتورطين في هدر المال العام، وتطبيق القوانين على الجميع من دون تمييز أو حصانات.
تبني خطة إنقاذ اقتصادية شاملة، تتضمن إصلاحات حقيقية، دعم القطاعات الإنتاجية، إعادة تحريك الدورة الاقتصادية. فتح ملفات التوظيفات العشوائية الإنتخابية التي كانت تحصل سابقا” كرشى، و تأمين فرص عمل لشبابنا وفق معيار الكفاءة.
_تفعيل العمل الوزاري وتحريك المؤسسات العامة نحو خدمة المواطن، بعيداً عن التعطيل والجمود الذي أرهق الإدارة وأضعف ثقة المواطنين بالدولة.
دولة الرئيس،
إن التاريخ لا يرحم، والفرصة لا تزال قائمة لقيادة مسار الإنقاذ الوطني. ثقة الناس باتت على المحك، والوقت لا يسمح بمزيد من الإنتظار. نناشدكم التحرك فوراً، بجرأة ومسؤولية.
فالتاريخ المشرف يصنعه قادة إستثنائيون و هذا ما نحتاجه في لبنان عامة و مدينة طرابلس خاصة .
أنتم في موقع المسؤولية أمام الله و الناس و التاريخ.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
ربيع مينا