المقالات

يبدو أنه حقا آخر رئيس وزراء للكيان ….محمد اسوم

طغيان نتانياهو أو جموحه الذي لم يجد من يكبحه ، يرتد على كيانه خرابا ودمارا وتشظيا وفي النهاية زوالا

لا نحتاج كثيرا لندرك أننا أمام رجل يهتم كثيرا بصناعة مشاهد البطولة والانتصارات دون التفكير بعواقبها أو التفكير بنهاياتها ..

ولا نحتاج كثيرا لندرك أنه يتقن القفز إلى الأمام ، كلما شعر أنه سيغرق، قفز الى جبهة جديدة ليلتحق شعبه به …

كل خطاباته منفصلة تماما عن واقع جيشه وواقع بلاده …
رجل طاغية جامح مهووس بالقوة التي يمتلكها ، وبقدرته الأمنية على الوصول إلى عدوه عبر هندسة ضربات موجعة جدا ، لكنه لا ينظر أسفل منه ولا حوله ليدرك أنه يضع كيانه على حافة الانهيار والزوال ..

■ منذ ٦٥٠ يوما ، وجيشه يتعرض لضربات هائلة في غزة ، وقوته المدرعة خسرت ٥٠ % منها ، وليس هناك ما يشير الى تراجع مقاومة غزة أو انكسارها أو حتى ارتباكها ، ومع ذلك لا يزال يتحدث عن انتصار ساحق في غزة !!!!!

■ قفز إلى لبنان وصنع مجده في عملية البيجر واغتيال نصر الله وقادة الحزب، لكنه لم يستطع التقدم في الجنوب ، ولم يستطع إيقاف الهجوم الصاروخي ، فتراجع عن أهدافه الكبرى بالقضاء على الحزب وسلاحه مكتفيا باتفاق وقف إطلاق النار الذي يعطي حزب الله فرصة التقاط أنفاسه وتطهير صفوفه من العملاء ..

■ قفز إلى سوريا ، وعمل فيها قصفا وتوغلا وتحريضا للدروز ، لكنه سرعان ما خضع لأمريكا ، وسلم بالوجود التركي المميز ، وقبل بتأجيل الملف السوري إلى وقت لاحق

■ قفز إلى اليمن ، وشن غارات مدمرة على المرافئ والمرافق ، رغم أن أمريكا وبريطانيا لم تقصرا في ذلك ، لكنه فشل فشلا ذريعا في ايقاف الهجمات الصاروخية اليمنية أو كسر حصار الحوثيين في البحر الأحمر

■ قفز إلى إيران ، وهندس ضربات أمنية موجعة ، واعتدى على منشآتها النووية على الرغم من أنها الدولة النووية الوحيدة التي تتعامل مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية …

حصد المشهد الأول انتفاخا وغرورا لساعات فقط ، ثم انهالت عليه الضربات الإيرانية وآخرها هذا الصباح فحولت كيانه إلى خراب ، وزرعت الدمار في تل أبيب ، ووضعت كل شعبه في حالة هلع ورعب لم يشهدوا له مثيلا من قبل ، ودمرت مواقع انتاج الطاقة ومراكز البحوث العلمية وقواعد عسكرية وجوية ….

■ بجموحه قدم خدمة لإيران رغم خسائرها الهائلة لم تكن تحلم بها :

● حقق لها شعاراتها التي كانت تتاجر بها ، فلم يعد شعار الموت لإسرائيل شعارا ، بل صار ترجمة حقيقية …

● ساهم في شد العصب الإيراني والتفاف الشعب الايراني حول قيادته ، بعد أن كانت نسبة كبيرة من الشعب ضدها ..

● ساهم في اعادة بعض التعاطف اذا لم نقل كثيرا من التعاطف في عالمنا العربي بعد أن خسرت ايران كل رصيدها فيه بسبب جرائمها التي لا تمحى ولا تنسى …

حاليا مع كل قياداته يستجدي التدخل الأمريكي ، والتي على ما يبدو أنها مترددة خوفا من جهنم التي ستتعرض لها قواعدها في الخليج حيث يوجد فيها أكثر من ٤٠ ألف جندي أمريكي …

كل ذلك ، ولا يزال يردد أنه منتصر ، وانه سيغير وجه الشرق الأوسط ، وأنه سيغير النظام في إيران وانه سيقضي على كل اعداء إسرائيل !!!!!!!!

نسأل الله أن لا يجد من يوقظه من جموحه وانتفاخه وأوهامه، ومن يجبره على النظر اسفل منه وحوله ، لأنه من الواضح تماما أنه بذلك سيكون آخر رئيس وزراء للكيان الغاصب ….

محمد أسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى