المقالات
هؤلاء صاروا الوارثين… فاستبشِروا بالذين سبقوا! – بقلم : فادي شامية

لنبدأ بـ”صانع الحكومة والرؤساء”؛ المفكر الإسلامي راشد الغنوشي، سجنه نظام بن علي 6 سنوات، ونفاه خارج بلده 22 عاماً، فلما أذن الله بالتغيير صار بن علي طريد العدالة وهو في أرذل العمر، وعاد الغنوشي إلى بلاده يسكن القلوب قبل البيوت، وهو اليوم الرجل الأول في تونس الخضراء، وتلامذته هم أغلبية وزراء الحكومة الجديدة!.
الوزراء من حزب النهضة الذي يقوده الغنوشي:
– المهندس حمادي الجبالي قضى في سجون بن علي 15 عاماً من عمره، بينها 10 أعوام في الحبس الانفرادي!، كان يضطر أن يغسل بوله وينظف في زنزانته ما هو أقذر، ويُضرب إذا تخلف… صار اليوم رئيساً للحكومة، أي رئيس السلطة الفعلية للبلد كلها!.
– علي العرّيض سجنه نظام بن علي 15 عاماً. عذبه ومنع عنه الزيارة فترات طويلة، وحشر معه المجرمين… صار الآن وزيراً للداخلية، أي رئيس كل الشرطة والأمن… والسجانيين!.
– سمير ديلو سجنه نظام بن علي عشر سنين، لم يترك ألماً نفسياً أو جسدياً إلا أذاقه إياه، صار اليوم وزيراً لـ “حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية” والمتحدث باسم الحكومة!.
– عبد الكريم الهاروني. سجنه نظام بن علي 16 سنة!. صار اليوم وزيراً للنقل!.
أما الصادق شورو (مانديللا تونس-20 عاماً سجناً) فلم يرد اسمه في الوزراء، حيث تفرغ لقيادة حركة النهضة. هؤلاء انتقلوا في أيام معدودات من عتمة السجون إلى أنوار آلات التصوير. صبروا على سواد الظلم أمام الجلاد، فأشرقت وجوههم أمام الناس، وانطبق عليهم قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض)، ألا يتعظ طاغوت الشام. غالب الظن أنه سيكابر حتى يجعله الله عبرةً إلى يوم الدين، فإن ما أتى به –هو وعائلته- لم يسبقهم إليه أحد، أما من نفاهم أبوه، ورفض الابن أن يشموا رائحة أهلهم وأوطانهم، فسيعودون أحلى من عودة الطيور المهاجرة في إشراقات الربيع… وهؤلاء سيكونون الوارثين، كما أصبح الذين سبقوهم في تونس!.
اللواء
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development