المقالات

فيلتمان نقل لميقاتي رغبة بلاده بإقامة منطقة عازلة”. لماذا طرح تشغيل مطار “القليعات” راهناً؟ – بقلم: حسان الحسن

قد تكون عناوين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المرتقبة للبنان هي: متابعة التزام السلطات اللبنانية تطبيق القرارات الدولية1701 و1680 و1559 و1757، بالإضافة إلى البحث في تفعيل حماية أمن قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، وقد يثير “كي مون” مسألة ترسيم الحدود مع سورية، وبعض المواضيع المشتركة بين لبنان والأمم المتحدة.

ولكن قد يكون في الوقت عينه، مضمون الزيارة وهدفها الأساس، هو الطلب من لبنان إقامة مخيم “للنازحين السوريين” جراء الحوادث الأمنية في سورية، تحت عنوان إنساني، يتحوّل تدريجاً إلى منطقة عازلة على الأراضي اللبنانية، تشكل قاعدة لانطلاق الأعمال الإرهابية التي تستهدف الاستقرار السوري، في ضوء فشل محاولات بعض القوى الإقليمية والدولية من إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية – التركية، وتراجع حدة المواقف التركية الرسمية حيال الأزمة السورية، وآخرها دعوة وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو “المعارضة السورية” إلى متابعة “نضالها” في شكل سلمي فقط، ما يؤشر إلى أن أنقرة قد تمنع تسلل المسلحين إلى سورية عبر أراضيها.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة على الواقع الميداني في سورية تراجع عمليات تسلل المقاتلين إلى الداخل السوري عبر الحدود المشتركة مع تركية، لافتة إلى أن المناطق الأكثر سخونة راهناً، هي المناطق المحاذية للبنان، بفعل عدم انقطاع عمليات تهريب السلاح في شكل كامل، واستمرار تسلل المسلحين من بعض القرى اللبنانية، الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.

إن هذا التخوف من إقامة المنطقة العازلة، وبالتالي تعريض الأمن القومي اللبناني – السوري المشترك للخطر، ناهيك بخروج الجانب اللبناني على معاهدة التنسيق والتعاون مع سورية، لم يكن قائماً على مجرد تحليل سياسي، بل مرتكزاً على وقائع ملموسة.

وفي هذا الصدد، أكدت معلومات موثوقة أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رغبة بلاده في إقامة “ممر إنساني” على الأراضي اللبنانية لإسعاف “المنكوبين السوريين”، الأمر الذي وضع ميقاتي في حيرة من أمره، فوقع بين مطرقة التزامه لإيحاءات المجتمع الدولي حفاظاً على مصالحه، وسندان التضامن الحكومي الذي قد يتعرض للاهتزاز في حال الخضوع لرغبة فيلتمان، التي قد يكررها كي مون لتأخذ بعداً أممياً.

وفي سياق متصل، يطرح مرجع لبناني مقرّب من دمشق علامات استفهام عن سبب إعادة طرح تشغيل مطار القليعات في هذا التوقيت؟

ويبدي المرجع تخوفه من أن يكون الهدف من تشغيل المطار المذكور، هو الإسهام في ضرب الاستقرار السوري، تحت غطاء تلقي أو نقل “المساعدات الإنسانية” إلى “المنكوبين السوريين”، خصوصاً أن منطقة القليعات تخضع لنفوذ تيار سياسي له يد طولى في عمليات تخريب سورية.

ويعتبر المرجع أن ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن وجود مئات العناصر من “الجيش السوري الحر” في عكار، يصب في فكرة التمهيد لإقامة مخيم للعناصر المذكورة.

في المقابل، نفت مصادر واسعة الإطلاع على الوضع الميداني في القرى الحدودية في عكار وجود مجموعات لما يسمى “الجيش الحر”، مشيرة إلى أن وجود السوريين في المنطقة يقتصر على غالبية من “النازحين” الموجودين في ضيافة أقاربهم وبعض الهاربين من وجه العدالة الذين يستخدمون الأراضي اللبنانية كملاذ آمن وكواحة “لاستراحة المحارب”، مستفدين من الغطاء الإنساني الذي توفره السلطات اللبنانية “للنازحين”، مشيرة إلى أن بعض المطلوبين يأخذون قسطاً من الراحة في لبنان، ليعودوا بعدها للمشاركة في القتال في سورية.

وتشير المصادر إلى أن القرى المحاذية لسورية تشهد تراجعاً في حركة تصدير عدة الإرهاب إلى الداخل السوري، ما خلا بعض عمليات تهريب السلاح ذات البعد المنفعي، عازية السبب إلى حال التردي المالي الذي يعانيه تيار “المستقبل”، الذي قد يكون ناجماً عن وقف الدعم المالي الخليجي “للتيار”، ما يؤشر إلى تراجع مواقف بعض دول الخليج في تأجيج الصراع المسلح في سورية، وبالتالي ذهاب الأزمة السورية نحو سكة الإنحسار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى